أكد محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد بن عثمان القصبي، حرص الهيئة على تفعيل أطر التعاون والعمل المشترك وتعزيز الشراكة المؤسسية مع القطاع الخاص، مشيرا الى أن الهيئة أولت اهتماما بالغا بشؤون البيئة ودراسة المواصفات القياسية الدولية للبيئة وتوالت جهودها في اعتماد المواصفات القياسية وتقديم الدعم الفني للقطاعين الحكومي والخاص ليصل عدد من المواصفات القياسية السعودية ذات الصلة بشؤون البيئة الى حوالي 118 مواصفة ولائحة فنية. وأوضح القصبي خلال ورشة العمل التي نظمتها الهيئة بالتعاون مع غرفة الشرقية صباح أمس تحت شعار شراكة دائمة لبيئة مستدامة وأدارها رئيس مجلس ادارة الغرفة عبدالرحمن بن صالح العطيشان، أن حماية البيئة أصبحت قضية من أهم القضايا الاستراتيجية العالمية وليست المحلية وتتزايد اهميتها في المملكة في ظل اعتمادها على الاقتصاد النفطي بشكل كبير وهو ما تزيد معه بالتبعية مهام وجهود الجهات والهيئات المعنية سواء الحكومية او الخاصة. وأشار القصبي الى أن الهيئة حرصت على تنظيم تلك الورشة تجسيدا لدورها الحيوي ومسؤوليتها الوطنية والاجتماعية في تطوير أنشطة التقييس والجودة وتحسين مستوى الخدمات التي تقدمها في مختلف المجالات ومنها مجال البيئة لخلق بيئة مستدامة تحقق الحد الأدنى من متطلبات الأمان والسلامة طبقا للمعايير الدولية والمواصفات القياسية المتعلقة بهذا الشأن. وبين القصبي ان مجموعة كبيرة من المواصفات القياسية السعودية الخاصة بالبيئة تناولت عددا من القضايا مثل السلامة والصحة الصناعية ومقاومة التلوث الناتج عن السيارات والمنتجات الصناعية وبقايا المبيدات والاسمدة ومركبات الكلور وغيرها، كما ان المملكة انضمت منذ فترة بعيدة لاتفاقية فيينا لحماية طبقة الاوزون وبروتوكول مونتريال الخاص بالمواد المستنفذة للطبقة في الغلاف الجوي هذا فضلا عن اصدار مجموعة من مشاريع المواصفات القياسية السعودية بخصوص بدائل مركبات الكلور وفلوروكربون وطرق اختبارها. ولفت الى أن الهيئة تتابع حاليا الخطة الوطنية التي تضعها مصلحة الأرصاد وحماية البيئة حيث تنسق معها في إصدار مواصفات سعودية للمواد البديلة للمواد المستنفذة لطبقة الاوزون. وقال إن الهيئة اعتمدت عددا من المبادرات الاستراتيجية الخاصة بكفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها منها بطاقة اقتصاد وقود المركبات والمعيار السعودي لاقتصاد الوقود الذي نأمل ان يسهم في التقليل من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون ورفع معدلات حماية البيئة للحد من الاثار البيئية الناتجة عن وقود السيارات، كما تعكف الهيئة حاليا بالتعاون مع شركائها للعمل جديا نحو تقليل معدلات الكبريت في الديزل لتواكب المواصفات والمعايير العالمية. وختم القصبي كلمته بأن النفايات الالكترونية تشكل هاجسا كبيرا لدى المهتمين بالبيئة كواحدة من أكثر القضايا التي تسبب المخاطر البيئية والصحية التي تحدثها نتيجة لتراكمها وتقادمها وصعوبة التخلص منها او اعادة تدوير بعض موادها وهو ما مثل تحديا أمام الدول المتقدمة وإن كانت الدول النامية اشد ضررا، كما تشير التقديرات عالميا بانه يتم انتاج ما يقرب من 50 طنا سنويا من النفايات الالكترونية، مما يضعها امام تحديات ومسؤوليات كبيرة للعمل سويا على حماية البيئة وضمان استدامتها. من جهته، قال عبدالرحمن العطيشان خلال الورشة التي شهدت حضور عدد كبير من مسؤولي الدوائر الحكومية والشركات الخاصة بالمنطقة ان عقد هذه الورشة يأتي انطلاقا من قناعة الغرف بأهمية الحفاظ على المكتسبات البيئية، إذ ان الحاجات والإنجازات الاقتصادية والتنموية بات نجاحها مرتبطا بمدى ارتباطها بالبيئة والإنسان، مؤكدا ان قضية الحفاظ على البيئة تظل هاجسا لدى الجميع، وأمانة لابد من أدائها،ويبقى كل هذا التسارع في البناء والتنمية والطفرات المتتالية في صناعات الطاقة دون معنى لو لم ينسجم مع الحاجات البيئية. واشار العطيشان إلى حرص قطاع الأعمال في المنطقة لإيلاء البيئة وتأثيراتها بالغ الاهمية حيث تحتضن الشرقية الكثير من المبادرات في هذا الصدد، وسعت الغرفة لتأطير هذه الجهود من خلال إنشاء لجنة للبيئة ضمن لجان الاعمال في الغرفة تضم في عضويتها نخبة من الخبراء ورجال الاعمال سعيا لمواكبة الجهود التي تصب في التثقيف والتعريف بمستجدات التطبيقات البيئية. ونفذت اللجنة منذ إنشائها قبل 3 أعوام عدة أنشطة متخصصة منها زيارة المسؤولين في القطاعين العام والخاص وعقد ورش عمل ومحاضرات ولقاءات موسعة لقطاع البيئة تهدف منه نشر الوعي البيئي في المجتمع وفي قطاع الاعمال. وأوضح أن اللجنة وضمن برنامجها العملي نفذت بالتعاون مع مركز المسؤولية الاجتماعية بالغرفة مؤخراً محاضرة توعوية حملت عنوان (البيئة ودورها في التنمية الصناعية) لافتا الى أن الغرفة ستنظم الاسبوع المقبل بالتنسيق بين اللجنة والمركز امسية في مدينة الجبيل الصناعية تتناول التنمية الصناعية من منظور بيئي ضمن مبادراتها في هذا المجال. واستكملت الورشة أعمالها حيث شهدت 6 محاضرات لعدد من الجهات المختلفة حيث استعرض المهندس طارق الزواري، من هيئة المواصفات- نظام ادارة البيئة الايزو 14001 بالإضافة الى العديد من المواصفات المتعلقة بالبيئة واعادة تدوير المنتجات تلا ذلك تقديم المهندس سعود الشبانات مدير ادارة شهادات نظم الجودة بالهيئة ورقة عمل استعرض فيها نظام ادارة الجودة الايزو 9001. واختتمت الورشة بورقة عمل للدكتور اسعد الذكير رئيس قسم علوم الحياة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بعنوان الادارة المستدامة للنفايات الالكترونية القى فيها الضوء على كيفية التعامل مع النفايات الالكترونية ودور المستهلك في الحفاظ على البيئة. القصبي أكد حرص الهيئة على تعزيز الشراكة المؤسسية مع القطاع الخاص حضور لافت خلال ورشة العمل