يقف رجال حرس الحدود البواسل كالصقور على الحدود الجنوبية للمملكة في تناغم كبير مع رجال القوات المسلحة الأشاوس في خندق واحد، وعلى «خط النار» نصبت القناصة والمراقبة والرصد في وضع الاستعداد فيما يقف الجنود بالرشاش والأر بي جي لرصد أي حالات تسلل. ورصدت جولة «المدينة» تسارع الأحداث في الشريط الحدودي منذ انطلاق عاصفة الحزم بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حيث الدفاع ببسالة واستشهاد وإصابات وتعزيز القوات، فكان لزامًا الوقوف على الشريط الحدودي الباسل.. إذ ترتبط منطقة عسير بحدود برية مع الجمهورية اليمنية تبلغ نحو 84كم ورغم أنها مسافة بسيطة بالنسبة للشريط الحدودي بين البلدين والذي يبلغ نحو 1500كم إلا أن هذه المسافة القليلة تشكل صعوبة بالغة إذا ما نظرنا إلى تضاريس المنطقة ووعورة مسالكها وجبالها الشاهقة ومنحدراتها الشديدة. وتأتي محافظة ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير التي تبعد عن مدينة أبها نحو 130كم كمحافظة حدودية وتعتبر من أقرب نقطة حدود سعودية لليمن، ويوجد بها منفذ حدودي دولي هو منفذ (علب) والذي يبعد عن المحافظة نحو 15كم ويتبع للمحافظة عدد من المركز الإدارية، وهي مدينة حالمة تشهد تطورًا ملفتًا بعد بضع كيلو مترات اختفت المدينة وأصبحت تطوقنا الجبال من كل اتجاه بدأت ساعة الصفر، المرافقون معنا من ضباط حرس الحدود تأكدوا من ارتداء الجميع السترة الواقية ضد الرصاص وخوذة الرأس إننا على خط المواجهة. السيارات المصفحة بعد استشهاد رئيس مركز حرس الحدود بالربوعة رئيس رقباء عبدالرزاق الغامدي ومرافقه الجندي محمد أحمد مقرحي القحطاني قبل نحو عام إثر تلقيهم رصاصًا غادرًا من مجهولين اثناءقيامهما بدورية لمراقبة الشريط الحدودي بمركز الربوعةقررت المديرية العامة لحرس الحدود توفير دوريات مصفحة، ضد الرصاص وتعمل على حماية الضباط وألأفراد على الشريط الحدودي بعد الله فهي ذات متانة ولا تكاد أن تغلق الباب من ثقله وقوته ولا تستطيع فتح النوافذ الا من خلال ثقب دائري وسط النافدة يفتح لدخول الهواء أو القنص كما تحمل بعض المركبات المصفحة الكاميرات الحرارية الثابتة حيث تحرج الكاميرات من خلال فتحة في السقف ومن ثم يتم الرصد من خلالها لأي تحركات والتصدي لها على الفور أو الإبلاغ عن تلك التحركات للمرابطين في الخنادق والكمائن لتتعامل مع الهدف. تأمينًا لوفد «المدينة»من قبل ضباط حرس الحدود صعدنا تلك المركبات المصفحة لاكتشافها ومعرفة مزاياها وقدراتها على المناورة ومواجهة العدو، وغادرنا قيادة حرس الحدود بظهران الجنوب وأخذنا طريقنا للشريط الحدودي. طبيعة الجبل والسهل سلكنا طريقًا معبدًا يمر وسط سلسلة جبلية قاسية منحدرات خطيرة .أحيانًا نكون في مرمى النيران وأخرى نكون في أعلى نقطة . سلسلة جبلية ذات صخور صماء صلداء تحتاج إلى القيادة المحنكة ومعرفة الطريق والتركيز المستمر طول السير. لاحظنا رجال الحدود البواسل في خنادقهم وكمائنهم وقد اكتست وجوههم سمرة وجلادة تلك الجبال بفعل الشمس الحارقة، إنهم جنود بواسل لحماية حدود هذا الوطن الغالي. عقيدة رجال حرس الحدود بثبات منقطع النظير تشاهد رجال حرس الحدود منتشرين في عدة مواقع يراقبون ويتأهبون و يرصدون في نقاط ثابتة وأخرى متحركة جميعهم يحمل بين جنبيه توجيه المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما قال في الحديث الشريف «عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله» الجميع أخذ هذا الحديث منهجًا وسلوكًا وتعليمًا في ساحات المواجهة، ويقولون هذا الشرف لا ينال إلا بالتضحية في سبيل الله ثم الذود عن حدود الوطن ومقدساته ومهما بذلنا فهو مهر رخيص لنيل هذا الشرف. قائد قطاع حرس الحدود بظهران الجنوب المقدم خميس الزهراني يقول: «جميع العاملين في القطاع من ضباط وجنود على أهبة الاستعداد لمواجهة أي خطر قد يمس الحدود منذ انطلاق عاصفة الحزم، الكل يريد الخطوط الأمامية للمواجهة ويريدون إرواء تراب الأرض الطاهر بدمائهم الزكية والكل يبحث عن الشهادة من أجل الدين والوطن والدفاع عن المقدسات التى حبانا الله بجوارها وخدمتها، فمليكنا تشرف بلقب خادم الحرمين الشريفين ونحن نذرنا أرواحنا من أجل حفظ مقدساتنا وتراب وطننا الغالي. النمور يمتطون جبل النمر تجولنا على المناطق المتآخمة حيث كانت الحياة تسير بشكل طبيعي في ظل تمركز رجال حرس الحدود في الموقع الأمامية و على جوانب الطريق وفي المرتفعات والسهول، حيث يسكن الهدوء النهار وعندما يرخي ستاره ويحل ظلام الليل تبدأ المواجهات ومحاولات التسلل أو التقدم ولكن هيهات فالرجال البواسل لهم بالمرصاد و بغضب الرد الموجع ومعهم رجال القوات المسلحة الذين يتقدمون في بعض المواقع بالمدفعية الأرضية والمدرعات المجنزرة وفي مواقع أخرى يتقدم رجال حرس الحدود حسب الخطط التكتيكية . خندق واحد وصلنا إلى جبل النمر الذي اكتست صخوره باللون الأحمر الجرانيتي. وقمة جبل النمرتطل مباشرة على قرية «المندبة» اليمنية والذي يعتبر منفذ الحدود اليمنية للسعودية وقاصدي الحج والعمرة وكانت تسيطر عليه المليشيات الحوثية في الجانب اليمني ولكنها بدت خالية ممن يحاولون اختراق الحدود بتصدى رجالنا البواسل لهم، وفي قمة جبل النمر انصهر التناغم بين قوات حرس الحدود والقوات العسكرية من الجيش السعودي الجميع في خندق واحد رجل بالقوات المسلحة يقنص بسلاح حديث متطور، وآخر يراقب ويرصد التحركات وثالث يداه في وضع الاستعداد لإمطار العدو بالسلاح الرشاش عيار 50ملم ورابع قد وضع قذيفة الار بي جي على كتفه موجهها صوب مناطق قدوم العدو والجميع على خط مواجهة نار تشتعل في وجه الأعداء. فوارغ الطلقات تحت أقدام الجندي الباسل الواقف على المدفع الرشاش تنبئك فوارغ الطلقات عن حجم المواجهة مع العصابات الحوثية على الحدود في الليل وكيف تتصدى لها القوات السعودية فهم يذودون عن تراب هذا الوطن بكل بسالة واقتدار وبدت السيطرة الكاملة على الحدود. وهذا ماأكده قائد حرس الحدود بمنطقة عسير اللواء سفر بن أحمد الغامدي الذي قال أن الحدود السعودية آمنة ومعززة ولله الحمد وحدودنا يسيطر عليها بالكامل رجال حرس الحدود وهم بفضل الله قادرون على صد أي اعتداء من خلال ما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين لقطاع حرس الحدود من تجهيزات ومنظومات تقنية عالية وسلاح متطور وآليات تتعامل بكل اقتدار مع كل من يحاول المساس بشبر من أرض الوطن. المزيد من الصور :