حرب الحوثيين وإعادة اليمن إلى أبنائه وإلى منظومته العربية لم تكن خياراً. كانت أمراً لابد منه، لاستعادة اليمن واستنهاض الكرامة العربية، التي يبدو أن إيران بفارسيتها المقيتة قد تقازمت أصحاب تلك الكرامة، ورأت أن استباحة وجودهم وتاريخهم وحقوقهم أصبحت من السهولة بمكان لها ولعصاباتها التي زرعتها في قلب الأمة العربية. الحرب بدأت، وهي شر لابد منه، وماسنخسره ونتحمله بشرياً ومادياً أهون بلاشك من سيطرة إيران، من خلال ذراعها الحوثي، على اليمن. وما السعادة التي غمرت، ليس المواطن السعودي فحسب، بل أبناء الأمة العربية والإسلامية أينما كانوا، وذلك الارتياح والتفاعل الإيجابي، إلا دلالة على إدراك الجميع لضرورة هذه الحرب وحتميتها. لكن يبقى السؤال الأهم، الذي علينا طرحه ومناقشته، بل ووضع استراتيجية واضحة للتعامل معه، وهو كيف نستطيع أن نبقي ذلك التفاعل والتجاوب وهاجاً مستمراً لدى الجميع، داخل هذه البلاد وخارجها، وتحديداً لدى الدول العربية والإسلامية، والدول التي شاركت في تحالف عاصفة الحزم؟. من المؤكد أن لأي حرب خسائر بشرية ومادية، وبالذات حينما تطول الحرب. ومن جانب آخر، ما بدأت ممارسته العصابات الحوثية من خداع للمواطن اليمني، الرافض لهم ولوجودهم، وذلك بادعاء ضرب قوات التحالف لبعض المواقع المدنية، واستغلال ذلك الادعاء للتأثير على الرأي العام، وتحديداً العربي والإسلامي منه.. فكيف يتعامل إعلامنا؟ وكيف يبقى ذلك التعاطف والحماس مستمراً من الجميع؟ فهذا أمر لابد من الاهتمام به والعمل عليه. في عصر الاعلام، وسيطرته على مناحي حياتنا، لم يعد الميدان وحده كافياً لحسم المعركة. العمل الإعلامي المصاحب لهذه الحرب لا يقل أهمية عن الحرب نفسها، فوجود استراتيجية إعلامية تسير جنباً إلى جنب مع هذه الحرب أمر لابد منه، بحيث تكون هذه الاستراتيجية قادرة على التعامل مع كافة الشرائح سواء المواطنين والمقيمين داخل البلد، واليمنيين منهم على وجه التحديد، أم أبناء اليمن داخل دولتهم، أم مواطني الدول الأخرى وتحديداً العربية والإسلامية.