قال مراقبون مصريون إن «عاصفة الحزم» كشفت تناقض المواقف الإيرانية أمام الرأي العام العالمي، مؤكدين لـ«عكاظ»، أن انحياز طهران إلى جانب الحوثيين فضح ادعاءاتها وعرى توجهاتها، وأشاروا إلى تورطها المباشر في دعم جرائم نظام اﻷسد ضد السوريين، في الوقت الذي تتباكى على الحوثيين الانقلابيين في اليمن. وأضاف رئيس المجلس المصري للشؤون للخارجية السفير محمد شاكر، أن هذا الموقف ليس غريبا ولا جديدا على السياسة الايرانية، مؤكدا أن طهران لن تسطيع أن تفرض سيطرتها على المنطقة في ظل التحالف الموجود حاليا، وتخطئ كثيرا لو ظنت أنها تستطيع التأثير على هذا التحالف بعدما عرى مواقفها أمام العالم. ولفت الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت مسلم إلى أن العملية العسكرية التي تقودها المملكة في اليمن بعثرت الأوراق الإيرانية، وبدت مواقف طهران مفضوحة ومكشوفة أمام الداخل والخارج، متهما إيران بالإصرار على التدخل في شؤون الدول العربية وزعزعة استقرارها حسب ما يحقق مصالحها وأطماعها حتى لو دفعها هذا اﻷمر إلى انتهاج معايير مزدوجة. وانتقد مساعد وزير الخارجية السابق السفير حسين ضرار، السياسات الايرانية الملتوية التي رغم انكشافها وتعريتها أمام العالم، لا تزال تواصل ممارساتها ونهجها القديم في السعي إلى الإضرار بالأمن القومي العربي والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وأضاف أن طهران تدعم ميليشيات متمردة ضد إرادة شعب ورئيس منتخب في اليمن، كما لا تتورع عن الوقوف ضد إرادة الشعب السوري أيضا وتدافع عن نظام منبوذ آيل للسقوط، مؤكدا أن هذه السياسات لن تنجح في النيل من عزيمة الشعوب سواء في اليمن أو سورية ولن تنجح في التأثير على التحالف العربي الذي نجح في أن يفرض على العالم احترامه. وأفاد الخبير العسكري اللواء رضا يعقوب، أن نظام ايران يمارس لعبة التناقضات في مواقفه السياسية في سوريا واليمن والعراق ولبنان، لافتا إلى أن تناقضات المواقف الايرانية تكشف بما لا يدع مجالا للشك ان طهران لا تحترم دول الجوار وتحاول بكل الطرق بسط نفوذها على المنطقة وهو ما تجلى فى احتلالها جزر الامارات، واستيلائها على منطقة الاحواز ومجاوزاتها كل حقوق الانسان للشعب العربي على هذه الارض. وأكد أن سياسيات ايران المتناقضة في المنطقة لا تخفى على أحد فهي تدعم بشار الاسد في فتكه بالشعب السوري في الوقت الذي تمول الحوثيين بالسلاح للوقوف ضد إرادة الشعب اليمني. ودعا إلى فضح ممارسات طهران في المنطقة ومواجهة اطماعها بكل السبل. واعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الخير، دعوة الرئيس الإيراني حسن روحاني التوقف عن العمليات العسكرية واللجوء إلى الحوار نوعا من المناورات التي تجيدها إيران لوقف ضرب الحوثيين، مستنكرا أن تكون طهران هي من تدعو إلى الحوار في حين يرفضه الحوثيون وعلي عبدالله صالح. واضاف ان سلوك طهران في دعم الاسد يناقض مواقفها في اليمن، وان هذا التناقض قد انكشف غطاؤه أمام الرأي العاوم العالمي. ووصف مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عبدالروؤف الريدي، مواقف ايران بالمتناقضة، وقال إذا كانت صادقة في دعوتها للحوار في اليمن فلابد ان تبدي حسن النوايا اولا بأن تتوقف عن أعمالها العسكرية في خليج عدن، وإرسال البوارج إلى باب المندب. وأكد أن مواقف إيران الدولية تسجل تناقضا كبيرا.