تشهد شوارع العاصمة الهندية نيودلهي حالة من الاختناق والشلل المروري طوال ساعات اليوم, وتتزايد وتيرة الغضب على الطرق في الشوارع المزدحمة بالحافلات والسيارات والدراجات النارية والهوائية. وتخلو شوارع نيودلهي من الممرات المخصصة للدراجات، ويندر العثور على أماكن لوقوف السيارات، أما المشاة فيعبرون الطرق من أي مكان يحلو لهم, والباعة الجائلون يبيعون سلعهم على رأس إشارات المرور, وكل ذلك يزيد من التوتر. وقال مفوض الشرطة المسؤول عن حركة المرور في دلهي أنيل شوكلا إنه تم الإبلاغ عن 34 حالة غضب على الطرق في عام 2011, وارتفع الرقم ليبلغ 93 في عام 2014 بما في ذلك ثلاث وفيات, وأضاف أنه على الأرجح لم يتم الإبلاغ عن العديد من الحالات على الإطلاق. وشهدت حركة المرور على الطرق في نيودلهي نموا بلغ أكثر من 100% على مدى العقد الماضي، بينما زاد عدد الشوارع بقدر يزيد قليلا على 15% فقط، وفقا لمسح أجرته الحكومة المحلية عام 2013. فكل يوم يزداد وقت التنقل طولا، وتصبح القيادة أكثر توترا، وينفجر الغضب مع وقوع الحوادث البسيطة التي تؤدي بدورها إلى مشاحنات تتحول بسرعة إلى معارك جسدية. ويعتبر عالم النفس مانداكيني روي أن غضب الطريق غير منطقي وغير متناسب, ويعد أيضا مؤشرا على مجتمع متوتر, وأضاف أن الناس يقضون ساعات طويلة على الطرق مما يشعرهم بأنهم محشورون. وبحسب روي فإن الأمر لا يتعلق فقط بحجم المركبات، ولكن أيضا بالتسلسل الهرمي الاجتماعي، فعندما تصطدم دراجة نارية بسيارة، أو يقوم ساعي بريد بخدش سيارة رجل أعمال رباعية الدفع يكون هناك ما يدعو إلى الانتقام. ويرى عالم الاجتماع سانجاي سريفاستافا أن تزايد حالات الغضب على الطرق يعد نتيجة للحراك الاجتماعي. ونوّه سريفاستافا إلى ظهور أعداد كبيرة من أصحاب السيارات الحديثي العهد بالقيادة في السنوات القليلة الماضية، مشيرا إلى أنهم لم يتعلموا بعد القواعد الرسمية أو أخلاق القيادة الأساسية.