يسجل اليمنيون أساطير بطولة وتضحية وجسارة في كل يوم بوجه خصم غاشم يسعى لمصالح شخصية ويخدم أجندة أجنبية على حساب أبناء الشعب اليمني . وقدم الجنوب نماذج من أبرز بطولات المقاومة بأسلحة محدودة وبمجموعات فردية تفتقر إلى التدريب والإعداد ولكنها تتمتع بالشجاعة والذكاء . وتمثل عدن الواقعة على ساحل خليج يسمى باسمها والتي اتسمت بالهدوء والسكينة وتألمت لسنين طويلة في ظل حكم ظالم لعلي عبد الله صالح (عفاش ) وزبانيته ، تمثل هذه المدينة نموذجاً ورمزاً بطولياً للمقاومة والصمود في وجه خصم مدجج بالسلاح ، ووقفت ببطولة فائقة تحارب بدون قيادة ولا تدريب وبافتقار شديد للأسلحة الثقيلة ، بوجه قوات من خارج المنطقة بأسلحتها الثقيلة كان جزء منها يعيش بين أبناء عدن كخلايا نائمة زرعها الحوثيون وحليفهم المعزول وأعدهم ونظمهم مدربون من حزب الله اللبناني وأشرف عليهم قادة من الحرس الثوري الإيراني . وهي قصة تكررت في أكثر من مكان على مساحة اليمن التي ابتليت بأحلام توسع الإمبراطورية الفارسية ورغبة الانتهازي المخلوع الانتقام من أبناء اليمن الذين عزلوه وتخلوا عنه . وسقط المئات من الشهداء في مختلف أنحاء البلاد وقدم أهل عدن جزءاً لا يستهان به من الشهداء نذكر منهم فهد السقاف وعمرو مرشد وأمير كوشب وسليم الباخشي وسعيد الزهري وصدام الرقيمي والشهيدة سالي محمد اللحجي ... وهناك كثيرون آخرون يستحقون الإشادة ببطولاتهم ممن استشهدوا وممن يناضلون الآن . وسوف يسجل التاريخ قوائم ، ستكون للأسف طويلة ، بهم ومنهم أسرة واحدة قدمت ثلاثة شهداء من أبنائها حيث فقدت ولدها حسين محمد عبد الكريم اليافعي ثم استشهد والده محمد وعمه أحمد عبد الكريم اليافعي . وقام العدنيون بتنظيم أعمال الإغاثة لإخوتهم عبر شبكات أقاموها وهذا نموذج لإعلان إحدى هذه الشبكات وتقول فيه : « تعلن شبكة عدن معاً نحميها .. بأن على جميع الأسر النازحة سواء إلى المدارس أو عند أقاربها ، التواصل مع الشبكة لتقديم يد المساعدة بما هو متاح لدينا وذلك على الأرقام التالية ( وتذكر أرقاماً بعد كل اسم ) : إيهاب باوزير – رئيس الشبكة ، ضياء المحودق - مسئول العمليات ، رنا علي – منسق الإغاثة بعدن ، د / علوي عيدان – منسق الإغاثة بلحج « هذه البطولات من شهداء ونشطاء إغاثة تتكرر على مستوى اليمن بكامله لأن الحوثيين وبمشاركة الانتهازي المخلوع علي عبد الله صالح قرروا أن يفرغوا الدولة من كل مقدراتها ، وتتولى عصاباتهم قتل المواطنين بالدبابات والمدفعية والقناصة والتفجيرات خدمة لامبراطورية فارسية لن تعود إطلاقاً . فألا يخجل خامنئي من دعم هدم اليمن بعصابات علي عبد الله صالح والحوثيين بمساندة الحرس الثوري وحزب الله اللبناني .وألا يردع حسن نصر الله نفسه عن مواصلة خدمة المخطط الفارسي على حساب العرب والإسلام الذي يدعي الانتماء اليهما ؟. « عاصفة الحزم « مظلة لتأمين اليمن لأبنائها ولمنع إيران من تحويلها إلى مستعمرة عربية أخرى لها . واليمنيون الذين يستشهدون كل يوم بفعل عدوان الحوثيين وعفاش يؤكدون رفضهم للهيمنة الإيرانية . ولن تتوقف هذه العاصفة حتى يسحب الإيرانيون مرتزقتهم من اليمن ويأمروا صنيعتهم ( الحوثي ) العودة إلى طاولة الحوار ، ولكن هذه المرة بعد أن يضع ســلاحــه ويكون على قدر حجمه الفعلي . adnanksalah@yahoo.com