ما زالت الصورة العسكرية من الأنبار مشوشة، فالعمليات الكبرى لم تنطلق، في المقابل، فإن تنظيم الدولة ما زال يناوش ويدخل إلى قلب الرمادي، في مؤشر على أنها لم تفقد المبادرة، الأمر الذي أنزل الرعب في قلوب أهل المدينة، الذين نزحوا عنها بحثا عن ملجأ. وقال الخبير العراقي في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، عماد علاوي، لـسكاي نيوز عربية، إن السبب وراء نزوح عدد كبير من أهالي الأنبار إلى بغداد، هو الرعب الذي انتاب السكان إشاعات بدخول داعش إلى المدينة، وسماعهم عن الجرائم التي ارتكبها التنظيم في البوفراج عندما ذبح 36 شخصا من أبناء المنطقة. وتابع: لقد بثت بعض الخلايا النائمة في المنطقة إشاعات بأن داعش سيقوم بعمليات إجرامية تجاه المدنيين في الأنبار. وأوضح علاوي أن عمليات النزوح من جنوب الرمادي والصويفية والخالدية وغيرها اتجهت إلى جسر البزيزة، وهو الرابط الوحيد مع بغداد ومحافظات أخرى. وأشار الخبير العراقي في الشؤون العسكرية والاستراتيجية ، إلى أن الأنبار تتمتع بأهمية استرايتيجة من الناحية العسكرية واللوجستية والسياسية، لأنها تشكل ثلث مساحة العراق ولها حدود مع السعودية والأردن وسوريا. وأضاف لـسكاي نيوز عربية: تشكل الأنبار عمقا استراتيجيا لداعش باتجاه العمق السوري، لأن الإمدادات الخاصة بداعش في المحافظة وفي محافظة صلاح الدين تأتي عبر خطوط إمداد تمر من الرقة في سوريا نحو البوكمال ودير الزور، باتجاه القائم ثم إلى الأنبار والرمادي والمناطق الأخرى التي يسطر عليها التتنظيم بالمحافظة. وفيما يتعلق بحركة النزوح، قال علاوي إن حجم النازحين كبير جدا ويتم التركيز على مدخلين فقط إلى بغداد، الأول هو أبو غريب والثاني يأتي من الجنوب من جهة محافظة بابل على الطريق السريع، ثم مدخل منطقة الرشيد باتجاه الدورية وصولا إلى بغداد. واعتبر أن المدخلين ضيقين، داعيا إلى تأمين مداخل أخرى لاستيعاب الكم الهائل من النازحين، وإعداد مخيمات مجهزة بالدعم الطبي والمواد الإغاثية لاستيعابهم. ولفت إلى أن الحكومة العراقية تعاملت مع الأزمة بشكل سريع، إذ فتحت مدارس ومساجد لاستيعاب النازحين.