ما كان وجه الشبه بين المرأة، والأرض، والملح، أو بينها، وبين فنجان قهوة؟ ما كان وجه الشبه المختلف بين المرأة، وكثيرٍ من العوامل المشتركة، أو المتناقضة في تفسيرها بوصفها كائناً يحتاج إلى أن تراه بعين الاختلاف، الذي شرحه نزار قباني قائلاً: سافرت في بحر النساء، ولم أزل من يومها مقطوعة أخباري. أو عندما حمَّلها الإمبراطور الفرنسي نابليون، قبل أكثر من قرنين، أوزار البشرية بتهكمه قائلاً: «فتش عن المرأة»، أو عندما قال «إن المرأة التي تهز المهد بيسارها، تهز العالم بيمينها». إنها المرأة، تلك المتهمة البريئة، والواقعة ضمن حدود التشابه والاختلاف، ضمن بوصلة الأيديولوجيات المتباينة. وعندما قررت أن أضع جملة وجه الشبه بين المرأة على محرك البحث «جوجل»، وجدت عديداً من الجمل، التي تضع المرأة في «تشابه» مع الفراشة، والأفعى، والقطة، ومع الطبيعة، والحلوى، والكرة الأرضية، وعديد من المتناقضات، ما يؤكد حالة التقصي، والتناقض في تفسيرها بوصفها كائناً بشرياً، يقع دائماً تحت طائلة الاتهام، والتجريم، أو ضمن إطار التأمل والتحري. المرأة، الأرض حينما تلد الحياة، وتبث في الكون أرواح البشر، يخرجون من رحمها ثماراً يانعة، وهي ملح الدمع، الذي يحكي عذاباتها، ويرسم على الجدران حكايات صبرها، وفنجان قهوة ترتشفها الشفاه بنكهتها الأنثوية، وعبقها الأخَّاذ، وهي الزجاجة القابلة للكسر، التي تحتاج إلى معاملة خاصة، وقطعة الحلوى التي تمطر الدنيا بقطع من سكر الأمنيات، وهي الأفعى إذا ما أرادت أن تدافع عن نفسها، وتحمي صغارها، وهي الفناجين المقلوبة، تدير ظهرها لمواجعها، وتصمت، وهي البحر في كل متناقضاته، وعفويته، وصخبه، والنحلة تهبك العسل، ولكنها تلسعك، وهي الأنامل التي نظَّفت كل ثياب العالم، وعلَّقتها على حبال الغسيل، وأحكمت قبضة الملاقط عليها لتظل نظيفة بيضاء. إنها الوردة، والسلطانة، والشرعية، والسيدة المتسيِّدة دون سبب، أو تفسير، يقول الشاعر محمود درويش: أمّا أنا، فسأدخلُ في شجر التوت حيث تُحوّلني دودة القزّ خيطَ حريرٍ، فأدخلُ في إبرة امرأةٍ من نساء الأساطير، ثمّ أطيرُ كشالٍ مع الريح.