يقضي الموظف الحكومي في الخدمة الوظيفية سنواتٍ عديدة، يطمح بعدها إلى أن يخرج وقد قُدّرت هذه السنوات مادياً ومعنوياً بالشكل الذي ينعكس عليه بالرضا النفسي والاجتماعي والمادي والمعنوي في آن واحد. في كثير من المؤسسات الحكومية يُمنح الموظف مرتباً عن كل سنة من سنوات خدمته، تعادل راتب الدرجة التي يشغلها عند انتهاء خدمته، كمكافأة نهاية خدمة. أي أن من أمضى عشرين عاماً يمنح (20) مرتباً بمرتب الدرجة التي يشغلها، كمنسوبي التعليم العالي مثلاً. في قطاع التعليم العام مثلاً يمضي المعلم ٢٠ سنة كحد أدنى للتقاعد المبكر، أو ٤٠ سنة كحد أعلى أو بلوغ السن النظامية للتقاعد وفق الأنظمة المتبعة في وزارة الخدمة المدنية. بعد هذه السنوات السمان من البذل والعطاء تأتي مكافأة نهاية الخدمة مخيبةً للآمال؛ إذ يتقاضى المعلم كما جاء في المادة (10) من لائحة الوظائف التعليمية، ووفقاً لسلالم الخدمة المدنية، مكافأة نهاية الخدمة كما يأتي: (تصرف لشاغلي الوظائف التعليمية الخاضعة لهذه اللائحة والمحددة في المادة الأولى منها عند انتهاء الخدمة مكافأة عن كل سنة كاملة من سنوات الخدمة التي قضيت على إحدى تلك الوظائف، سواء قبل نفاذ هذه اللائحة أو بعد ذلك، وذلك وفقاً لما يأتي: 700 ريال لمن كانت خدمته 10 سنوات وأقل من 16 سنة. 1000 ريال لمن كانت خدمته 16 سنة وأقل من 21 سنة. 1500 ريال لمن كانت خدمته 21 سنة وأقل من 26 سنة. 2000 ريال لمن كانت خدمته 26 سنة وأقل من 31 سنة. 3000 ريال لمن كانت خدمته 31 سنة فأكثر). وبحساب مكافأة نهاية الخدمة للمعلم طيلة هذه السنوات يخرج الموظف الذي أمضى (٢٠) سنة بمبلغ ثلاثين ألف ريال فقط؛ ما يعني أنه يستحق مبلغ أربعة ريالات فقط عن كل يوم قضاه في الخدمة، وثمانية ريالات ونصف الريال لليوم الواحد لمن كانت خدمته تتجاوز (٣١) سنة. وباقتراحٍ بسيط يمكن لنا أن نرفع هذا المبلغ إلى مكافأةٍ مجزية، تساعد الموظف عند ترك الخدمة على أن يتحصل على مبلغ مجزٍ، يساعده على إكمال حياته ومتطلباتها، وذلك بخصم (٣٠) ثلاثين ريالاً مثلاً من مرتبه عن كل يوم عمل منذ بداية خدمته حتى نهايتها؛ ليكون الإجمالي قرابة (٢١٦٠٠٠) مئتين وستة عشر ألف ريال لمن أمضى (٢٠) عاماً، وهي الحد الأدنى للتقاعد المبكر، و(٤٣٢٠٠٠) وأربعمئة واثنين وثلاثين ألف ريال لمن أمضى كامل المدة، وهي الأربعون عاماً، تضاف إلى المكافأة المعتمدة حالياً في الخدمة المدنية. هذا الأمر بالتأكيد سينعكس إيجاباً على أداء الموظف خلال الخدمة، وسيكون مردوده أكثر إيجابية عليه بعد تركه للخدمة، وهو في كل الأحوال مستقطع من استحقاقه الشهري.