خلصت دراسة علمية إلى أن اختبارا بسيطا على التنفس يمكن أن يساعد في التنبؤ بما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الأمعاء أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة أم لا. وتعتمد الدراسة على كشف المركبات الكيميائية الموجودة في الزفير، في محاولة لتمييز «بصمة النفس» في الأشخاص الذين قد تحدث لهم تغيرات خطيرة قبل الإصابة بالسرطان، حسب موقع «بي بي سي» البريطانية. ويقول خبراء إن نتائج هذه الدراسة، إذا ما تأكدت في التجارب الأكبر، ستساعد في تحديد الأشخاص الذين على وشك الإصابة بالسرطان، وبذلك يمكن علاجهم في وقت مبكر. لكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للتحقق من صحة الاختبار، الذي نشرت تفاصيله في مجلة «غت» (Gut). ويصيب سرطان المعدة نحو 7300 شخص كل عام في بريطانيا. ويُشخص المرض في معظم الدول الغربية في وقت متأخر عندما تتضاءل فرص البقاء على قيد الحياة، ويرجع ذلك بصورة جزئية إلى أن الأعراض – مثل عسر الهضم والشعور بالألم – يمكن أن تشخص بصورة خاطئة على أنها أعراض لأمراض أخرى. ويعتقد العلماء أن الكشف المبكر قد يساعد في التشخيص. ويعتمد الاختبار الجديد على أبحاث أجريت في وقت سابق في إسرائيل ولاتفيا والصين. ويعتمد الاختبار على فكرة أن الأشخاص الذين يعانون من السرطان قد تكون لهم «بصمات تنفس فريدة من نوعها» تحتوي على مركبات كيميائية صغيرة لا توجد في زفير الأشخاص الذين لا يعانون من المرض. ودرس الباحثون عينات الزفير لـ145 مريضا، كان من بينهم نحو 30 شخصا معروفا إصابتهم بالفعل بسرطان المعدة. أما الباقون فجرى فحصهم بسبب ظهور أعراض تدعو للقلق عليهم. ولم يكونوا مصابين بالسرطان لكن كانت لدى بعضهم تغييرات مثيرة للقلق يطلق عليها الأطباء اسم «ما قبل سرطانية»، والتي يمكن أن تتطور إلى أورام خبيثة. وأجرى العلماء الاختبار وفقا لعدد من السيناريوهات المختلفة، ونجحوا إلى حد ما في التمييز بين العينات السرطانية وغير السرطانية. وحقق الاختبار نجاحا في تحديد التغيرات قبل السرطانية المقلقة، والتي تزيد احتمالات تطورها إلى مرض السرطان. ومع ذلك، لم يكن الاختبار دقيقا في كل حالة، إذ جرى تشخيص البعض بصورة خاطئة على أنهم معرضون بشكل كبير للإصابة بالمرض. ويقول العلماء إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل قبل أن يصبح هذا الاختبار جاهزا للاستخدام في العيادات الطبية. وتقول إيما سميث، من معهد أبحاث السرطان في بريطانيا «تشخيص السرطان في مراحله المبكرة يقدم للمرضى أفضل فرصة لنجاح العلاج، لذا فإن الأبحاث من هذا القبيل تساعد في إنقاذ الأرواح». وأضافت «لكن يتعين علينا أن نتأكد من أن الاختبار حساس ودقيق بما يكفي لاستخدامه على نطاق أوسع». وتجرى الآن أبحاث في أوروبا يشارك فيها آلاف المرضى.