×
محافظة المنطقة الشرقية

دراسة أوضاع مدارس السجون بالرس

صورة الخبر

قبل أيام كنتُ حاضراً لمشهد حزين، فيه يحاول أحد ذوي الاحتياجات الخاصة الدخول بكُرسيه المتحرك لأحد البنوك، ولكن محاولاته باءت بالفشل؛ لفقدان المبنى لمَسَارِ خاص؛ فلم يُنجِده حينها إلا حَمْل بعض الرجال له ولكرسيه!! ذاك المشهد يؤكد أن أكثر من «750 ألف معاق في السعودية» جُلّهم يعاني من العَيش في عزلة حقيقية عن المجتمع! فحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة أو المُعاقين على اختلاف ما يعانون من إعاقة (حركية أو سمعية أو بصرية) تبدو حتى الآن غير واضحة، أو لا يتمّ التعامل معها باعتبارها واجبًا لابد أن تُنَفّذ أنظمته، لتتحوّل إلى عمل مؤسسي يُؤمِن به المجتمع، ويمارسه يومياً! فما يظهر على السطح بين حِينٍ وآخَر من فعاليات وبرامج ذات طابعين؛ فهي إما أن تكون اجتهادات من بعض الأفراد أو من قلة متميزة من المسؤولين عن الجمعيات المتخصصة، أو هي للبحث عن الحضور الإعلامي!! وبالتالي فَذوو الإعاقة أو لنقل أغلبهم غائبون عن المشهد ودائرة الاهتمام فحتى الآن (معظم الطرق والأرصفة والميادين والحدائق ومداخل البِنايات والجامعات والمدارس والمقَارّ الحكومية والخاصة) ليس لديها أدنى اهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة!! أيضاً الفعاليات المنبرية والثقافية والإعلامية فهي تتجاهل ذوي الإعاقتين السمعية والبصرية؛ لعدم نقلها بلغة الإشارات، وطباعة منشوراتها برموز (بِرايل المحفورة).. علماً بأن الأنظمة والقرارات الحكومية التي بعضها صادر من مجلس الوزراء قد كَفَلَت (46 حقاً) للمعاقين ودعماً في شتى المجالات، ولكن كعادتنا تَحْضر القوانين، ويغيب التطبيق الجادّ والكامِل! لقد حان وقت متابعة وزارة الشؤون الاجتماعية ولجان حقوق الإنسان لتحويل تلك الأنظمة لواقع ملموس يتفاعل معه المجتمع أفراداً ومؤسسات! فكم أتمنى أن نشهد قريباً بيئة صديقة للمعاق، وأن نرى خُطَب الجمعة في المساجد أو بعضها في كل مدينة وقد رافقتها ترجمة بلغة الإشارة، وأن تأتي مبادرات من الصحف ووسائل الإعلام في هذا الميدان! أخيراً.. اليوم الأربعاء ينظم مركز جمعية الأطفال المعاقين في عسير ملتقاه الرابع لتوظيف من كان قدرهم الإعاقة؛ فشكراً للقائمين عليه ولمديره الدكتور صالح الحمادي على هذه المبادرة الرائعة، ولكن آمل منهم أن ينتبهوا إلى أن بعض القطاعات الخاصة قد تستغل توظيف المُعَاق شكلاً، للقفز على نقاط (نِطَاقَات) باعتبار إلحاق المعاق بالعمل يعادل أربعة من غيره!. aaljamili@yahoo.com