يا ناس يا عالم يا طيران مدني يا مطار جدة يا مطار الرياض لا تذهبوا إلى أمريكا ولا أوروبا ولا دبي تعالوا إلى مومباي، تأملوا في جمال مطارها الجديد الذي يعتبر قطعة فنية جميلة دون أدنى مبالغة، تأملوا كاونترات الجوازات ونقاط التفتيش الأمنية والاستراحات والأسواق ونقاط شحن الموبايل، في كل مكان تجد ما يجبرك على التوقف، في كل زاوية تجد ما يستحق الإعجاب إلى درجة أن الرحلة يمكن أن تفوتك لكثرة المحطات المدهشة، عيشوا الحسرة والغيرة التي أعيشها الآن من الهنود، تساءلوا مثلي: كيف استطاع بلد لديه أكثر من مليار مشكلة بعدد سكانه أن ينجز هذا المطار الجميل المتكامل، بينما نحن لا نزال نقلب الأمنيات ونطارد الأحلام ونتأمل المجسمات. يا أهلي وقومي وعشيرتي، نحن فعلا قوم (ما فيه كويس)، نحن نلهو ونضيع الوقت ونصرح وننشر التصريحات بالبنط العريض ونكتب المقالات ونقرأ المقالات، ولكننا لا نفعل شيئا في نهاية الأمر. مطار جدة الجديد طال انتظاره، ومطار الرياض لم تتغير فيه إلا ملابس رجال الجوازات، ومطار الدمام في (قلعة وادرين) حيث تحتاج طائرة كي تصل إليه. تعالوا مومباي (تكفون تعالوا) اشرحوا لنا علمونا نورونا تفلسفوا علينا مثلما تفعلون دائما وقولوا لنا كيف استطاع الهنود أن ينجزوا هذا المطار العظيم، وأنتم ما زلتم تنتجون الكلام الكبير والوعود التي تضحك المسافرين، يا ناس يا عالم المطار هو واجهة البلد والابتسامة الأولى للمدينة، فهل نكتب لكم باللغة الهندية أو بالأوردو كي تشعروا بالغيرة من الهنود. مطار مومباي سيكشف لكم أن كل دراساتكم وخططكم وحكاياتكم الكثيرة تحتاج إلى تفعيل، فالمطار الحديث ليس معجزة، هو لا يحتاج إلا إلى قرار يتبعه فعل وفعل لا تربكه البيروقراطية ولا يعطله الفساد، أما إذا كنتم لا تستطيعون أن تتجاوزوا بحر الكلام، فالافضل أن تستضيفوا الهندي الذي شيد مطار مومباي، واتركوه يعمل، وتولوا أنتم إنجاز التصريحات.