احتفلت الملحقية الثقافية في بريطانيا بطلابها المبتعثين بإقامة حفل التخرج الخامس لعام 2015 برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف سفير خادم الحرمين في بريطانيا وإيرلندا، وسبق يوم الحفل «يوم المهنة» الذي شارك فيه العديد من الجهات الحكومية والخاصة ولكن منذ رحل الملحق الثقافي ببريطانيا الدكتور غازي المكي عن الملحقية، أصبح حفل التخرج السنوي الذي تقيمه الملحقية السعودية ببريطانيا لطلابها المبتعثين في تخبط وسوء تنظيم من سنة إلى أخرى، ففي السابق كانت الملحقية تقوم بحجز الفنادق وتوفير حضانات خاصة لأطفال المبتعثين، ولكن منذ قدوم الملحق الثقافي الجديد الدكتور فيصل أبا الخيل فوجئنا بأن الملحقية أخلت مسؤوليتها من حجز الفنادق وعدم توفير حضانات لأبناء الخريجين، وذلك ما أدى إلى تذمر الكثيرين. وفي ظل عدم اهتمام الملحقية يكون السؤال: هل المبتعثون ممن لديهم أطفال، ليس لهم الحق في الاشتراك في الحفل أم إنه ليس لذويهم الحق في أن يشاركوهم فرحتهم، ألم يخطر في بال المسؤولين عن الحفل أن هناك من مرافقي المبتعثين من ألحقوا بالبعثة وقد يكونون أيضا مشاركين في الحفل مع المبتعث الأساسي فما هو مصير الأبناء إذا كان ذووهم متخرجين ومشاركين في حفل التخرج، أليسوا طلابا كغيرهم تغربوا عن الوطن ليحصلوا على شهادات عليا في تخصصات مختلفة تفيد الوطن وترتقي به؟ أليسوا طلابا سهروا وبذلوا الوقت والجهد كغيرهم من المبتعثين؟ بل أكاد أجزم بأنهم بذلوا أكثر من غيرهم، فلماذا لا نجد أي اهتمام بهم وبأبنائهم؟ أما عن حجز الفنادق فحدث ولا حرج! فالطالب الأعزب أو المتزوج يتكبد مصاريف سفره إلى مكان الحفل بالإضافة إلى مصاريف السكن، وكل ذلك في ظل راتبه الشهري الذي تظن الوزارة أنه يفيض عن حاجة المبتعث، وأنه أكثر بكثير من حاجته، وفي المقابل تقوم الملحقية بتعويض الطالب ببدل السكن 200 باوند بالإضافة إلى تعويض عن تذاكر القطار أو الطيران، ولكن هل جميع الطلاب لديهم القدرة على تحمل تلك المصاريف؟ نحن نقدر أن ذلك مكلف ولكن ألا يستحق الطالب أن تبذل له الأموال فقط في يومين من كل عام؟ ألا تستطيع الملحقية تحمل السكن منذ اللحظة التي يسجل فيها الطالب حضوره للحفل فتقل المصاريف التي يتكبدها يوم المهنة، ففي يوم المهنة الذي يوافق اليوم الذي يسبق يوم الحفل وجدت أن أغلبية الموجودين لديهم أطفال وأن صراخ الأطفال وبكاءهم يملأ المكان حتى ظننت أننا في مكان ترفيهي وليس مكانا من المفروض أن يكون فرصة للمبتعثين لتحديد مستقبلهم الوظيفي، فطغى على المكان أطفال يلعبون وآباء وأمهات انشغلوا بأبنائهم أكثر من انشغالهم بالتقدم للوظائف المتاحة من قبل الوزارات والجامعات والشركات المشاركة في هذا اليوم، فهل هذا هو الهدف من يوم المهنة! كان عدد الجهات المشاركة كبيرا ولم يفاجأ الطلاب بأن أغلبية الجهات المشاركة اقتصرت مشاركتها على كلمة «التقديم عبر موقع الجهة»، فهم تكبدوا عناء المشاركة والحضور من المملكة إلى الحفل وتكبد العديد من الطلاب الحضور إلى يوم المهنة، مع العلم أن الكثير منهم لن يشارك في الحفل، كل تلك المشقة لإبلاغهم بأن التقديم عن طريق الموقع ومن جهة أخرى وجدنا جهات أخرى قامت بمقابلات شخصية واستلام أوراق من الطلاب ولكنها كانت جهات محدودة وليس كما توقعناها. كطلاب مغتربين نحن نصارع الحياة في بلد الابتعاث، ونجد أن هذا الحفل ليس إلا تقديرا لمجهود سنوات قضيناها مغتربين نحاول جاهدين تحقيق هدف أسمى من أن يكون شهادة نحصل عليها، بل هدفنا أن نكون قادة للتنمية بكل مجالاتها في وطننا الذي نفخر به، وأن نكون أهم أسباب تطوره وتقدمه. فهل نستحق هذه المعاملة وقلة الاهتمام من أناس وظيفتهم الأساسية تسهيل أمورنا؟