الإثارة في دوري الدرجة الأولى لا تختلف عن تلك الأخرى التي نتعايش معها دائما في دوري الكبار. ـ ففي هذا الدوري الذي غالبا ما نظلمه (بالتجاهل) تأتي الأشياء الجميلة في منافساته القوية لتبرهن مدى ما يحمله هذا الدوري من صور الجمال التي تبدأ من عمق الميدان فتصل عمق المدرجات فتثبت لنا حقيقة تلك الفرق التي لا تملك ما يملكه الكبار إلا أنها تملك ما هو ضرورة في لعبة كرة القدم ووسائل تفوقها. ـ بالأمس تابعت لقاء الوحدة والنهضة والرياض والقادسية وسألت عن وضع الاتفاق وخرجت بما يؤكد لي بأن ما يحدث في هذا الدوري هو دعامة أخرى لتطوير كرتنا وإبراز النجوم اللامعة في ميادينها. ـ الاتفاق الذي يحمل الكثير من التاريخ والكثير من البطولات هبط وحل ضيفاً على هذا (الدوري) لكنه أخفق في العودة ليس لكونه الأضعف بل لكون الذين معه أقوياء وهذا بالطبع ما ينصف مسابقة والنهضة كانت في الصدارة وقبل أن يسدل الستار بجولة أصبح ثالثا وكل هذه المتغيرات التي تأتي في سياق المستويات والنتائج والطموحات كفيلة بأن تقدم لنا الانطباع عن مدى هذا الدوري وقوته وشراسة النزالات في جولاته. ـ وإذا ما كان الحديث هنا عن دوري الدرجة الأولى الذي أرغمنا لمتابعة أحداثه فالجميل الأروع رأيته ماثلا في حضور فرسان مكة الذي هزموا المتصدر برباعية واقتربوا كثيرا من حمل بطاقة التأهل. ـ الوحدة فريق رائع .. تفوق فنياً حتى أصبح قاب قوسين أو أدنى من الصعود لدروي الكبار بل إن تلك المشاهد التي برهن بها أعضاء شرفه وجماهيره العريضة في بناء الصف الواحد المتحد تمثل كذلك نقلة نوعية غابت عن هذا الفريق التاريخي طويلا لكنها حين عادت بدأنا بالفعل نتفاءل أكثر بالمستقبل، أعني مستقبل الوحدة ومستقبل استعادة بريق التاريخ المفقود. ـ بالطبع المهمة لم تنته بعد واللقاء القادم أمام الباطن صعب وحاسم وعلى الوحداويين أن يكللوا جهود الموسم بالفوز على اعتبار أن الفوز في هذا اللقاء هو طريقهم لدوري الكبار، أما الخسارة إن تحققت فمعنى ذلك أن الفريق سيعود إلى المربع الأول وهذا ما لا نتمناه . ـ ختاماً .. المقدر الذي يرغب في أن يبني له مجدا في مجال الرياضة أنصحه (بالوحدة). ـ هذا الفريق قد يصل سريعا إلى قمة القمم ولكن شريطة أن يتم تحجيم (المخربين) في أركانه. ـ تذكروا عبيد الدوسري .. أسامة هوساوي .. ناصر الشمراني .. كامل الموسى .. المحياني وغيرهم كثر وتذكروا أن الكيان الوحداوي يفرز أبرز النجوم وأفضلهم.. وسلامتكم.