×
محافظة الرياض

الرياض: القبض على شخص أطلق النار على «دورية أمنية»

صورة الخبر

الأمر الغريب العجيب الذي يستعصي على الفهم ويعجز عن قبوله المنطق هو لماذا يقاتل من يقاتل دفاعا عن شخص فاقد للشرعية والشعبية لأنه كان في يوم من الأيام رئيسا؟!، والأغرب الأعجب أنه لم يكن قط رئيسا عادلا أو مخلصا لوطنه محبا لشعبه مستميتا في تحقيق رفاهيته!!، بل كان أنانيا مستبدا مستفردا بالرفاهية هو وأفراد أسرته وحاشيته. لك أن تستعرض أمثلة كثيرة قديما وحديثا وستجد أن دماء عربية غالية أريقت دفاعا عن دكتاتور مستبد مكروه ظالم وهو فرد يموت من أجله جماعة بل شعب بأكمله!!، مما يؤكد لك أن بعض العرب يرخصون دماءهم كثيرا في سوق مقارنة سعر فرد بجماعة دون سبب مقنع ولا مبدأ نبيل يستحق التضحية!!. أن يرخص الإنسان بروحه ودمه وولده وماله دفاعا عن دين أو مقدسات أو سيادة وطن أو حرية أو شبر أرض أو قرار وطني أو نصرة لفرد مظلوم أو قائد عادل فكل ذلك من أمثلة التضحية العظيمة والفداء المفخرة والشجاعة التي يكتبها التاريخ بخليط من حبر ذهب ودم. لكن أن يرخص فرد أو جماعة بقطرة دم واحدة دفاعا عن فرد لم يهن عليه يوما أن يقدم قطرة عرق خالصة لوطنه أو شعبه وعاش عشرات السنين ظالما مستبدا سارقا لخيرات وطنه وكرامة شعبه فذلك من أمثلة الخيانة العظيمة والسذاجة المفرطة والجبن الذي يكتبه التاريخ بخليط من حبر دمع ودم. الذي يعنيني هنا هو التفسير النفسي والفهم لما يحدث!! وهو بالمناسبة لا يحدث إلا في ديار العرب!! فلماذا يقاتل هؤلاء دفاعا عن سيادة من أذلهم سيدا؟!. لو قلنا يقاتلون مجبرين خوفا من عقاب، فهل أشد عقوبة من القتل الذي سيحدث لا محالة سواء على بلاط عبودية ذلك المتسلط أو على تراب ميدان الدفاع عنه؟!، ثم إن كان الخوف سببا متوقعا في وضع قوة الرئيس وحاشيته وحرسه فإنه ينتفي في وضع ضعفه وسحب الشرعية منه وخلعه وشن الحرب عليه، فلماذا يرخصون بدمهم من أجله؟!. ولو قلنا هو قتال الحاشية المستفيدة من بقائه الخاسرة برحيله أو القبيلة المتسيدة بسيادته فإنك تتحدث عن أقلية يفترض أن ينقلب عليها السواد الأعظم سواء في الجيش أو الشارع!!. من يقاتلون مع بقايا علي عبدالله صالح وهو يدعو لحرق اليمن أو مع أذناب بشار وهو يصرح أنا ومن بعدي سوريا وقبلهم من قاتل مع القذافي وهو يصرخ في مخبئه أحرقوا كل ليبيا من أجلي لا يمكن تفسير سلوكهم إلا بأن الاستعباد أنساهم قيمة أنفسهم!!.