فيما تتواصل عمليات البحث عن ناجين محتملين في كارثة انقلاب قارب كان يقل ما لا يقل عن 650 مهاجراً، ذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" أن أكثر من 20 ألف من المهاجرين واللاجئين، غالبيتهم من الشرق الأوسط وأفريقيا، لقوا حتفهم في البحر المتوسط، أثناء محاولتهم البحث عن "حياة أفضل" في أوروبا. ففي بيان صدر عن المنظمة الإغاثية الأحد، تلقت CNN نسخة منه، تزامناً مع عمليات البحث التي تشارك فيها عدة دول أوروبية، قال رئيس المنظمة، لوريس دي فيليبي: "في السنوات الـ15 الأخيرة، تحوّل البحر الأبيض المتوسط إلى مقبرة لأكثر من عشرين ألف مهاجر ولاجئ، يبحثون عن الحماية، وعن حياة أفضل في أوروبا." ودعا فيليبي الدول الأوروبية إلى إطلاق عملية بحث وإنقاذ واسعة النطاق في أسرع وقت، تتضمن تسيير دوريات قرب السواحل الليبية، التي تُعد أكبر مركز لانطلاق رحلات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، مؤكداً أن كوارث غرق المئات من المهاجرين لن يمكن وقفها، في ضوء السياسات الحالية للاتحاد الأوروبي. وسبق وأن أعلنت "أطباء بلا حدود" عن نيتها إطلاق عمليات بحث وإنقاذ في البحر المتوسط، بعد تزايد كوارث غرق قوارب المهاجرين، وهي الخطوة التي قوبلت بانتقادات من بعض وسائل الإعلام، باعتبار أن أعمال الإغاثة المعتادة التي تقوم بها المنظمة لم تتضمن في السابق أي عمليات بحرية. إلا أن المنظمة أكدت في بيانها الأحد، أنها قرارها جاء بسبب "تدهور الحالة الإنسانية في المتوسط عاماً بعد عام"، لافتةً إلى أن "الاتحاد الأوروبي لم يبد أي رغبة في تغيير السياسات، التي أدت إلى هذه الأزمة"، وتابعت أنه "وفي النهاية، يشكل إنقاذ الأرواح صلب عملنا، أكان على اليابسة أو في البحر." وذكر البيان أنه "في حين تناقش منظمات اللاجئين وخبراء اللجوء أفضل الوسائل من أجل تجنّب زهق الأرواح في البحر، من خلال فتح قنوات آمنة وشرعية.. تعمل دول الاتحاد الأوروبي في اتجاه آخر، فهي تعاني من هاجس تدفق اللاجئين، ولا تهتم أبداً لإنقاذ الأرواح، بل ينصب اهتمامها على إبعاد اللاجئين عن أراضيها." ولفت البيان إلى أن نحو 3500 شخص لقوا حتفهم غرقاً في البحر المتوسط، على مقربة من السواحل الأوروبية، خلال العام 2014 الماضي، نسبة كبيرة منهم من سوريا وإريتريا وأفريقيا جنوب الصحراء، بينما لقي 500 شخص حتفهم هذا العام، وهذا العدد يُعتقد أنه لا يتضمن ضحايا الكارثة الجديدة التي وقعت الأحد. كما أشارت "أطباء بلا حدود" إلى أن نحو 218 ألف شخص تمكنوا من الوصول إلى أوروبا عبر المتوسط عام 2014، مقابل 60 ألف في العام السابق، وقالت إنه "في ظل استمرار الحرب في سوريا، وتدهور الأوضاع في ليبيا، يتوقع بلوغ عدد المبحرين هذه السنة أرقاماً قياسية." وأضافت أنه "نظراً لتقلص قنوات التنقل الآمنة للوصول إلى أوروبا، فقد بات البحر من الخيارات المحدودة المتاحة أمام اللاجئين"، وأشارت إلى أن ما لا يقل عن 50 في المائة من الفارين من مناطق النزاع في الشرق الأوسط وأفريقيا، عادة ما يستخدمون قوارب غير صالحة للملاحة، مما ينذر بتكرار كوارث الغرق.