< باتت اللوحات الزرقاء على الطرق المؤدية إلى المنافذ والشريط الحدودي في جازان (جنوب السعودية) بمثابة العداد التنازلي للوصول إلى «خط النار» في عاصفة الحزم، فمشاهدة النيران تكون «أقرب» كلما تناقصت أرقام «الكيلومترات» الملونة بـ«الأبيض» فوق اللوحات الطولية المصبوغة بـ«الأزرق» وتحمل الاختصار «كم»، وهو عرف في مصطلحات النقل والمواصلات عالمياً للمسافات المتبقية بنظام «الكيلومترات». وفيما تحدد «كم» المسافات المكانية التي تفصل عابري الطرق الحدودية ومرامي المدافع وقذائف الهاون في أيام وليالي «عاصفة الحزم»، فإن رائحة البارود تزكم «الأنوف» كلما اقترب العابرون من «خط النار» على الجانبين السعودي واليمني. وكلما وصلت الأرقام «الملتهبة» إلى «الخانة الواحدة» في اللوحات العملاقة على امتداد الطرق المتجهة إلى المحافظات والقرى الحدودية السعودية، تكون المنطقة «أسخن» أمنياً و«أقرب» جغرافيا إلى اليمن، إذ تهب رياح عاصفة الحزم فوق رؤوس الحوثيين، وخصوصاً في المناطق الشمالية، التي تنتشر فيها الميليشيات الحوثية وتتخذ منها مناطق تسلل وتجاوز للحدود الرسمية بين البلدين، وإطلاق النار تجاه رجال حرس الحدود السعوديين. الطرق «المعبدة» لخدمة المركبات «المدنية» في الغالب، باتت مثل شريان لا يتوقف نبضه، والمركبات العسكرية تتدفق عبرها، كي تقوم بمهماتها في عاصفة الحزم. الخوبة «7 كم»، الحرث «6 كم»، صامطة «42 كم»، الطوال «14كم»، أسماء مناطق حدودية تصطف مسمياتها المكتوبة باللغتين العربية والإنكليزية جنباً إلى جنب مع الأرقام الفاصلة بينها وبين «خط النار» على عشرات اللوحات الممتدة من المحافظات الحدودية وحتى نهاية الحدود السعودية جنوباً، أو ما يعرف اليوم بـ«خط النار» في «عاصفة الحزم»، إلا أن هذه المناطق باتت طرقها أكثر قرباً من خطورة الأحداث التي انطلقت في الـ25 من آذار مارس الماضي بمسمى «عاصفة الحزم». الطرق التي كانت تدفع ببوصلة الحركة المرورية في كل الاتجاهات الأربع قبل الـ 25 من مارس الماضي، أصبحت بوصلتها من ساعة «الصفر» لا تعرف سوى اتجاهاً «واحداً»، بفعل «عاصفة الحزم» المتجهة من وسط وشرق الخليج نحو «جنوبه» لتلهب بـ«الحزم والقوة» مراقد الحوثيين وتقتلع إرهابهم «الممول» من جذوره ومخابئه المصنوعة بأيد أجنبية.