صدر قرار مجلس الأمن تحت الفصل السابع وحقق انتصارا للشعب اليمني في المقام الأول كما قال سفيرنا في الأمم المتحدة وأحد أبرز مهندسي القرار عبدالله المعلمي، وهذا صحيح من حيث المبدأ والنظرية، لكن الأهم هو كيفية ترجمة الانتصار المعنوي إلى انتصار عملي على الأرض يعيد لليمن استقراره ويخلصه من الأشرار الذين قامروا به من أجل الآخرين الغرباء عنه وعن العرب. الفضيحة السخيفة هي ظهور شركاء المؤامرة في توقيت واحد بمبادرات بعد صدور القرار مباشرة، إيران وعلي عبدالله صالح، وسوف نغفل ذكر الحوثيين لأنهم يجهلون أبسط أبجديات السياسة ولأنهم يأتمرون بتوجيهات طهران ويتحركون بتخطيط صالح. إيران استمرت في إنكارها التدخل في الشأن اليمني منذ بداية الأزمة وحتى بعد معرفة العالم كله بوجود سلاحها وخبرائها وعملائها في الساحة اليمنية، مارست استخفافا بالغا بالقانون الدولي وضوابط العلاقات بين الدول وكذبت كثيرا متوهمة أن العالم يصدق كذبها، وعندما تيقنت أنها انكشفت وأصبحت محاصرة بقرار مجلس الأمن سارعت لتقديم مبادرة وكأنها عضو في جامعة الدول العربية أو مجلس التعاون الخليجي أو جارة لليمن، أو كأنها دولة محبة للسلام واستقرار العالم، وليست خزان الوقود الذي حرك الماكينة الحوثية لإشعال اليمن. أما علي صالح الذي تفاخر باستطاعته إجادة الرقص على رؤوس الثعابين فإنه رقص طويلا حتى أصابه الغرور وتيقن أن الثعابين نزعت كل أنيابها وتحولت معه إلى زواحف مدجنة أليفة يتسلى بها. نسي صالح أن كثيرا من مروضي الأسود والنمور والثعابين راحوا ضحيتها في لحظة مفاجئة بعد عشرة طويلة معها. واجهت ميليشياته مقاومة شعبية عنيفة وبدأ الكثير من حلفائه الانشقاق عنه والانضمام إلى الشرعية خاصة بعد صدور القرار الأممي. بدأت رؤوس الثعابين تبرز أنيابها أمامه فأصابه الرعب ليعلن بدوره عن مبادرة أسخف من مبادرة الملالي. مشكلة صالح أنه لا يريد أن ينسى أنه رئيس سابق ومجرم حرب وخائن لليمن، أرسل وزير الخارجية السابق ليشرح مبادرته وكأنه رئيس الدولة أو عراب السلام في اليمن، وليس المعول الذي هدم سلم اليمن واقتصاده واستقراره وتنميته، واللص الذي نهب أمواله في حساباته الخاصة. بالنسبة لإيران فإن عليها قراءة مواد القرار الأممي رقم 2216 جيدا لتتأكد أنها مذكورة فيه بلغة دبلوماسية غير مباشرة كطرف أساسي في الأزمة. أما علي صالح فعليه العودة إلى عبارته الشهيرة «فاتكم القطار» لأنها تنطبق عليه تماما هذه المرة..