ياسين بودهان-الجزائر استبشر صناع السينما بالجزائر بميلاد مهرجان جديد حمل عنوان ربيع السينما الأمازيغي لما يقدمه من فرص لنقل تجارب إبداعية جديدة مستمدة من الروافد الأمازيغية، ولدوره في اكتشاف وتثمين جوانب مهمة من الهوية الجزائرية. المهرجان -الذي اختتمت طبعته الأولى أمس الثلاثاء بقاعة سينما الخيّام بالعاصمة الجزائرية- نُظم من قبل المحافظة السامية للأمازيغية (هيئة رسمية)، وشهد عرض 13 عملا سينمائيا ناطقا باللغة الأمازيغية. وتزامن المهرجان مع الاحتفال بذكرى ما يعرف بـالربيع الأمازيغي التي توافق 20 أبريل/نيسان من كل عام، وهي الذكرى التي يجدد فيها الأمازيغ مطالبتهم بحقوقهم الثقافية واللغوية، ويستحضرون ذكرى أحداث عنف شهدتها منطقة القبائل عام 1980، اندلعت بعد منع السلطات الكاتب الأمازيغي مولود معمري من إلقاء محاضرة عن اللغة والشعر الأمازيغي. وعلى مدار أربعة أيام كاملة، استمتع الجمهور بباقة من العروض السينمائية بعضها جديد والبعض الآخر قديم. وضمت قائمة الأفلام القصيرة أربعة أفلام هي نهاية الجن (1990) للمخرج شريف عقون، ودورة الفضة (2009) لحفيظ آيت إبراهيم، وديهية (2012) لعمر بلقاسمي، والقبائلية اليوم (2013) للمخرج سليمان بلحارث. وضمن الأفلام الطويلة تم عرض أفلام سيعيش ابن الأمازيغي (2014) لمخرجه الهاشمي عصاد الذي يشغل منصب الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، وبائع الثلج (1993) لعاشور كساي، وعلى خطى الطاووس عمروش للمخرجة سعدية بارش، وأبي موح (2012) لإسماعيل يزيد، ومفتاح الحياة (2011) لمخرجه يونس زيدان. استقطاب الجمهور وقال الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية إن استقطاب الجمهور وجذبه لقاعات السينما لمتابعة مختلف الأعمال الإبداعية المقدمة من طرف أجيال مختلفة من حيث العمر والتجارب يبقى أحد أهم أهداف هذا المهرجان. وكشف عن توقيع اتفاقية بين المحافظة السامية للأمازيغية وبلدية الجزائر الوسطى، تقضي بإقامة برنامج ثقافي كل يوم سبت في قاعة سينما الخيّام، في إطار برنامج أطلق عليه اسم السبت الأمازيغي. وأعلن إطلاق برنامج تكويني يستهدف أبناء الحي المقيمين بجانب قاعة الخيّام لتنشئتهم سينمائيا عبر ورشات تدريبية يشرف عليها محترفون، بهدف إشراكهم مستقبلا في مختلف التظاهرات التي تنظمها المحافظة على غرار المقاهي الأدبية. وبحسب عصاد، فإن السينما الناطقة باللغة الأمازيغية هي جزء من السينما الجزائرية، وقادرة على البروز حتى على المستوى الدولي، والمنتج الموجود حاليا يتمتع -وفقا لتقديره- بجودة عالية سواء من ناحية الأفكار أو من الناحية الفنية. تعويض لنقص من جانبه ثمّن المخرج والمنتج إسماعيل يزيد تنظيم مهرجان سينمائي يحتفي بالفيلم الأمازيغي، لأنه يأتي ليعوّض جانبا من غياب المهرجانات التي تحتفي بهذا النوع من الأفلام. واستغرب يزيد وجود مهرجانين فقط للفيلم الأمازيغي في الجزائر رغم الثراء الكبير في المواضيع الذي يتيحه التنوع الثقافي والاجتماعي للمجتمع الأمازيغي. وانتقد فكرة إنتاج أفلام باللغة العربية ودبلجتها بعد ذلك للغة الأمازيغية، غير أنه اعترف بوجود صعوبات تعترض المخرجين في إيجاد ممثلين محترفين يتقنون اللغة الأمازيغية بمستوى عال. وكغيره من المخرجين والمنتجين، أكد يزيد أن التمويل يبقى العائق الأكبر الذي يواجهه في عمله، وأوضح أن وزارة الثقافة تعجز عن تمويل كل المشاريع السنيمائية بسبب موازنتها المحدودة، واقترح لتجاوز هذا العائق إقرار تشريعات لتمكين المؤسسات الاقتصادية والعامة من تمويل المشاريع السينمائية.