مع ارتفاع تكاليف المعاينة وأخذ المواعيد المسبقة في المجمعات الطبية الأهلية، أرى عددا كبيرا من الناس يفضلون الذهاب إليها. واستنتجتُ - وهو استنتاج غير موثق - أن أكثر المراجعين يفضلون الجلوس والانتظار في ردهات نظيفة جيدة التكييف والتهوية والأثاث، ونادرة العمالة وانتظار الممرضة لتصحبهم إلى الكشف الأولي (الحرارة والضغط والوزن) ثم الانتظار قليلا ليُنادوا باسمه بالدخول على الطبيب أو الاستشاري، وتصحبه الممرضه حتى يأخذ مكانه عند الطبيب. ويكون الفحص الأولي أمامه إما ورقيّا أو حاسوبيا. ناهيك عن دورات مياه نظيفة فيها من الورق الصحي الكثير والمُعقمات الوفيرة. وعلى عكس بعض المستوصفات، التي يزدحم الناس (أكثرهم عمال وافدون) على حساب التأمين الصحي، على كاونتر الاستقبال (وأنت وحظك وقدرتك على تحمل المزاحمة). مع أننا بدأنا بمشاهدة أعمال تُبشّر بالخير وبالنظرة إلى الإنسان بعين الاحترام وأيضا الهدوء. فقد ذهبتُ الأسبوع الماضى إلى جوازات الرياض لأطلب جواز سفر جديدا، وكنت قد أجريت الطلب بالحاسوب وسددتُ المطلوب. وجدتُ هدوءا كاملا لدرجة أنني لم أتحدث مع مخلوق، بل انتظرت على تلك الكراسى المرتبة والنظيفة في قسم السعوديين، بعد أن أخذتُ رقما، وبعد عشر دقائق فقط نوديَ عليّ وسلمونى جواز السفر، وأعجبتني حالة هدوء المراجعين. أقول إن علم الإدارة وضع على قائمة أولوياته أمورا لا يمكن أن للدائرة أن تتفوّق إلا بها. ووضعها (أقصد علم الإدارة) ضمن مقوّمات المهارات العملية وهنّ (أ) الحكمة والمنطق في التعامل.. (ب) نظافة البيئة.. (ج) أخذ الملاحظة من المراجع برحابة صدر. من هنا رأينا الكثير من مكاتب القطاع الخاص رأى أن التفوق على منافسِهِ يكون بسرعة إذا طبق كل أو بعض تلك المتطلبات. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net