«مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية» أصبح مؤسسة علمية كبرى في العالم العربي والعالم كله تعنى عناية فائقة بكل ما يتعلق بهذه اللغة الشريفة: تعليماً وإعلاماً وسياسة وتخطيطاً وتداولاً، إلى آخر القائمة، بحيث لا يترك المركز شاردة ولا واردة مما له صلة بلغة القرآن الكريم إلا يشبعها عناية واهتماماً ورعاية. ويوماً بيوم وساعة بساعة تسمع عن أفكار جديدة ونشاطات جديدة، ولقاءات وندوات ومحاضرات واحتفاليات وشراكات مع مؤسسات مختصة داخل المملكة وخارجها، حتى أصبح المركز ملء السمع والبصر، وحقق لذوي الاختصاص ما كانوا يصبون إليه من تأسس مجمع لغوي سعودي وأكثر، فالمركز أكثر من مجمع لغوي، ناهيكم عن أنه يحاكي معطيات العصر الثقافية بكل مهنية واحترافية، وتسير نشاطاته وفق رؤية إستراتيجية واضحة المعالم، وخطة مدروسة محكمة تؤتي أكلها كل حين. ومن تعامل مع القائمين على المركز أدرك السر من وراء ذلك إذ يجمع المركز بين الخبرات الطويلة في خدمة لغة أهل الجنة من العلماء الكبار من جميع أنحاء المملكة وهم من يشكلون مجلس الأمناء ويرأسهم الأديب واللغوي الأستاذ الدكتور عبدالله عسيلان حفظه الله، أما الأمين العام للمركز فهو من فئة الشباب الطموحين سعادة الدكتور عبدالله الوشمي ومعه ثلة مباركة من الشباب من أساتذة الجامعات وطلاب الدراسات العليا في اللغة العربية. وقد عقد المركز في الفترة من 24/6/1436هـ إلى 26/6/1436هـ اللقاء التشاوري الثالث لعمداء كليات اللغة العربية ومعاهد تعليمها ورؤساء أقسامها في المملكة العربية السعودية، والتقى عددا كبيرا من العمداء ورؤساء الأقسام والأساتذة في الرياض خلال أيام الملتقى وناقشوا قضايا مهمة ومفصلية مثل: التواصل والتنسيق بين الجهات اللغوية وأقسامها ومعاهد تعليمها، إضافة إلى موضوعات أخرى، وخرج الملتقى بتوصيات عدة تهدف إلى الارتقاء بمستويات إعداد الكوادر الوطنية المؤهلة لتدريس اللسان العربي القويم وضمان التنسيق بين الجهات العاملة على خدمة اللغة العربية والنهوض بالتخطيط اللغوي وتزامن عقد هذا الملتقى مع زيارة غير عادية للمركز من قبل وفد من علماء الصين المتخصصين في اللغة العربية ضم أساتذة في عدد من الجامعات الصينية المرموقة التي تضم أقساماً للغة العربية، وجميعهم ناطقون باللغة العربية بطلاقة، وقد رتب لهم المركز زيارات لمعظم الجامعات السعودية ومنها جامعة الملك عبدالعزيز بجدة التي زارها يوم الخميس 27/6/1436هـ واطلعوا على نشاطات كلية الآداب والعلوم الإنسانية والتقوا بعميد الكلية سعادة الأستاذ الدكتور أسامة جستنية وجمع من أساتذة قسم اللغة العربية كما زاروا معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها في الجامعات والتقوا بعميد المعهد سعادة الدكتور ياسر بابطين وأساتذة المعهد في اليوم نفسه، ويأتي عقد هذا الملتقى كما أسلفت في إطار اتساع آفاق خدمة لغة القرآن داخل المملكة وخارجها، من قبل المركز بكل كفاءة واقتدار، ونتطلع جميعاً إلى تنفيذ توصيات هذا الملتقى في كل المؤسسات المعنية باللغة العربية. Moraif@kau.edu.sa