×
محافظة الجوف

رئيس بلدية طبرجل يوجِّه بتكثيف الجولات على المحلات وعدم التهاون مع المخالفات الصحية

صورة الخبر

عندما هاجمت جماعة بوكو حرام مدرسة في بلدة تشيبوك في شمال شرقي نيجيريا، وخطفت أكثر من 200 فتاة، ليلة 14 أبريل (نيسان) من العام الماضي، أصيب أهل بلادي بصدمة. وتساءل ملايين الناس حول العالم مثلهم: كيف تمكنت تلك الجماعة الإرهابية من التصرف بهذه الجرأة والأريحية دون خوف من أي عواقب؟ ولم تعلق الحكومة على الجريمة إلا بعد مرور أسبوعين. إن عدم وجود أي استجابة كان من الأمور التي توضح لماذا تم استبعاد إدارة الرئيس غودلك جوناثان الشهر الماضي، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها إقصاء رئيس عن منصبه عبر التصويت في تاريخ البلاد. لقد حكموا لمدة طويلة، لكنهم لم يديروا شؤون البلاد، وهم بذلك قد ركزوا على مصالحهم الشخصية، وتورطوا في الفساد، بحيث أصبح اتخاذ موقف إزاء معاناة المواطنين أمرا غير مألوف بالنسبة إليهم. وسيكون موقف إدارتي، التي ستتولى الحكم رسميا في 29 مايو (أيار) المقبل، مختلفًا؛ فهذا بالتأكيد هو سبب انتخابنا. وينبغي أن يبدأ الأمر بالحديث بأمانة عن مدى إمكانية إنقاذ فتيات تشيبوك. ولا يزال مكان الفتيات مجهولا حتى الآن؛ ونحن لا نعرف أي شيء عن حالتهن الصحية، أو ظروف معيشتهن، أو ما إذا كن على قيد الحياة أم لا. ورغم أنني أتمنى أن نجدهن، فلا يمكنني أن أعد بذلك، لأنني بذلك أكون قد قدمت أملا زائفا لن يؤدي إلا إلى مضاعفة الحزن في ما بعد إذا لم نستطع الوفاء بوعدنا. مع ذلك أقول لآباء وأسر وأصدقاء الفتيات إننا سنقوم بكل ما في وسعنا من أجل أن يعدن إلى بيوتهن سالمات. وما يمكنني التعهد به بكل يقين هو أنه منذ اليوم الأول لعمل إدارتي سوف تعلم «بوكو حرام» قوة إرادتنا الجمعية، والتزامنا بتخليص هذا البلد من الإرهاب، وإعادة السلام والحياة الطبيعية إلى كل المناطق المنكوبة. وحتى هذه اللحظة لا يعد أداء نيجيريا جيدا في تعاملها مع هذا التهديد؛ وفي الوقت الذي تحارب فيه دول الجوار بضراوة من أجل دفع الإرهابيين نحو الجنوب بعيدا عن أراضيها، لم يكن جيشنا يحظى بدعم، أو تسليح كاف، من أجل إبعادهم نحو الشمال. ونتيجة لذلك، منح عدم تحلي الحكومة، التي غادرت المنصب، بالإصرار والتصميم تلك الجماعة فرصة التحرك بحرية في الأراضي النيجيرية. لهذا السبب تبدأ الجهود الرامية إلى إلحاق الهزيمة بجماعة بوكو حرام وتنتهي في نيجيريا. ولا يعني هذا أن الدول الحليفة لا تستطيع مساعدتنا، فإدارتي سوف ترحب باستئناف اتفاقية التدريب العسكري المبرمة مع الولايات المتحدة، والتي تم تعليقها أثناء حكم الإدارة السابقة. وبطبيعة الحال، يجب أن ننسق بشكل أفضل مع الحملات العسكرية التي تشنها الدول الأفريقية الحليفة، مثل تشاد، والنيجر، في الصراع ضد «بوكو حرام». مع ذلك، يجب في النهاية أن تأتي طريقة مواجهة هذا التهديد من نيجيريا. ويجب أن نبدأ بنشر قوات على الجبهة بعيدا عن المناطق، التي يسكنها مدنيون في وسط وجنوب نيجيريا، والتي تم استخدامها لفترة طويلة من قبل الحكومات المتعاقبة في قمع المعارضة. ويجب أن نعمل عن كثب مع دول الجوار من أجل تنسيق الجهود العسكرية، بحيث لا تقوم دولة في عملية عسكرية بطرد «بوكو حرام» إلى أراضي دولة أخرى من دول الجوار. ومع تصدي جيشنا لجماعة بوكو حرام كما سيحدث، يجب أن نستعد إلى التركيز على ما يمكن القيام به إضافة إلى ذلك لمواجهة الإرهابيين. ويجب معالجة سبب انضمام هؤلاء الشباب إلى جماعة بوكو حرام. وهناك أسباب كثيرة تدفع الشباب للانضمام إلى الجماعات المسلحة، ومن بينها الفقر والجهل. وتقتات «بوكو حرام»، وترجمتها التعليم الغربي حرام، بالفعل على الاعتقاد المنحرف بأن الفرص التي يتيحها التعليم حرام. إذا كنت شابا تتضور جوعا، وتبحث عن إجابة لسؤال يتردد داخلك وهو «لماذا حياتك تتسم بهذا القدر من الصعوبة؟»، فقد يكون الجماعات المتطرفة براقة وجذابة بالنسبة إليك. ونعلم هذا جيدا لأن الأعضاء السابقين في «بوكو حرام» قد أقروا بذلك، حيث قالوا إن الجماعة تقدم للشباب سهل الانقياد المال ووعدا بتوفير الطعام، في حين يتلاعب قادة الجماعة بعقولهم، ويزرعون التعصب داخلها. لذا يجب أن نستعد لتقديم بديل إلى تلك المناطق التي تتمتع فيها تلك الجماعة بنفوذ. وسيكون دعم التعليم وسيلة مباشرة لمواجهة القبول الذي تحظى به جماعة بوكو حرام؛ حيث يجب أن نمنح عددا أكبر من الفتيات بوجه خاص فرصة الحصول على التعليم، ونضمن تمكينهن من خلال التعليم حتى يتمكن من الاضطلاع بدورهن الكامل كمواطنات، وانتشال أنفسهن من الفقر. نحن ندين حقا إلى طالبات تشيبوك بتوفير أفضل فرص للتعليم لغيرهن من الفتيات اليافعات. إن جماعة بوكو حرام تتغذى على اليأس، والإحباط، وغياب الأمل في تحسن أي شيء. من خلال مهاجمة مؤسسة تعليمية، واختطاف أكثر من 200 طالبة، تسعى الجماعة إلى استهداف كل مكان يزرع أملا في المستقبل، ووعدا بوضع أفضل في نيجيريا. ونعتزم التأكيد لـ«بوكو حرام» أنهم لن ينجحوا. وستعمل حكومتي أولا على هزيمة الجماعة عسكريا، ثم ضمان توفير التعليم، الذي تحتقره، من أجل مساعدة الناس على مساعدة أنفسهم. سوف تعلم «بوكو حرام» قريبا بهذا الأمر، فكما قال نيلسون مانديلا: «التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم».