أعلنت الحكومة المصرية حالة الطوارئ في وزارتي الري والموارد المائية والصحة والأجهزة المعنية، وذلك عقب تسمم أكثر من 360 شخصا، واشتعال حالة من الغضب بين المواطنين في إحدى المحافظات المصرية أمس، وهو ما أثار جدلا حول تأثير ذوبان الفوسفات في مياه نهر النيل نتيجة غرق ناقلة تحمل 500 طن فوسفات في جنوب البلاد قبل يومين. وبينما نفت السلطات المصرية ربط تسمم المواطنين بتسرب الفوسفات، حيث أكد وزير الموارد المائية والري، الدكتور حسام مغازي، عدم وجود أي رابط بين حالات التسمم بالشرقية وبين الناقلة الغارقة في قنا»، أكد أهالي المصابين أنهم «تسمموا عقب شرب المياه.. وأنهم لم يتناولوا أي وجبات غذائية». وزادت وتيرة الانتقادات للحكومة عقب غرق الناقلة في مياه النيل، والتي لا تزال السلطات تحقق بشأنها، وتحاول لليوم الثالث أمس انتشالها، ما حمل السلطات على رفع حالة الطوارئ البيئية بالبلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية أمس، أن 360 مواطنا أصيبوا بتسمم في قري مدينة الإبراهيمية بمحافظة الشرقية (بدلتا مصر)، وتجمهر العشرات من أهالي المصابين أمام مستشفى الإبراهيمية العام، وسادة حالة من الرعب بين الأهالي بعدما انتشرت شائعة أن المياه سبب التسمم، وربط الحادث بغرق سفينة الفوسفات بالنيل في قنا. وقال شهود عيان، إن «الأهالي أصيبوا بالتسمم عقب شرب المياه، وأنهم لم يتناولوا أي وجبات غذائية». فيما أكدت شركة مياه الشرب بالشرقية، أن مياه الشرب المنتجة من كافة محطاتها نقية ومطابقة للمواصفات التي حددتها وزارة الصحة المصرية. وقال أيمن عبد القادر، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالشرقية، إن «نتائج عينات مياه الشرب في مدينة الإبراهيمية سليمة، وخالية تماما من أي مواد سامة»، مضيفا: «إن الأهالي يشترون مياها للشرب من مصادر مجهولة، ويشتبه في تلوثها»، لافتا إلى أن سبب تسمم المواطنين ليس له علاقة بغرق ناقلة الفوسفات بمحافظة قنا (تبعد عن العاصمة 608 كم). وزار وزير الصحة المصري، الدكتور عادل العدوي المصابين أمس، مشيرا إلى أنه «تم توجيه 10 عيادات متنقلة للشرقية تحسبا لزيادة حالات الإصابة بالتسمم». وقالت رئيسة المعامل المركزية بوزارة الصحة، الدكتورة نجوى فتحي، إن «نتائج تحاليل عينات المياه في الشرقية لن تظهر قبل 3 أيام». من جهته، أكد وزير الري المصري، في بيان لوزارته أمس، أن مسؤولى الري بالشرقية نسقوا مع مسؤولى شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسحب عينات من مياه بحر مويس، وهي الترعة الرئيسية التي تغذي محافظة الشرقية بالمياه، وتبين عدم وجود أي ملوثات بالمياه وأنها مطابقة للمواصفات الفنية. وتابع البيان: «إن خبراء وزارة الموارد المائية والري نفوا نفيا قاطعا وجود أي رابط بين حادث قنا وبين حالات الإصابة في الشرقية لعدة أسباب، منها أن المسافة من قنا وحتى محافظة الشرقية تمر على عدد كبير من المحافظات وهي أسيوط، والمنيا، وبني سويف، والفيوم، والجيزة، والقاهرة، والقليوبية، ولم تقع أي حوادث أو شكاوى من المياه خلال هذا المسار، كما أن الفترة الزمنية اللازمة لوصول المياه من قنا إلى الوجه البحري نحو 12 يوما، بينما لم يمر على الحادث سوى ثلاثة أيام». في سياق آخر، ما زالت السلطات المصرية ترفع حالة الطوارئ القصوى بالوجه القبلي لمراقبة ورصد حالة نهر النيل، وأخذ عينات من المياه لتحديد نسبة ذوبان الفوسفات بالمياه مع التنبيه على محطات المياه باتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازم. وأكدت السلطات، أن «نتائج العينات أثبتت أنها مطابقة للحدود المسموح بها ولا يوجد أي تغير في نوعية المياه». لكن مسؤولا في وزارة البيئة حذر من خطورة ذوبان الفوسفات في مياه النيل، مؤكدا أن تفتيته من خلال المعالجة الكيمائية سيستغرق وقتا، ولم يستبعد المسؤول تأثر المياه بالمحافظات والقاهرة خلال الأيام المقبلة بسبب الفوسفات؛ لكنه قال إنه «يمكن عدم وصول تأثيرات الفوسفات إلى القاهرة حال محاصرته فورا.. وهو ما لم يحدث حتى الآن». فيما قال مصدر طبي في محافظة أسوان لـ«الشرق الأوسط»، إن «ذوبان الفوسفات يؤثر على مياه الشرب ويؤدي إلى الإصابة بنزلات المعدية الحادة والقيء».