ضج الإعلام بأحداث التراشق بين أقطاب لها في قلوب الهلاليين مكانة واعتبار، فمن تحدث هم من صفوة الحب في قلوب عشاق الزعيم بمكان، فمحمد بن فيصل البطل الذي خاض صراعا قويا مع منصور البلوي في فترة رئاسته، وحقق البطولة من أرض عروس البحر الأحمر برأس ياسر القحطاني الذي فاز بعقده من أمام الرئيس الاتحادي نفسه، فكاريزما القيادة وشدة المراس تميز الأمير الطموح، يغلفها الحماس المتقد الملازم له في أحاديثه وفي حضوره، مما أعطاه وهجاً ميّزه عن سواه. وسامي الجابر معشوق مدرج الزعيم وإعلامييه بجنون، أفرحهم كثيراً وأمتعهم أكثر، يحضر فتهتز المدرجات، يغيب فيكسوها الوجل والخوف، ارتبط اسمه وحضوره بمواسم الفرح الهلالي، وحين خلع قميص اللاعب أحبوه في منصب الإداري المؤتمن على تنظيم كتيبة العشق الأزرق، وبعد دراسة وابتعاث عاد ليمرن بهيئة ونسق لا يشابه الآخرين بها، وحافظ على قوة الفريق أمام أقوى منافسيه، بيد أنه سقط أمام رائد التحدي الذي أبقى على مدربه بعد أن كان سيغادر بعد المباراة مباشرة. عشقان يحمل المدرج الأزرق كليهما داخل سويداء القلب، فلماذا إذاً هذه الضجة الكبرى؟ وعلام الخلاف بينهما؟ إنه إبداع المحاورين يا سادة، نعم "فالعلياني" المحاور المبدع الذي أتقن صنعته وحاور الكثير من أرباب الأدب وحرفة السياسة استطاع خلق الحدث، وأبدع في صياغة شكل اللقاء كيفما يريد، وأرسل سهام السؤال بإتقان لتخرج من كنانة برنامجه محدثة إصابة لا يمكن علاجها إلا بشق الأنفس. ولأن سماء الإبداع في الإعلام نجومها كثر فقد تلقف المبدع الآخر الحدث باحترافية ومهنية ليمتطي صهوة خيله المسرجة، منطلقاً تجاه الهدف، فمحمد بن فيصل لا بد أن يرد وله الحق في إبداء وجهة نظرة حيال ما قيل عنه، بيد أن الصنعة يتقنها المبدعون، فلا يشابههم سواهم، ولا هم يشبهون أحداً، فقد رسمها "بتال" حدثا وواقعاً، لا بد من التعامل معه، فالصيد الثمين لايُغلى له المهر. اثنان من مبدعي الإعلام والبرامج الحوارية قدّما أنموذجاً في كيفية تقديم الحدث، وكيفية اختيار وقته، ولمن تسلم المنبر، وخلطة صناعة الإعلام المهني المحايد، فشكراً "للمبدعين"، وشكراً "لحسهما" الرائع و"المهنية" العالية. أما الطرف المثير، سامي الجابر في القضية، فهل كان يريدها بهذا الشكل بحيث يذهب الإعلام بعيداً عن مشكلات "فريقه الفنية" وينشغل تارة بما "يلبس" وتارة أخرى بما "يتحدث به في الإعلام" فالزوبعة الإعلامية لها فنون، ومن يدرك كيف يتعامل معها يصل لمراده من خلال توظيفها بالشكل المناسب والجميل، فهل أراد سامي ذلك أم أنها "زلة لسان" ورغبة في تصفية حسابات قديمة؟ أراد تسديدها بعد أن أصبح "السيد المطاع" في "مضارب بني هلال". أما الأمير الغائب الحاضر فلم يترك الفرصة، بل صرح "بحدة وقوة" قائلاً: "أنا هنا موجود" وصوتي "لن يكون غائباً" ومن يرغب في تهميش الرمز الهلالي بندر بن محمد "بأي سلاح" معتقداً "قوة تأثيره" لن يستطيع ذلك، فالأبواب موصدة، فسامي يتحدث عن الكيان ومحسوب "على من قدمه" وقاتل من أجل تسليمه كتيبة الرعب الهلالية، فأدوات المعركة "ظاهرة للعيان" غير أن المحرك والقائد لكل كتيبة قد لا يكون "ظاهراً"، فأراد محمد بن فيصل أن يجعلها على "المكشوف" وهي سجيته وطبعه الذي عرف به، فهو لا يعرف الغموض، ولا يحبذ أسلوب العمل الصامت والخفي، بل يرفع يداً ويقول أنا صاحبها ويتكلم بكل صراحة، مختصراً طريقاً قد يتوه غيره قبل الوصول إليه. الأيام كفيلة بتصديق انهيار جدار الصمت الهلالي ونهاية سياسة احتواء المشكلات داخل البيت القوي من الداخل، فقط ننتظر بعد أن نقدم الشكر لأصحاب المهنية العالية في المنبر الإعلامي.