وصف سياسيون يمنيون قرار مجلس الامن الدولي المتعلق بالحرب الجارية في اليمن، بالضربة القاصمة التي ضربت بعيري مليشيا الحوثي وصالح، وأكدوا لـ»المدينة»، أن قرار مجلس الأمن الدولي، كان قويًا ومؤثرًا بشكل كبير على الحالة النفسية والمعنوية على سير الأداء الحربي والقتالي لأفراد المليشيات في المعارك ومختلف الجبهات القتالية، وأن القرار دفع بالجماعات المسلحة التابعة للحوثي وصالح إلى القيام بمعارك تشبه الأعمال الانتحارية لا غير، مدركة أنها منتهية لا مناص. وقالت وزيرة الثقافة في حكومة الكفاءات، الاستاذة أروى عبده عثمان لـ»المدينة»: أنا معجبة جدًا بقرار مجلس الأمن الدولي وأهم شيء أن يكون هناك تطبيق وترجمة عملية له على أرض الواقع من قبل مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي، وأضافت: إن أهم ما تضمن القرار هو إلزام المليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي وحليفيهما صالح ونجله، بالخروج من المدن ومؤسسات الدولة التي تحتلها، وطالبت وزيرة الثقافة بإحالة قيادات جماعة الحوثي وعلي صالح ونجله ومساعديهم الى محكمة الجنايات الدولية باعتبارهم مجرمي حرب.. مؤكدة أن هؤلاء لابد أن يحاكموا على جرائمهم التي ارتكبوها بحق اليمن- أرضًا وإنسانًا، وقالت: «هؤلاء قتلونا ودمروا حياتنا ودمروا اليمن تاريخًا وإنسانًا، ولا فرق بينهم فيما ارتكبوا وما يزالون يرتكبون الجرائم بحق اليمنيين وبين ما يرتكبه تنظيم داعش في العراق، فكلاهما يقتلان الإنسان ويدمران التاريخ والحضارات الإنسانية.. مشيرة إلى أن ما ترتكبه مليشيا الحوثي وصالح في عدن اليوم من قتل للإنسان وتدمير للتاريخ والمعالم الأثرية في المدينة الحبيبة والغالية علينا جميعًا - لا يقل عن تلك الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش في بلاد الرافدين، وأضافت عثمان: «اليوم هذه المليشيات ترتكب اليوم جرائم إبادة بحق الشعب اليمني، لأنها تخوض اليوم حربًا طائفية وسياسية، أكلت خلالها الأخضر واليابس، ووصلت إلى حد أنها تحاربنا في قوت يومنا وحياتنا، فلا يوجد اليوم لا كهرباء ولا مياه ولا مأكل ولا مشرب ولا خدمات في الصحة والتعليم والمواصلات»، وحول آثار قرار مجلس الأمن الدولي وانعكاسه على سير المعارك في جبهات المواجهات، قالت وزيرة الثقافة اليمنية: إن القرار طبعًا له أثر نفسي كبير على نفسية المليشيا المسلحة وعلى سير المعارك على الأرض، بدليل أن هذه المليشيات تقود الآن حربًا هستيرية، ولا تأبه بمجلس الأمن الدولي وقراراته، وترى أن الله معها وتعتقد أنها تقاتل بأمر من الله، وبالتالي فهي لا يهمها شيء في الحياة تخسره وكل ما يهمها في الأمر هو كرنفال الاستشهاد لا غير. من جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي حسن العديني، القرار الأممي قويًا للغاية الى حد أنه فرض الرغبة الخليجية بإجراء حوار سياسي يمني في العاصمة الرياض، وهذه ضربة قوية لصالح وجماعة الحوثيين الذين كان يصرون أن يجرى الحوار في مكان آخر غير الرياض برعاية الأمم المتحدة، وقال العديني لـ»المدينة»: القرار كان قويًا الى درجة أنه فرض الرغبة الخليجية -طبعًا- التي جاءت تلبية لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في استضافة الرياض للحوار اليسياسي اليمني». وأضاف: «القرار طبعًا هو بداية الطريق إلى محكمة الجنائيات الدولية، لأن مصير صالح ونجله وقيادات جماعة الحوثي هي المحاكمة كمجرمي حرب». وأشار العديني إلى أن القرار لم يغلق الباب، مؤكدًا أنه سيتم في المستقبل إذا ما استمرت الأوضاع والحرب في اليمن إدراج أسماء أخرى إلى قائمة الأسماء الأسماء المشمولة بقائمة العقوبات الدولية، وأكد الكاتب حسن العديني أن القرار أثر نفسيًا بشكل كبير على مليشيات الحوثي وصالح، وقال» ما تقوم به الجماعة الآن هو انتفاضة الموت والأنفاس الأخيرة من وجودها».. مشيرًا إلى أن مليشيات الحوثي وصالح تدرك أنها انتهت سياسيًا ووجوديًا. من جهته قال الكاتب والصحفي محمد شبيطة: إن قرار مجلس الأمن الدولي خطوة صائبة لكن ينقصه خطوة أخرى كان يفترض بمجلس الأمن الدولي أن يخطوها، بأن يصنف جماعة الحوثيين تنظيمًا إرهابيًا، لأن مثل هذا القرار مطلوب كون صفة الإرهاب قد تغلغلت في بنيان وفكر الجماعة ولم يعد يقتصر الإرهاب على قيادتها وعلى أعضائها كأفراد، وأضاف شبيطة: تأثيرات القرار انعكست بالفعل على مستوى المعركة في الجبهات وعلى مستوى أنصارهم في الشارع، خاصة من أنصار صالح ونجله، الذين بدوا وكأن أحد ما من علماء الكتاب قد سحرهم وأصبحوا -أمس الأربعاء- بعد ساعات من صدور القرار الأممي وهم مدوخين في الشارع وعليهم حالة إرباك واضحة، وأكد شبيطة، أن القرار الأممي أنهى تمامًا المستقبل السياسي لنجل صالح ولحقه بمستقبل أبيه الذي أنهاه في وقت مبكر.. مشيرًا إلى أن صالح ظلم الشعب اليمني وها هو اليوم يقتص منه العالم بتفويض من الشعب اليمني، الذي كان يفترض أن يدافع عنه إن كان قد خدمه في يوم من الأيام.. وقال: «صالح هو من أوصلنا إلى هذه الحالة المزرية وهو من أوصلنا إلى هذه الحرب والدمار، بأفعاله ومصائبه.. مختتمًا تصريحه بالاسترشاد بالقول: «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله». المزيد من الصور :