أكد مفتي أوكرانيا الشيخ أحمد تميم أن الأمة الإسلامية تمر الآن بمحن كثيرة وتواجه تحديات كبيرة وخطيرة على رأسها الإرهاب؛ مشيراً إلى ضرورة الاتحاد والوقوف صفاً واحداً لمواجهة تلك التحديات، موضحا أن هناك بلاداً إسلامية لعبت دوراً كبيراً في دعم الجاليات الإسلامية في أوكرانيا وفي بكل بقاع الأرض على رأسها المملكة العربية السعودية التي لم تدخر أي مجهود في خدمة الدين الإسلامي والعمل على إظهاره للعالم في صورته الحقيقية بعيداً عن الغلو والتشدد. وكان ل"الرياض" هذا الحوار وفيما يلي نصه: * كم عدد المسلمين في أوكرانيا؟ وكيف يعيشون في ظل التوترات الحالية؟ - ليس هناك إحصاءات رسمية بعدد المسلمين في أوكرانيا ولكن نستطيع ان نقول إن عدد المسلمين يمثلون 5 % من سكان أوكرانيا أي يبلغ عددهم 2 مليون مسلم ويعيشون في سلام رغم التوترات التي طرأت مؤخراً على البلاد؛ ونحن المسلمين في أوكرانيا نعيش في سلام واستقرار لأننا جميعاً ملتزمون بأخلاق ديننا الحنيف الذي يحثنا ويأمرنا بالسلام والحب والتسامح مع الجميع وعلاقة الشعب الأوكراني بمسلمي أوكرانيا علاقة يسودها الحب والتسامح وهذا سر اعتناق الإسلام تقريباً يومياً سواء من الشعب الأوكراني او من جنسيات اخرى تعيش في اوكرانيا؛ ونحن لنا علاقة جيدة مع كل مؤسسات الدولة ونعمل على الدفاع عن حقوق المسلمين والعمل على توضيح وتصحيح صورة الإسلام عند الغرب حتى نواجه فوبيا الخوف في الغرب وليس اوكرانيا فقط؛ وبعد انضمامنا في مجلس الطوائف في اوكرانيا ساهم هذا بشكل كبير في توضيح صورة الإسلام حتى وسائل الإعلام الأوكرانية تتعامل مع قضايا الإسلام والمسلمين بحذر يعني لابد ان يتأكد بشكل جيد قبل إذاعة اي خبر عن المسلمين؛ ونحن كمسلمين في اوكرانيا لنا برنامج أسبوعي منذ 9 سنوات نوضح من خلاله صورة الإسلام الحقيقة؛ وقد فوجئنا بنسبة مشاهدة البرنامج من قبل الشعب الأوكراني فهو يريد أن يتعرف أكثر عن الإسلام في صورته الحقيقية. الأمة تمر بمحن وتحديات خطيرة تستدعي الاتحاد لمواجهتها * كيف يرى فضيلتكم الآليات المنشودة لمواجهة التطرف والإرهاب ؟ - أنا أرى أن أكبر سلاح لمحاربة الإرهاب بكافة أنواعه هو الفكر؛ فأنا أتوقع أن هناك الكثير من أتباع هؤلاء الجماعات المتطرفة قد غُرر بهم؛ وهذا بسبب تقصير منا لأن دورنا كدعاة يجب توصيل وتوضيح صورة الإسلام الحقيقية لأبنائنا في كل بقاع الأرض؛ وأنا في الوقت نفسه ارى ان نعمل على فضح هؤلاء الجماعات الإرهابية التي ترتدي ثوب الإسلام وبه ترتكب جرائم ليست ضد الدين فحسب بل ضد الإنسانية جمعاء؛ وأنا أطالب جميع البلدان الإسلامية في الوقوف صفا واحد لمحاربة هذا الفكر الضال وهذه الجماعات الإرهابية المتطرفة. * هل هناك أزمة في الخطاب الديني؟ - نعم بكل تأكيد؛ هناك أزمة كبيرة في الخطاب الديني في الشرق الأوسط وهذا يعود إلى عدم التأهيل الجيد للداعية أو الخطيب؛ ويجب على الداعية أن يكون مخلصاً في رسالته لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية بعيداً عن الغلو والتشدد والتطرف خاصة نحن نعيش في فترة عصيبة في حياة الأمة الإسلامية وعلى جميع الدعاة أن يعوا ذلك جيدا؛ وعلى الداعية ألا ينظر إلى رسالته كونها وظيفة يعيش منها بل يجب ان يكون مخلصاً في رسالته أمام المسلمين. * ماذا عن دور الأزهر في دعم مسلمي أوكرانيا؟ - الأزهر له دور كبير في دعم مسلمي أوكرانيا بشكل كبير من خلال إرسال علماء من الأزهر الشريف إلى دولة أوكرانيا لتعليم وتبصير مسلمي أوكرانيا بدينهم الحنيف العظيم؛ وأفضل ما يميز علماء الأزهر الشريف إنهم يدركون ويعلمون ويعرفون جيدا صورة الإسلام الوسطي الحقيقي الذي يدعو إلى السلام والتسامح والحب بين الناس ولذلك علماء الأزهر لهم مكانة خاصة وكبيرة في قلوب مسلمي أوكرانيا. * هل يرى فضيلتكم أن الجرائم التي ترتكبها الجماعات المتطرفة مثل داعش قد تؤثر على المسلمين في الخارج؟ - نعم بكل تأكيد لأن هناك إعلام في الغرب لم يعي صورة الإسلام بشكل جيد فينسب هذه الجرائم التي تتنافى مع تعاليم الإسلام شكلا ومضمونا للإسلام ودورنا في أوكرانيا نفي علاقة هذه التنظيمات المتطرفة والإرهابية باي صلة للإسلام لا من قريب ولا من بعيد. * ماذا عن دور الدول العربية والإسلامية في أوكرانيا ؟ - الحقيقة هناك دول إسلامية تقف بجانبنا وترسل لنا المساعدات والتي تتمثل في الكتب بعدد من اللغات توضح صورة الإسلام بشكل جيد بعيدا عن الغلو والتشدد ومن ابرز هذه الدول المملكة العربية السعودية والكويت وغيرها من الدول؛ والحقيقة ان المملكة العربية السعودية لم تدخر اي مجهود في سبيل دعم صورة الإسلام الحقيقة حتى يعرف الغرب صورة الإسلام الحقيقة التي تدعو الى السلام والتسامح ونحن لا يمكن ان ننسى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي نادى بحوار الأديان والحضارات وهذه المبادرة كان لها اكبر أثر في تعزيز صورة الإسلام والمسلمين عند الغرب فضلا عن قيام المملكة بإرسال المصاحف والكتب الإسلامية بجميع اللغات وعدد من الدعاة السعوديين للعمل على إلقاء محاضرات عن عظمة الإسلام وسماحته.