يأتي رفض الحوثيين لقرار مجلس الأمن الأخير، استمرارا لسياسة التعنت التي انتهجها المتمردون ضد الحلول السلمية للأزمة اليمنية منذ بدايتها وحتى الآن، ضاربين بكل المبادرات والحلول عرض الحائط، ما أدى لانطلاق «عاصفة الحزم»، استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لإنقاذ الشعب اليمني من سيطرة حركة حوثية متمردة كانت تريد اختطاف اليمن بدعم فاضح من النظام الإيراني. ولا شك أن النجاحات التي حققتها العاصفة كبيرة ومنقطعة النظير، إزاء تقليص قدرات ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي صالح، خاصة أن هناك إجماعا خليجيا وعربيا وإسلاميا على أن قرار انطلاق العاصفة كان صائبا وحكيما للحفاظ على أمن وسيادة واستقرار اليمن والحفاظ أيضا على أمن المنطقة، باعتبار أن أمن اليمن كل لا يتجزأ من أمن الخليج. لقد أيد العالم عبر قرار مجلس الأمن الذي تم إصداره مؤخرا، «عاصفة الحزم» التي أنقذت المنطقة برمتها من أزمة كبيرة ومنعت إيران من المضي في مخططاتها. عمليات «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة بالتعاون مع قوات التحالف الخليجية والعربية والإسلامية استنادا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك، تمضي وفق استراتيجية مدروسة بدقة شديدة تهدف في المقام الأول لضرب القواعد العسكرية للحوثي وقوات صالح وضرب الصواريخ البالستية ومخازن الأسلحة والذخائر. والضربات الجوية التي تنفذها قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، نجحت في تدمير الجزء الأكبر من القدرات والإمكانات العسكرية للانقلابيين وحليفهم علي عبدالله صالح، الذي باع اليمن للنظام الإيراني، وحوله لمستنقع للطائفية خدمة لمصالح حزبية. إن استمرار الحوثي في رفض قرارات الشرعية، دليل على تعنته ورفضه للحل السلمي، وعليه فإن العاصفة ستستمر حتى رضوخ الحوثي للشرعية اليمنية واعترافه بها.