في خطوة لتعزيز أمن حدودها الجنوبية، وإنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، دفعت وزارة الحرس الوطني بلوائها الآلي ذي الكفاءة القتالية للمشاركة إلى جانب القوات العسكرية الأخرى، لتأمين سلامة الحدود ضد تجاوزات الحوثيين وعبثيتهم. وواكبت "الوطن" فجر أمس انطلاقة لواء الأمير سعد بن عبدالرحمن، من مقر تمركزه في خشم العان إلى منطقة نجران التي يتوقع أن يبلغها خلال ساعات. ويضم اللواء ثماني وحدات رئيسة، من بينها المدفعية والهاون، والدفاع الجوي، والأسلحة المضادة للدروع، ومدافع الاقتحام. وفي التطورات الميدانية على الأراضي اليمنية، أصيب شاب سعودي بإصابات بالغة في جسده بنيران حوثية خلال وجوده في شبوة بهدف زيارة إحدى قريباته هناك. ومقابل أنباء عن خروج المخلوع من الأراضي اليمنية، قللت مصادر عربية متطابقة من صحة ذلك، مؤكدة عدم قدرته على المغادرة لوجود قرار أممي يمنعه. ناداهم الملك فكان الجواب من خشم العان: "لبيك سلمان، والموعد نجران".. هكذا كان المشهد فجر الأمس شرق العاصمة السعودية حيث الحرس الوطني، الذي دفع بإشراف مباشر من وزيره الأمير متعب بن عبدالله، بلوائه الآلي المدرع ذي الكفاءة القتالية لتأمين سلامة الحدود الجنوبية إلى جانب القوات العسكرية الأخرى الموجودة على الأرض من تهديدات الحوثيين وعبثيتهم. منذ ساعات الصباح الأولى، تواجدت "الوطن" في مقر لواء الأمير سعد بن عبدالرحمن الآلي التابع للحرس الوطني، وكان الوضع في داخله أشبه بخلية نحل لوضع التحضيرات النهائية على الأرتال المتوجهة إلى المنطقة الجنوبية، وحينما اقتربت عقارب الساعة من السادسة صباحا لم يكن يفصل تلك الأرتال عن الانطلاق سوى فتح بوابة اللواء. حجم قوة الواجب التي دفع بها الحرس الوطني من الرياض إلى الجنوب، لا يمكن وصفها، لا من ناحية التجهيز القتالي أو التسليح العسكري أو تعداد القوة البشرية، ولكن يمكن القول إن ضخامة اللواء احتاجت منذ مغادرة أول مدرعة حتى آخر مدرعة إلى ما يزيد على الساعة ونصف الساعة. وقد يتساءل الكثيرون: لماذا اختارت وزارة الحرس الوطني لواء الأمير سعد بن عبدالرحمن الآلي لهذه المهمة؟.. الإجابة على ذلك تتمثل بكون اللواء عبارة عن قوة قتالية، وتتناسب مهماته وما تلقاه منسوبوه من تدريبات مع حجم المهمة المنوطة به على الحدود. ويعرف لواء الأمير سعد بن عبدالرحمن بأنه "لواء مشاة آلي يضم وحدات مشاة آلية ووحدات المدفعية والهاون ووحدات الدفاع الجوي ووحدات استطلاع ووحدات هندسة ووحدات للإمداد والتموين وأسلحة مضادة للدروع ومدافع الاقتحام". وطبقا للمعلومات التي تحصلت عليها "الوطن" عن اللواء، فإنه سبق له المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في السعودية منذ عام 2003، وذلك من خلال توليه حماية المجمعات السكنية التي يقطنها أفراد الجنسيات المستهدفة في مدينة الرياض، وذلك ضمن مهمة وزارة الحرس الوطني في مساندة وزارة الداخلية. وجاء توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، بمشاركة قوات الحرس الوطني المدرعة في عملية عاصفة الحزم التي انتهت قبل يومين، لتضاف إلى مشاركة طيران الحرس في العملية العسكرية التي قادتها السعودية والدول المتحالفة معها لاستعادة الشرعية في اليمن، طوال الـ27 يوما الماضية من عمر العملية. وكان وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله أكد في أكثر من تصريح صحفي أن قوات الحرس على أتم الاستعداد والجهوزية لتلبية أمر الملك في أي وقت من الأوقات. وستتمحور مهمة لواء الأمير سعد بن عبدالرحمن الآلي في الدفاع عن حدود المملكة العربية السعودية الجنوبية، إلى جانب القوات العسكرية الأخرى، لمواجهة التهديدات القائمة على الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي للبلاد، علما أنه سبق له المشاركة في صد الاعتداءات وتطهير حدود المملكة الشمالية خلال الفترة الماضية. وتتناسب التدريبات التي تلقتها وحدات اللواء الآلي المدرع مع التحديات القائمة التي يواجهها العالم بشكل عام، والسعودية بشكل خاص، ويتمتع أفراده بالقدرة على القيام بالعمليات القتالية التقليدية والعمليات الأمنية في الوقت نفسه، وتتم الاستعانة به مع القوات العسكرية الأخرى بهدف حماية المصالح الاستراتيجية للمملكة، إلى جانب عناصر القوة الوطنية الأخرى الممثلة في الأدوات الديبلوماسية والاقتصادية والمعلوماتية. ويعد اللواء الآلي المدرع عنصرا مهما في خطط الطوارئ والخطط الأمنية المختلفة التي تأتي ضمن مساندة وزارة الحرس الوطني لوزارة الداخلية، إضافة إلى مشاركته في حماية المنشآت الحيوية داخل مدينة الرياض، ومشاركته في سلسلة تمارين ولاء وفداء على مستوى وحدات الحرس الوطني.