في شبه جزيرة غاليبولي التركية التي تفصل القارتين اوروبا وآسيا، والتي شهدت معارك ضارية بين الحلفاء وجنود السلطة العثمانية قبل مئة عام، قرية تعرف بآلتشيتيبي. وفي هذه القرية عاش بقال يدعى سليم موتلو. عام الف وتسعمئة وواحد وستين وخوفاً من فقدان آثار تلك المعارك، قرر ان يقيم متحفه الخاص في منزله. قبل سنوات توفي موتلو تاركاً مهمة الاعتناء بالمتحف لابنته نارمين وزوجها اوزكان ادانير. اوزكان تحدث عن موتلو قائلاًً: إنههو بقال القرية. القرويون كانوا يأتونه بالمعدات التي يجدونها على ارض المعركة، كالسيوف والاسلحة النارية، لمقايضتها بالبيض والاجبان واللحوم والطحين والحليب والسجائر، والشاي والحلويات التركية. سليم موتلو اراد حماية هذه المعدات من تجار الخردة. فحول منزله الى متحف. الحلفاء الذين انزلوا قواتهم على شبه الجزيرة، كانوا يهدفون للتحكم بمضيقي البوسفور والدردنيل للوصول الى اسطنبول ودعم القوات الروسية. وكانت بين قوات الحلفاء هذه قوة استرالية عرفت بقوات الانزاك. احد زائري المعرض يقول إن اكثر ما اثر به هو تبادل المياه بين الانزاك والاتراك والمحافظة على العلاقة الانسانية رغم تبادل اطلاق النار. آثار تلك اللحظات الصعبة والدامية، والادوات التي استخدمها خلالها، حفظت في هذا المتحف ويستعيد ذكراها كل زائر. من بينهم مراسل يورونيوز بورا بيرقتار: حسن تفكير وذكاء بقال قرية صغيرة انقذ ذكريات حرب من الضياع والاختفاء بين ايدي تجار الخردة. اليوم، متحف سليم موتلو الخاص يقدم هذه الذكريات لآلاف الاشخاص.