×
محافظة مكة المكرمة

«لجنة تحقيق» ترصد خللاً إدارياً ومخالفات في مستشفى «شرق جدة»

صورة الخبر

شركات مثل جوجل وميكروسوفت وتويتر وأمازون تعرف مكانك، وتقرأ إيميلاتك، وتخمن رغباتك، وتتوقع تصرفاتك من خلال عادات البحث والتسوق التي تقوم بها.. جوجل تخمن ما تبحث عنه، وميكروسوفت أين بحثت عنه، وتويتر تعرف الأفكار التي تتبناها، وأمازون السلع التي ترغب بشرائها.. (أنت) من يخبرهم بكل هذا من خلال تعاملك معهم.. وكلما كررت التعامل معهم كلما تأكدوا من معلوماتهم وبنوا عنك نمطاً لا تكاد تحيد عنه. جميع المواقع الكبيرة تجمع معلومات عن العملاء وتحلل عاداتهم وتستنتج رغباتهم واهتماماتهم المستقبلية - والأسوأ أنها تبيع كل هذا لمن يرغب بالشراء.. وهذا في الحقيقة سر الإعلانات التي تتوافق مع اهتماماتك وتطاردك في كل موقع (وتتساءل حينها كيف عرفوا ببحثي عن هذا الشيء أو رغبتي في السفر لهذا المكان).. وهذا أيضا سرّ استنتاجهم للمنتجات التي ترغب فيها (من أمازون مثلاً) أو مهارتهم في ترشيح أصدقاء تعرفهم أو فقدتهم من سنين (في تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي). يعرفون عن مشاكلك المالية وعاداتك في الصرف من خلال تاريخك (الحسن أو السيئ) مع بقية المواقع وعلاقتهم السرية مع البنوك والشركات المصرفية.. يتتبعونك بالمعنى الجغرافي (من خلال جوجل إيرث وبرامج تحديد المواقع وعناوين وصول البضائع) وبالمعنى الإلكتروني (من خلال عناوين الشبكة المحلية وملفات الكوكيز والكمبيوترات التي تدخل منها)! ولو حصرنا حديثنا عن جوجل (المحرك الأكبر على الإنترنت) سنكتشف أنه تحول إلى أكبر جهاز تجسس في التاريخ - بل وأكبر راصد لميول المستهلكين بفضل ملايين العمليات البحثية التي تأتيه من كل دول العالم.. وهو مثل جميع المواقع الإلكترونية يترصدك من خلال إنشاء ملف خاص بالمستخدم يحتفظ بالنتائج التي بحث عنها منذ تعرفت عليه وبدأت في استعماله. وبهذه الطريقة يعلم أين سافرت قبل عشرة أعوام (من خلال بحثك عن الفنادق وخطوط الطيران) والبنوك التي تتعامل معها (من خلال دخولك على حساباتك الخاصة) واهتماماتك السرية (التي تبحث عنها دون علم زوجتك وأطفالك) بل ومتى كنتِ حاملاً وأنجبتِ طفلك الأول (في حال كنت امرأة تقرأ المنتديات الطبية أو النسائية ذات العلاقة بهذه المواضيع). وفي المقابل تعد محركات البحث (منجم ذهب) للشركات التجارية وجامعي المعلومات الشخصية.. فالدخول المكثف إليها جعلها تعرف عن كل مواطن في العالم أكثر مما تعرفه الأجهزة الأمنية وبالتالي أصبحت تشتري منها اهتمامات المستعملين وأنماط الشراء لديهم - وهو ما يفسر قدرتها على مطاردتك بالدعايات التي تهمك شخصياً في كل مكان. والحقيقة هي أن التتبع والترصد الإلكتروني أصبح من العلامات المميزة لعصرنا الحديث.. فمن يصدق مثلاً أن بريطانيا (التي تعد من أقدم ديموقراطيات العالم) أصبحت أكثر دولة في أوروبا تتجسس على مواطنيها من خلال مواقع الإنترنت وكاميرات المراقبة وجمع المعلومات وتتبع البيانات.. أما حول العالم فهي مجرد مثال لا يتفوق على أميركا والصين وكوريا الشمالية في متابعة المواطنين وترصد تعاملاتهم الإلكترونية.. خصوصا أن حجة محاربة الإرهاب أتاحت للحكومات التوسع كثيراً في هذه النشاطات.