×
محافظة حائل

حائل: بالفيديو.. مريض يرقد بمواقف سيارات مستشفى الملك خالد

صورة الخبر

(مكة) - تقرير د. عبدالله الوزان الحوثيون حركة سياسية دينية اجتماعية مسلحة تأسست عام 1992م، وباتت تتخذ رسميًا اسم أنصار الله، وتمت تسميتهم بالحوثيين نسبة إلى مؤسسهم حسين الحوثي الذي قتل في 2004م ووالده المرشد الروحي للحركة بدرالدين الحوثي. وخاض الحوثيون ومعقلهم محافظة صعدة في شمال غرب اليمن، 6 حروب مع نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح بين 2004 و 2010، وهم على الترتيب كما يلي: 1- الحرب الأولى: يونيو- سبتمبر سنة 2004-2 الحرب الثانية: مارس مايو سنة 2005 3. الحرب الثالثة: نوفمبر 2005 حتى يناير سنة 2006. 4. الحرب الرابعة: يناير حتى يونيو سنة 2007 5. الحرب الخامسة مارس حتى يوليو سنة 2008. 6. الحرب السادسة أغسطس 2009: حتى فبراير سنة 2010. وقد اشتبك الحوثيون مع قوات سعودية عام 2009 فيما عرف بنزاع صعدة .إلا أن صالح بات حليفهم الرئيسي اليوم، ويعد القوة الحقيقية خلف صعودهم المثير منذ 2014 وينتمي الحوثيون إلى الطائفة الزيدية الشيعية القريبة من المذهب السني، والتي يشكل أتباعها أغلبية في شمال اليمن وأكثر من ثلث سكان البلاد، إلا أنهم متهمون بالتقارب عقائديًا مع المذهب الشيعي الاثني عشرية الذي يسود في إيران والعراق ولبنان، وذلك مع حصولهم على رعاية من إيران. الأهداف الحقيقية للحوثيين تعيد الظاهرة الحوثية أشباح ماضي الإمامة الزيدية مع تأكيد آل الحوثي انتمائهم إلى آل البيت وانتسابهم الى إرث أئمة الممالك الزيدية التي حكمت شمال اليمن طوال 1000 عام تقريبًا؛ حتى عام 1962 حين أطاحت بالإمام البدر ثورة تهيمن عليها شخصيات سنية. واستمر الصراع في السبعينيات بين أنصار الزيدية والجمهوريين السُنة، ويتهم الحوثيون من قبل خصومهم عمومًا بالسعي إلى عودة الإمامة الزيدية ولو أن ذلك لا يشكل جزءًا من خطابهم السياسي المرتكز على تمكين إرادة الشعب ومحاربة الفساد والمفسدين ومحاربة التطرف السُني، وكان يعتقد في السابق أن حملتهم العسكرية في الشمال عام 2014 تهدف إلى ضمان أكبر قدر من الأراضي لهم في اليمن الاتحادي الذي يفترض أن ينشأ بموجب قرارات الحوار الوطني، إلا أن تمددهم إلى سائر أنحاء البلاد عزز المخاوف من سعيهم للسيطرة على سائر اليمن بما يصب خصوصًا في مصلحة حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي ما يزال لاعبًا كبيرًا في السياسة اليمنية. يتكون الهيكل التنظيمي لجماعة الحوثيين من القائد العام والمجلس السياسي ثم القادة الميدانيين فمن هم أبرز قادة التمرد على الدولة اليمنية؟ ويأتي على رأس هرم جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن عبد الملك الحوثي، وهو يمثل القائد العام للجماعة والأب الروحي وشقيق المؤسس حسين الحوثي، وتمثل أسرة الحوثي القيادة الحصرية لهذه الجماعة التي سميت بإسمها . بعد ذلك يأتي المكتب السياسي الذي لا يعرف عدد أعضائه على وجه الدقة غير أن أبرزهم يوسف الفيشي ومحمد البخيتي ومهدي المشاط وصالح هبرة ومحمد علي الحوثي، وصالح الصماد ويحي القحوم، وطه المتوكل ومحمد عبد السلام، ومحمد المقالح وعبد الكريم الخيواني وحسين العزي، وتعتمد آلية اختيار الأعضاء في المجلس السياسي على عدة عوامل أولها الانتماء إلى الطائفة اليزيدية، ثم من أسرة الحوثي وأبناء عمومته. وشهد المجلس السياسي للحوثي حالات انشقاق أبرزها القيادي علي البخيتي الذي ظل يقول إن المجلس السياسي لا دور له في اتخاذ القرارات، وأن دوره ينحصر في تنفيذ أوامر عبد الملك الحوثي. ثم تأتي القيادة الميدانية التي تُدير المعارك وعلى رأسها أبو علي الحاكم وعبد الخالق الحوثي، واللذان فرضت عليهما عقوبات من مجلس الأمن بعد دخول الحوثيين صنعاء. ما مدى علاقتهم بإيران؟ يختلف المراقبون حول مدى ارتباط الحوثيين بإيران إذ تملك الحركة الحوثية جذورًا حقيقية في المجتمع اليمني، لكن الأكيد أن ارتباطهم بالجمهورية الإسلامية ازداد بشكل كبير في السنوات الأخيرة. ومع سحب الدول الكبرى ودول الخليج سفاراتها من صنعاء، رد الحوثيون على العزلة الدولية بفتح جسر جوي مباشر مع إيران التي تعهدت بدورها بتأمين الوقود لمناطقهم وبناء محطات كهرباء، فضلًا عن دعمهم في التصريحات الرسمية كـثورة شعبية يمنية داخلية. ويذكر القائد الشاب لحركة أنصار الله عبد الملك الحوثي بزعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله، من حيث الطريقة في التعبير أو في مضمون الخطاب الذي يركز على محاربة الفساد والعداء للغرب وإسرائيل. وشعار الحوثيين هو الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام. ولقد بدأ الحوثيون في عام 2014 حملة توسعية وضعوا يدهم خلالها على معظم معاقل النفوذ للقوى التقليدية في شمال اليمن، لاسيما آل الأحمر زعماء قبائل حاشد النافذة، وسيطروا على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي مستفيدين من عدم مقاومة الجيش الموالي بنسبة كبيرة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، كما سيطروا على دار الرئاسة في يناير2015، وحلوا البرلمان ومؤسسات الدولة في فبراير 2015، وفرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تمكن من الفرار إلى مدينة عدن الجنوبية وأعلنها عاصمة مؤقتة . عندما زحف الحوثيون إلى عدن أتى التدخل العسكري بـعاصفة الحزم الذي تقوده السعودية وتحالف عربي قوى في مقدمتهم مصر أقوى جيش عربي وإفريقي في منطقة الشرق الأوسط، بينما كان الحوثيون قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على عدن، وأعلن التحالف عن بسط سيطرته التامة على أجواء البلاد، وأوضح الناطق باسم عملية عاصفة الحزم أنه تم تدمير مراكز القوات الجوية ومراكز الاتصال التي استولى عليها الحوثيون في وقت سابق، وأنه لم يعد لدى الحوثيين أية طائرات تقريبًا ولا أي سيطرة على مراكز الاتصالات. وتمثل المطارات المدنية والعسكرية بالإضافة إلى وحدات الدفاع الجوي، أهم أهداف الغارات الجوية التي يشنها التحالف على الأراضي اليمنية. وقد ألقت مؤخرًا الطائرات المشاركة بعاصفة الحزم والتي تقودها السعودية وتشارك فيها تسع دول أخرى إمدادات عسكرية للمقاومة اليمنية الجنوبية، وقال مصدر بالمقاومة الجنوبية بعدن إن الطائرات ألقت كميات من الأسلحة بالبريقة وتسلمتها المقاومة الجنوبية بنجاح، وتشمل تلك الإمدادات أسلحة خفيفة ومعدات اتصال وقذائف صاروخية في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات بين الحوثيين ومقاتلي المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادى في محاولة الحوثيين التوغل في الأحياء السكنية بالمنطقة، وترافق ذلك مع قصف مدفعي مكثف من قبل الحوثيين على تلك الأحياء. ولعب تدخُّل طائرات عاصفة الحزم دورًا واضحًا في تغيير مسارات المواجهات التي تشهدها عدن منذ أكثر من أسبوع. وقال المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري إن الدعم اللوجيستي الذي تم إنزاله ساعد على تحويل دفة المعركة في عدن لصالح أنصار الرئيس هادي، وأضاف في مؤتمر صحفي بالرياض استلموا الدعم واستطاعوا أن يغيروا الوضع على الأرض وطرد عناصر المليشيات الحوثية من داخل القصر الرئاسي والمناطق التي سيطروا عليها في لحظة من اللحظات، في غضون ذلك، قال وكيل محافظة عدن نايف البكري إن لجان المقاومة صدت جميع هجمات مليشيات الحوثي بالمحافظة وأضاف البكري أن أكثر من 95% من مدينة عدن أصبحت تحت سيطرة المقاومة الشعبية، وتنحصر سيطرة الحوثيين على الشريط الساحلي من مدينة العلم ومقابل عدن مول وأجزاء من مديرية دار سعد .ومازالت عاصفة الحزم حتى الآن تبدد أحلام الحوثيين باحتلالهم اليمن والسيطرة عليه، فقد تبخرت أحلامهم التي راودتهم وهم في انتظار الطرد الجبري أو القتل في الأيام القادمة.