حققت فصائل المعارضة الإسلامية في سورية أمس مزيداً من التقدم في ريف محافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا، وتمكنت من الدخول إلى أجزاء من مدينة جسر الشغور الاستراتيجية والتي باتت مركزاً بديلاً لهذه المحافظة بعد سقوط مدينة إدلب في أيدي مقاتلي «جيش الفتح» الشهر الماضي. ويُشكّل سقوط جسر الشغور، إذ ما تم، ضربة قوية يُمنى بها نظام الرئيس بشار الأسد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من إدلب أنه «ارتفع إلى ما لا يقل عن 34 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي منذ صباح اليوم (أمس) على مناطق في محيط مدينة جسر الشغور، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، في محيط مدينة جسر الشغور، عقب تمكن مقاتلي الفصائل الإسلامية من السيطرة على حاجز تل حمكة الاستراتيجي وقطع طريق جسر الشغور - أريحا، ما أدى إلى استشهاد مقاتل على الأقل من الفصائل الإسلامية». وتابع أن «الكتائب الإسلامية استهدفت بالصواريخ تمركزات لقوات النظام في حاجز قرية الفريكة بريف جسر الشغور وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينما أعطبت الكتائب الإسلامية آلية لقوات النظام في حاجز قرب المدخل الشمالي لمدينة جسر الشغور جراء استهدافها بقذيفة». ولفت «المرصد» إلى وقوع ما لا يقل عن ست غارات نفذها الطيران الحربي منذ الصباح على مناطق في محيط معسكري القرميد والمسطومة وجبل الزاوية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة» من طرف آخر في محيط معسكري المسطومة والقرميد جنوب مدينة إدلب. وفي وسط البلاد، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة صباح أمس مناطق في بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، بينما «استهدفت الكتائب الإسلامية تمركزات لقوات النظام في حاجز التنمية الريفية قرب بلدة الزيارة بسهل الغاب في ريف حماة، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، على ما ذكر «المرصد». وفي محافظة دمشق، ذكر «المرصد» أن الطيران الحربي جدد قصفه لمناطق في حي جوبر «بينما قتل 11 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم 4 ضباط من قوات النظام، إثر تفجير الفصائل الإسلامية لمبنى في أطراف الحي وخلال قصف واشتباكات مع الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة في جوبر» شرق العاصمة السورية. أما في جنوب دمشق فقد سُجّلت اشتباكات بين عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة وبين مقاتلي جماعة «أكناف بيت المقدس» ومقاتلين داعمين لها وفصائل إسلامية أخرى من جهة ثانية، في مخيم اليرموك. وفي ريف دمشق، نفّذ الطيران الحربي غارتين على بلدتي كفربطنا وعين ترما بالغوطة الشرقية، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، في محيط بلدة زبدين بالغوطة الشرقية، بحسب ما أورد «المرصد». وفي جنوب سورية، ذكر «المرصد» أن «تنظيم الدولة الإسلامية تمكن من إسقاط طائر حربية إثر استهدافها شرق مطار خلخلة العسكري بالريف الشمالي الشرقي لمدينة السويداء، فيما لا يزال مصير من كانوا على متنها مجهولاً». وأشار إلى أن محيط مطار خلخلة شهد في 10 و11 نيسان (أبريل) الجاري «هجوماً عنيفاً من قبل تنظيم الدولة الإسلامية على منطقة تل ضلفع قرب المطار، ما أسفر عن مقتل 21 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم 13 على الأقل من جيش التحرير الفلسطيني، إضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 16 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية». وكانت طائرة حربية قد سقطت قبل أيام فوق مطار كويرس العسكري الذي يحاصره تنظيم «الدولة» في ريف حلب الشرقي، ما أسفر عن مقتل أحد الطيارين فيما تمكن الآخر من الهبوط بمظلته فوق مطار كويرس. وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، أشار «المرصد» إلى «اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف مدينة راس العين (سري كانيه) الجنوبي الغربي، وأنباء عن إعطاب آلية لعناصر التنظيم وخسائر بشرية في صفوفها، بينما شهد ريف تل تمر بعد منتصف ليلة (أول من) أمس قصفاً متبادلاً بقذائف الهاون بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم الدولة الإسلامية».