×
محافظة المنطقة الشرقية

القنصلية السعودية في لوس أنجليس: لا أضرار بين المواطنين بعد انفجار مدينة فريسنو

صورة الخبر

أسئلة مثيرة طرحها طلاب مقرر الإعلام الرياضي كلية التربية البدنية بجامعة أم القرى على طاولة الحوار بـ»المدينة» حينما حلوا ضيوفًا على الصحيفة الأسبوع الماضي، وشهد الحوار والنقاش نقاطًا جوهرية تتعلق بما يثار في وسائل الإعلام، وكان في استقبالهم رئيس القسم الرياضي الزميل عبدالله فلاتة الذي أدار دفة الحوار في ندوة سبقها شرحه لطبيعة العمل الصحفي اليومي ونقلهم إلى الحياة العملية من واقع التخصص، وتوقف عند محاور عدة بناءً على تساؤلات ضيوف الندوة الذين حضروا برفقة المهندس هاني حجازي الأستاذ المحاضر بكلية التربية البدنية بجامعة أم القرى. كما اطلع الطلاب على طبيعة العمل من خلال جولة على الأقسام، وكان لهم وقفة في القسم الرياضي تابعوا خلالها الخبر منذ وصوله إلى حين استكماله وتحويله للأقسام الفنية المتخصصة، وفي القسم الفني التقى الطلاب رئيس القسم الزميل علي فضل الذي قدّم لهم شرحًا مفصلًا عن كيفية استقبال المادة التحريرية واستيعابها على الصفحات إلى أن تأخذ شكلها النهائي وظهور الصفحات متكاملة. كما كان للطلبة لقاء برئيس قسم التصحيح بالصحيفة الزميل محمد اعلاو، وشرح لهم الزميل المصحح محمد السيد بعض العبارات الخاطئة التي يتم استخدامها في وسائل الإعلام بشكل متكرر وينبغي تجنبها. ودار اللقاء في أجواء حوارية، وفي البداية ألقى الزميل عبدالله فلاتة رئيس القسم الرياضي كلمة رحب فيها بالحضور وقال: «مجال الرياضة خصب ومليء بالموضوعات الجيدة.. أنتم نواة المستقبل ومجالكم رحب وممكن الانطلاق منه إلى مجالات أخرى ومناصب قيادية، فالصحافة الرياضية أخرجت مبدعين وقمم إعلامية تبوأت الواجهة الصحفية، ومهم أن تتحلوا بالمصداقية والموضوعية والحيادية وأن يحرص الصحفي على الإبداع وتجاوز مرحلة الأداء التقليدي والأخبار الرتيبة لا سيّما أننا في عصر المعلومة السريعة والتنافس المتواصل، ويجب أن يبتعد المحرر عن التعصُّب لأنه يقضي عليه قبل بدايته، وأكرّر ترحيبي بكم في صحيفة «المدينة» التي تسعد بحضوركم، واليوم ندرك أنكم متشبعون من الجانب الأكاديمي بشكل يومي على مقاعد الدراسة فأعددنا لكم برنامجًا عمليًا حسب الرغبة المشتركة والمتفق عليها مع الأستاذ المحاضر المهندس هاني حجازي، ونأمل لكم التوفيق في حياتكم الدراسية والعملية». بعد ذلك ترك الزميل فلاتة للطلاب إدارة دفة الحوار من خلال أسئلتهم المباشرة، وبدأت الاستفسارات بسؤال من أحد الطلاب: هل الإثارة الصحفية مطلوبة؟ وكانت الإجابة: «في الصحافة الرياضية لا بدّ من الإثارة، فما يجوز للصحافة الرياضية لا يجوز لغيرها، على سبيل المثال: تعنون الصحافة الرياضية «النادي س يدكّ النادي ص» وربما بلغت العبارة «صواريخ تمزق الشباك» وليس هناك دك ولا صواريخ ولكنها لغة الإعلام الرياضي في كافة أرجاء المعمورة، فالإثارة الكبيرة في العناوين الرياضية متاحة وممكنة وفي المجالات الأخرى غير مقبولة». * وسأل طالب آخر: هل يملك الإعلام الرياضي قوة؟ وهنا جاء الرد مباشرًا: «الإعلام الرياضي يملك قوة عندما يقدم المصداقية فالأخبار الصادقة مهما كانت مفرحة أو محزنة، وسواء اتفقوا معك أو اختلفوا فطالما تتحرى المصداقية فإنك ستفرض احترامك على الجميع حتى وإن كنت تنتقد كثيرًا بهدف التصحيح والبناء وبعيدًا عن شخصنة الأمور فلن تفقد الاحترام». * ووجَّه طالب ثالث سؤال: هل يتم محاسبة صاحب الخبر غير الصحيح؟ وأجيب كالتالي: «الخبر رأس مال الصحيفة والأمر في غاية الأهمية، نعم توجد محاسبة يومية على الخبر غير الصحيح حتى لا تفقد الصحيفة مصداقيتها بين القراء، والمسؤولون في الصحف يعقدون يوميًا مجلس تحرير كل صباح برئاسة رئيس التحرير ونوابه ومديري التحرير، ويتم خلاله استعراض كل ما نشر ومدى حضور الصحيفة في الأحداث وحسابات على كل صغيرة وكبيرة، شاردة وواردة، فضلًا عن أن الخبر له قنوات فلترة داخلية تعزّز مصداقيته قبل أن يأخذ طريقه إلى النشر، وقد لا يكون ذلك متوفرًا في كافة الصحف ولكن غالبية الصحف الكبرى تعتمد ذات النهج، ونحن في «المدينة» نطبق هذه الأمور بحذافيرها وهذا سر توهج الصحيفة على مدى ما يقارب قرنًا من الزمان، فالثوابت يتم المحافظة عليها والتطوير مستمر». * وما هي العقوبات التي تطبق على المتجاوزين؟ «النظام المطبق مكتوب ومنصوص عليه والعقوبات تكون وفقًا للنظام وهي تتراوح ما بين الإنذار والحسم وقد تصل الأمور إلى الفصل، وحديثنا عام وشامل دون تخصيص، وهناك أنظمة للنشر كنظام المطبوعات والنشر ونظام حقوق المؤلف، وهذه أمور تتولى وزارة الإعلام تطبيقها كونها المرجعية لكافة وسائل الإعلام». وانتقلت دفة الحوار لطالب آخر سأل: كيف تتعامل الصحف الورقية مع تطور الصحافة الإلكترونية وكون الخبر أصبح على مدار الساعة؟ وأجيب على سؤاله: «ما زالت الصحافة الورقية موجودة بقوة على الساحة، على سبيل المثال: أمريكا موطن الصحافة الإلكترونية لا تزال الواشنطن بوست وزميلاتها الورقيات يسيطرن على الوضع وهي باقية على الساحة الإعلامية بقوة، علمًا أنّ أول ظهور للصحافة الإلكترونية كان في السويد عام 1990م ثم في أمريكا بعدها بعامين عن طريقة صحيفة «شيكاغو أونلاين».. عمومًا لا بدّ أن يتمسَّك الصحفي بالأخبار الحصرية لتمييز صحيفته ومن ثمَّ لتميُّزه المهني، كما أن الخبر شبه المعمَّم لا بدَّ أن يكون له إضافات خاصة من الصحيفة الورقية تميِّزه عن الآخرين، وفي نفس الوقت لا بدَّ من تفعيل الفنون الصحفية الأخرى من حوارات وتحقيقات وقضايا وندوات وزوايا نقدية مباشرة بعيدًا عن زوايا الهمز واللمز التي أكل عليها الدهر وشرب». * وطرح أحد الطلاب الحاضرين بالندوة تساؤلًا: كيف تتحقق الحيادية لا سيَّما أن الصحافة الرياضية حافلة بالميول ولا يوجد صحفي ليس له ميول؟ وجاءت الإجابة كالتالي: «حين يأتيك الخبر أو تحصل على المعلومة من المفترض أن تأخذ خطوة للخلف وتنأى بنفسك خارج دائرة الخبر حتى لا تكون أحد أطرافه، وهذا بالتحديد تعلَّمته في بداية عملي الصحفي وعززته دورة متقدمة في هيئة الإذاعة البريطانية BBC نفّذتها الصحيفة، والخطوة للخلف تجعل رؤيتك شاملة للخبر وتبقيك على مسافة واحدة من كافة الأطراف، وهذه نقطة في غاية الأهمية تمنحك الحيادية وعليك أن تتحلَّى بالموضوعية وأن تعزِّز معلوماتك وتوثِّقها وبالتالي ستقدِّم خبرًا ذا مصداقية وموضوعية جديرًا بالاحترام ومعززًا بالمهنية». وفاجأ طالب الحضور بسؤال رياضي قائلًا: سمعنا أن المنتخب طلب مدرب الأهلي كريستيان جروس.. هل لديكم تعليق؟ ورغم أن السؤال خارج السياق إلا أنه أجيب: «حتى وإن كان هذا خارج موضوع الندوة إلا أنَّ جروس يعتبر أنجح المدربين هذا الموسم وليت مدرب المنتخب يكون لديه نفس القدرة على قراءة المباريات وقلبه لمجرياتها». وفي سؤال آخر: هناك من اعتبر الإعلام مساهمًا في قلة الحضور الجماهيري خلال كأس الخليج أو على الأقل لم يقم بدوره في تحفيزهم على الحضور.. هل هذا صحيح؟ الإجابة: «قد يكون الإعلام له جزء، وقد تكون المشكلة أن الإعلام أصبح شماعة لكافة المشكلات الرياضية، فاتحاد الكرة أخفق في التعامل مع مطالب الشارع الرياضي الذي كان متفقًا على إقالة المدرب لوبيز والدليل أن الاتحاد استجاب لهذه المطالب بعد فوات الأوان وقبل أيام معدودة من كأس آسيا، وأقال المدرب فأضاع الأولى والثانية، والإعلام بريء من المسألة وهو مرآة للعمل وسلطة رابعة تؤدي دورها الرقابي». * وتواصلت الاستفسارات الرياضية بسؤال آخر طرحه المهندس هاني حجازي: لماذا رؤساء الأندية الرياضية يتعاملون بانتقائية مع البرامج الرياضية والصحف؟ الإجابة: «قوة الصحيفة أو البرنامج وتأثيره على الوسط يفرض على الرئيس الممتنع الانتقائي وكذلك منسوبي ناديه أن يرضخوا ويتعاملوا مع الصحيفة أو البرنامج والشواهد عدّة، فالناجح يفرض نفسه والعمل الجيد يحظى بالتقدير أما الضعيف وصاحب الميول والتوصيات والتوجيهات فلن يحترمه أحد وسيضعف نفسه ومعه مطبوعته أو برنامجه وسيجد نفسه في النهاية خارج المنظومة، وهذه رسالة مباشرة لكم: القوة مطلوبة في الصحفي وهي تأتي من خلال طرحه وحضوره وأسئلته ومحاوراته وثقته بنفسه وقوة شخصيته، وهي أمور مهمة ينبغي وجودها لدى الصحفي الناجح». * وكيف تعاملون مع كتاب الرأي ومع الموضوعات عمومًا؟ «لدينا نظام في «المدينة».. الكتابة من واقع التخصص، فيستحيل أن يكتب أحد عن التحكيم إلا المحلل التحكيمي للصحيفة الزميل علي الأحمري وهو رئيس لجنة الحكام الفرعية بأبها، فيكتب من واقع تخصصه، وذلك ينطبق حتى على الألعاب المختلفة فالزميل عبدالعزيز الشرقي كابتن منتخب المملكة لكرة السلة سابقًا وسلة نادي أحد في عصرها الذهبي هو من يكتب عن هذه اللعبة بالصحيفة والأمر هكذا في كافة المناحي.. فرضنا التخصّص فتخلّصنا من الإنشائية والعبارات المطّاطية وشخصنة الأمور والأحداث، وهذا نهج لا نحيد عنه أبدًا ويضمن لنا المهنية الكاملة في العمل». من جهته أوضح المحاضر بكلية التربية البدنية بجامعة أم القرى المهندس هاني حجازي قائلًا: «حرصنا على القيام بهذه الزيارة لصحيفة «المدينة» العريقة ممثلةً في قسمها الرياضي والذي يرأسه الخبير في الصحافة الرياضية عبدالله فلاته، وذلك لوضع الطلاب في واقع الصحافة الرياضية على ما هو كائن لصناعة ما يجب أن يكون في الصحافة الرياضية مستقبلًا حينما يتحول الطلاب إلى الحياة العملية وتهيئتهم لها». وتابع بالقول: «يأتي ذلك من خلال الربط بين الجانب النظري الذي قدمناه لهم في مقاعد الدراسة والجانب التطبيقي والعملي الذي سيخرجون به من هذه الزيارة، وكلنا أمل أن تكون مثل هذه المحاضرة التي استمتعنا بها رافدًا ودافعًا للمتخصصين في المجال الرياضي للتواجد والعمل في الإعلام الرياضي، وما استقبال القسم الرياضي بصحيفة «المدينة» لطلاب مقرر «الإعلام الرياضي» في جامعة أم القرى إلا نابع من مسؤولية تنموية مجتمعية قد أخذوها على عاتقهم للارتقاء بالإعلام الرياضي وفق الأسس والمبادئ العلمية». حضر الندوة الطلاب: نواف رداد المالكي، وعبدالمجيد سعود بصراوي، والمحاضر هاني حجازي، والمذيع عبدالعيز الفضلي، وخالد عبدالعزيز الشريف، وخالد إبراهيم علي المالح، وفيصل سمير فيصل المغربي، وأحمد حسن الشريف، ورامي أحمد سعد الغامدي، وحسن بسام غبرة، وزياد صالح ردة اللهيبي، وسلطان خماش السيد، وريان صالح الحربي.