×
محافظة المنطقة الشرقية

الترمس...الحل الآمن لبشرتك!

صورة الخبر

الدمام الشرق عرضت جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مساء أمس الأول الأحد، مونودراما «بارانويا»، على مسرح الدسمة، وهي من تأليف عباس الحايك، وإخراج ياسر الحسن، وتمثيل حسن العلي، الذي استهل العرض بثلاث دقات على خشبة المسرح، وبصوت آت من شخصية متسلطة تردد «هذا المكان ليس للراحة، إنه مكان للعمل»، يقابلها موظف يمثل شخصية مغلوبة على أمرها لا تقوى على عمل أي شيء في التصدى لهذا المدير. يتناول العمل ثيمة التسلط، وهذا يتجسد في تسلط الزوج على زوجته وأبنائه، أو تسلط المعلم على الطالب، أو تسلط الأخ على أخيه، أو الصديق على صديقه، أو المدير في العمل على الموظفين، أو الحاكم على شعبه. يكلم الموظف نفسه، في حوار أحادي، متسائلاً: «لماذا لا تخرج الكلمات بسهولة حينما أنظر إليه»، كما يلقي اللوم على الظروف التي منعته من استكمال دراسته الجامعية، فعمل لدى المدير الحقير، فلو كان طبيباً نفسانياً لخرجت الكلمات بسهولة وأصبح قادراً على المواجهة. يتوهم الموظف أنه قد طلب مقابلة المدير من أجل أمر مهم، على الرغم من معرفته بأنه عاجز عن تلك المواجهة، حيث لا يستطيع النظر في عينيه، فشيء ما يمنع ظهور شجاعته، كما لا يستطيع النوم بسبب مجموعة الأفكار التي تنتابه بين فينة وأخرى. كما يرى الموظف المغلوب على أمره، أن الأمر المهم يخصه، عن علاقة الرئيس والمرؤوس، بيد أن الأول يريد أن تستمر هذه العلاقة خارج إطار الوظيفة. وقدمت الندوة التطبيقية للعرض الذي أداره المسرحي نايف البقمي، بحضور المخرج والمؤلف والممثل، مبتدئا بمداخلة من الفنان التشكيلي عدنان الصالح، الذي أشاد بعنصر التمثيل في المسرحية للفنان حسن العلي وبتحركاته الواعية على خشبة المسرح، متمنيا لو اختزلت الفكرة وكثفت المشاهد ليتلافى فريق العمل الملل. وطرح المخرج عبد الله الرويشد مجموعة من التساؤلات واستهل حديثه قائلا «لكل عرض إيجابيات وسلبيات» متوقفا عند نقطتين أولاهما: كيف نسج الكاتب شبكة العلاقات التي وجدناها على المسرح من خلال المزج بين ثلاث شخصيات، والسؤال الثاني: متعلق باستغلال الفضاء المسرحي واعتماد المخرج على قطعة اكسسوار واحدة. وأجاب الحايك أن النص حمل جزءا من علاقته الشخصية مع مديره وقال «تلك العلاقة التي يشوبها شيء من الالتباس، وهذا الأمر لدى كثير من الناس. ولعل وجهة نظر المدير ومبرراته تدفعه في بعض الأوقات إلى التعامل بهذا الأسلوب مع الموظفين، لاشك أنني لست الشخص المعقد الذي شاهدتموه على المسرح، ولكني اخترت فكرة العلاقة بين المدير والموظف التي مررت بها شخصيا لتكون مدخلا إلى هذا العمل، مضيفا أن كثيرا من الناس يأخذون مشكلاتهم النفسية إلى المنزل. وبعضهم يتعايش مع هذه المشكلات لسنوات «مشيرا إلى أن الشخصية الواحدة هي التي كانت مهيمنة على الخشبة وتفرع منها بعض الشخصيات، لافتا إلى أن هذا هو نصه الأول في فن المونودراما. وقال المخرج ياسر الحسن «أريد التوقف هنا عند التحدي الذي خاضه الممثل العلي، الذي تولى التدرب على الدور منذ 10 أيام فقط. وأعتقد أنه نجح في هذا الاختبار الصعب خصوصا أنه وقع تحت ضغط المقارنة مع من سبقه في أداء الشخصية، مستبعدا الحسن الموسيقي في العرض لرغبته في استغلال صوت الممثل والإيقاع الداخلي والخارجي، معتبرا الموسيقى كمؤثر خارجي مساعد للممثل، ومشيرا إلى أنه تخلى عن كثير من الاكسسوارات، معتمدا على العصا فقط لتوظيفها في مواضع عدة، وأكد أن الإضاءة كانت معبرة عن حالة الحزن الحتمية التي عاشتها الشخصية.