قتل 27 شخصا على الأقل، في معارك بين أنصار الشرعية والمتمردين الحوثيين في جنوب اليمن، بحسب مصادر محلية. وقال مسؤول: إن أربعة قتلوا من مقاتلي المقاومة الشعبية المؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي، وستة متمردين، في مواجهات جرت، فجر أمس، في الضالع الواقعة شمال مرفأ عدن. وتحدث عن ثمانية متمردين آخرين قتلوا في كمين. وقالت المصادر: إن قصفا عنيفا يشنه متمردو الحوثي على منطقة العرشي التابعة لمدينة الضالع، تسبب في احتراق عدد من المنازل. وتشهد مدينة الضالع اشتباكات عنيفة منذ حوالي شهر، وذلك عقب زحف المسلحين الحوثيين إليها وإلى عدد من المناطق الجنوبية الأخرى، خلفت عشرات القتلى والجرحى. ولم ينسحب متمردو الحوثي حتى اليوم، على الرغم من انتهاء المهلة التي أعطاها مجلس الأمن الدولي لهم، مساء الجمعة، لتسليم المناطق التي سيطروا عليها. وصرح مسؤول آخر، أن مقاتلين موالين للرئيس هادي قتلوا تسعة متمردين في هجوم بقذائف مضادة للدروع في مدينة لودر. وجرت معارك في عدن أيضا ثاني مدن البلاد، حيث استهدفت غارات جوية للتحالف العربي مواقع للمتمردين. وقصفت طائرات التحالف خصوصا القصر الرئاسي في عدن الذي يحتله المتمردون حاليا. وفي محافظة لحج شمال عدن، قصفت طائرات التحالف العربي، قاعدة العند العسكرية التي كان يتمركز فيها عسكريون أميركيون قبل إجلائهم بسبب النزاع وسيطرة الحوثيين عليها. وقال ضباط وشهود عيان، ليل الجمعة السبت: إن معارك وقعت في محافظة مأرب (شرق). وتشهد مدينة صرواح خصوصا معارك عنيفة، لكن لم تتوافر أي حصيلة لهذه المواجهات. ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، غدا الإثنين، اجتماعا خاصا لمناقشة أوضاع اليمن والعقوبات التي ستنفذ على الحوثيين والرئيس السابق علي صالح، في ضوء امتناع جماعة الحوثي وحلفائها من القوات الموالية للمخلوع صالح عن تنفيذ قرارات المجلس. وتهدف عملية إعادة الأمل التي أطلقها التحالف العربي، عقب انتهاء عمليات عاصفة الحزم الأسبوع الماضي، إلى استئناف الحوار السياسي بين القوى السياسية بناء على قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية واستمرار حماية المدنيين واستمرار مكافحة الإرهاب ومساعدة المتضررين من الضربات الجوية والتصدي لتحركات جماعة الحوثيين. في هذه الأثناء، نفى قائد القوات البحرية الإيرانية الادميرال حبيب الله سياري، مغادرة السفن الحربية الإيرانية خليج عدن، كما أعلنت واشنطن. وقال: إن السفن التابعة للقوات البحرية متواجدة في خليج عدن الذي يقع عند مدخل مضيق باب المندب، ويقوم بإدارة الدوريات والمهام في المنطقة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). وكانت تقارير إعلامية، قد نقلت عن مسؤول أمريکي قوله، إن سفنا تابعة للأسطول الإيراني قد غادرت خليج عدن. وزعم قائد سلاح البحر للجيش الإيراني، أن سلاح البحر الإيراني يتواجد في خليج عدن لمرافقة السفن التجارية ومکافحة القرصنة في هذه المنطقة التي تعد من الممرات المائية المهمة والاستراتيجية في العالم. ووصلت المجموعة الـ 34 للسفن التابعة للقوة البحرية للجيش الإيراني إلى خليج عدن، يوم الأربعاء الماضي، والتي تتکون من الفرقاطة القتالية «البرز» الراجمة للصواريخ، وفرقاطة الإسناد «بوشهر»، اللتين بدأتا مهمتهما منذ أسبوعين. وكان البنتاغون أعلن: إن الأسطول الإيراني قد أبحر نحو الشمال الشرقي باتجاه بلاده يوم الجمعة. وقال وزير الدفاع آشتون كارتر للصحفيين المرافقين له بعد رحلة إلى ولاية كاليفورنيا؛ لقد حولت السفن (الإيرانية) وجهتها .. بوضوح نحن لا نعرف ما هي خططهم القادمة. وأضاف كارتر: إنه أمر (الانسحاب من منطقة الأزمة) موضع ترحيب لأنه يساهم في الحد من التصعيد، وهذا ما نحاول أن نقترحه على جميع الأطراف هناك، باعتباره المسار الأفضل، وبين هذه الأطراف الإيرانيون. وقال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم البنتاجون في وقت سابق: إن القافلة كانت في المياه الدولية في حوالي منتصف الطريق على طول ساحل عمان يوم الجمعة، ولا تزال وجهتها صوب الشمال الشرقي (في ذلك اليوم). ورفض وارن القول بأن السفن عائدة إلى إيران أو في طريقها إلى إيران. وقال وارن: إن الجيش الأمريكي لا يعرف نيتهم، مضيفا، أن السفن يمكن أن تغير اتجاهها في أي لحظة. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الثلاثاء، إن الحكومة الأمريكية حذرت إيران طالبة منها عدم إرسال أسلحة إلى اليمن، والتي يمكن استخدامها في تهديد حركة الملاحة في الخليج. وقال كارتر، الأربعاء: إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من احتمال أن تكون السفن تحمل أسلحة متطورة إلى الحوثيين هناك. وأرسلت البحرية الأمريكية حاملة الطائرات تيودور روزفلت، وسفينة حربية مرافقة لها، إلى بحر العرب الأسبوع الماضي، لدعم سبع سفن حربية أمريكية موجودة في المنطقة بالفعل في محيط خليج عدن، بسبب المخاوف من الاضطرابات المتزايدة في اليمن. ودعا الرئيس المخلوع علي صالح، الجمعة، حلفاءه الحوثيين إلى التقيد بقرارات الأمم المتحدة. وقال، في بيان نقله تلفزيون اليمن الذي يملكه: أدعو أنصار الله إلى القبول بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها، مقابل وقف العدوان لقوى التحالف. وأضاف: أدعو (جميع حملة السلاح من مختلف الأطراف) إلى الانسحاب من جميع المحافظات وخصوصا محافظة عدن، كبرى مدن الجنوب. واستولى الحوثيون على العاصمة صنعاء في شمال اليمن في كانون الثاني/يناير، ثم توجهوا إلى الجنوب حتى دخلوا إلى عدن التي كان هادي لجأ إليها قبل أن ينتقل إلى الرياض مع باقي أعضاء الحكومة. وفرض مجلس الأمن، الشهر الحالي، عقوبات تتضمن حظرا للاسلحة على المتمردين، وتجميد أصول ومنع من السفر على زعيمهم عبدالملك الحوثي، وأحمد علي عبدالله صالح الابن البكر للرئيس السابق، وطلب من الحوثيين وقف هجماتهم والانسحاب من كل المناطق التي يسيطرون عليها منذ دخولهم صنعاء في أيلول/سبتمبر الماضي. ورحب صالح، الذي ما زال يملك سلطة على بعض وحدات الجيش، بالقرار الدولي، معتبرا أنه يوقف حمام الدم في اليمن. ودعا الرئيس السابق، وهو رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، إلى حوار تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف. كما وجه نداء إلى كل الأطراف لبدء حوار يمني داخلي، زاعما الدعوة إلى التسامح وإطلاق جميع الأسرى والمختطفين. وقال: أدعو كل الأطراف دون استثناء حتى الخصوم السياسيين الذين خاصموني منذ العام 2011 إلى الحوار والتسامح، وأنا سأتجاوز وأتسامح عن الجميع لمصلحة الوطن، ومن أجل صيانة الدم اليمني الذي أزهق، وسال من دون وجه حق ومن دون أي سبب، حسب زعمه. واقترح صالح أن يتم تسليم جميع المحافظات للجيش والأمن ووضعها تحت إمرة السلطات المحلية في كل المحافظات. وحكم صالح اليمن 33 عاما قبل أن تتم إزاحته من الحكم بالقوة في 2011، عبر تظاهرات شعبية في جميع أنحاء البلاد، خلال الربيع العربي. وقد عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد، مبعوثا جديدا إلى اليمن، خلفا لجمال بنعمر، الذي قدم استقالته، الأسبوع الماضي. وقال بان كي مون في رسالة إلى مجلس الأمن: إن الشيخ أحمد سينطلق من الإنجازات التي حققها بنعمر الذي استقال بعدما واجه انتقادات من دول خليجية لجهود الوساطة التي قام بها. وسيصبح تعيينه ساريا اعتبارا من غد الإثنين، إذا لم تبد أية دولة في مجلس الأمن معارضتها لذلك.