×
محافظة المنطقة الشرقية

الرائد يضاعف المكافآت والسويح يرفض الراحة

صورة الخبر

اختتمت مؤخرا فعاليات المؤتمر الدولي الأول: العلوم الإنسانية أكاديميًّا ومهنيًّا: رؤى استشرافيّة، والذي نظمته كلية الآداب بجامعة الملك سعود الذي أقيم تحت رعاية معالي وزير التعليم وافتتحه نيابة عنه معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، حيث حظي بحضور عدد كبير من منسوبي الجامعة والمدعوين والمشاركين بالجلسات العلمية من مختلف الجامعات من داخل المملكة وخارجها، وقال عميد كلية الآداب الدكتور سامي الدامغ، أن الهدف الأساسي لهذا المؤتمر، وهو مناقشة القضايا الأكاديمية، واستشراف مستقبل العلوم الإنسانية من خلال الاطلاع على تجارب الجامعات المتقدمة عالميًا، مشيراً إلى أنّ احتضان المملكة العربية السعودية لهذا المؤتمر يعد واجهة حضارية ومعرفية تؤكد اهتمامها بالحراك العلمي الدولي. وأشاد معالي مدير الجامعة الدكتور بدران العمر بالدور الكبير الذي جعل جامعة الملك سعود تتخذ مكانتها العلمية اللائقة من بين جامعات العالم، وتسعى للمحافظة على المراتب المتقدمة التي وصلت إليها في مسارات البحث العلمي، من خلال عدد من المعايير العلمية منها كراسي البحث العلمي ومراكز البحوث وغيرها من المحاور البحثية والعلمية التي من ضمنها محور العلوم الإنسانية. وأضاف معاليه أن تنظيم هذا المؤتمر العلمي يأتي تأكيدًا على دعم الجامعة للكليات الإنسانية لأهميتها المجتمعية. مستعرضا معاليه في ذلك الجانب دور الوظيفة الاجتماعية لجامعة الملك سعود في العصر الحالي الذي لم يعد يقتصر على تزويد المجتمع بالخريجين فحسب بل تعدى ذلك لتبني المعرفة لعملية التعليم، وإلى تعزيز ثقافة الإنتاج والإبداع وغيرها من الخدمات المختلفة التي تقدمها الجامعة للإسهام في التنمية الاجتماعية اقتصادياً وثقافياً وصحياً. وثمن معاليه أهمية الإطلاع على التجارب العالمية المختلفة في مجال الدراسات الإنسانية البحثية والعلمية وخدمة المجتمع سعياً لإحداث التغيرات النوعية والتطورات الواعية من أجل خدمة المجتمع المحلي وأمتنا الإسلامية. ودعا معاليه إلى الاهتمام بتعزيز الدراسات البينية في مجال العلوم الإنسانية التي تهدف إلى الربط والتكامل بين عدة مدارس فكرية أكاديمية ومناهج متعددة ومتنوعة لبلوغ رؤى وإنجاز مهمات مشتركة بهدف دمج المعرفة وتحقيق الإبداع في طرق التفكير، والتكامل، وإنتاج معارف مختلفة.. وأبانت الدكتورة جميلة السعيدي أن دراسة العلوم الإنسانية تسعى لتوسيع وتنوير معرفة الإنسان بوجوده وعلاقته بالمجتمعات والأنظمة على مختلف أنواعها كونه المجال المتخصص بدراسة الظواهر البشرية. وأوضحت أن هذه الدراسة تجمع بين البعد التاريخي والواقع الحالي، وتحليل للأنشطة البشرية مع وضع مخططات ودراسات مستقبلية للتطوير البشري والمجتمع، مشيرة إلى أنه على ضوء هذا أتى هذا المؤتمر. (الهوية الأكاديمية لتخصصات العلوم الإنسانية) وبدأ المؤتمر أولى جلساته، بمحور الهوية الأكاديمية لتخصصات العلوم الإنسانية، وقد تولى أ. د. محمد عبدالرحمن الهدلق إدارتها. واستهل الدكتور أيمن أحمد شلضم الجلسة الأولى بورقته التي كان عنوانها: دور العلوم الجغرافية في التخطيط والتنمية الإقليمية، وقد تناول في بحثه أهمية علم الجغرافيا، وتطوراته المعاصرة، وعلاقته بالعلوم والتكنولوجيا، ودراسة مفهومي التخطيط والتنمية وأبعادهما، ووضّح العلاقة الثلاثية بين التخطيط والتنمية والجغرافية، ورصد في هذا البحث الاتجاهات الحديثة في الجغرافيا ودورها في التخطيط والتنمية، ودور الجغرافية التطبيقية في خدمة المجتمع. وبيّن أن النتائج أظهرت تمتع الجغرافي برصيد معلوماتي متنوع ومتكامل عن خصائص الإقليم الذي يخطط لتنميته ؛ فهو يمتلك فكرًا متطورًا ورؤى متكاملة ومهارات فنيّة وبحثيّة وميدانيّة متنوعة، وأنّ الجغرافيا لم تعد مجرد وصف للمعالم بل أصبحت نظامًا معرفيًّا مركبًّا؛ لذا من الصعوبة أن تجد التنمية فرص النجاح دون أن يكون للجغرافية دور فيها. ثم أوصى في نهاية ورقته بتفعيل دور علم الجغرافية في التخطيط والتنمية الإقليمية، من خلال الاستعانة بالجغرافيين بصورة أساسية في فرق التخطيط والتنمية ومتابعة تنفيذ الخطط المستهدفة، إذ ينبغي أن يكون الجغرافي واحدًا من فريق متخصص في التخطيط، وأوصى أيضًا بتدريس مادة الجغرافيا في كل المراحل الدراسية قبل الجامعية، وفي كل الكليات؛ فالجغرافيا تجمع بين كل العلوم الطبيعية والبشرية، ورأى أنه من الضرورة تدريس مادة الجغرافيا التطبيقية ودورها في خدمة المجتمع في كل أقسام الجغرافيا بالجامعات، والتركيز على الاتجاهات الحديثة وبصورة أوسع من دراستها الحالية. عقب ذلك تحدثت الدكتورة زينب أبوزيد في الورقة الثانية عن موقع العلوم الإنسانية على الخريطة الأكاديمية للجامعات العربية، وبيّنت في مستهل ورقتها دور العلوم الإنسانية والاجتماعية في الرقي بالأفراد وتطور المجتمعات. وأوضحت أن العلوم الإنسانية والاجتماعية تحظى باهتمام كبير في الجامعات الغربية، على حين تقع العلوم الإنسانية في الجامعات -غالبًا- في موقع أدنى من العلوم التطبيقية والطبيعية والرياضية التي تُكسِب الطالب المهارات والمعارف التقنية؛ ولهذا السبب فإن الكليات المتخصصة في العلوم التطبيقية كالطب والهندسة وتقنية المعلومات تحظى دائمًا بإقبال كبير، وتولي لها الجامعات العربية الاهتمام الأكبر. ثم كشفت السبب وراء هذه النظرة للعلوم الإنسانية، وهو الفهم القاصر للعلم ورسالته وأهدافه، وحصر قيمة العلم في إنجازاته التطبيقية. ثم تطرق الدكتور عبدالحق هقي في الورقة الثالثة إلى مستقبل العلوم الإنسانية: ما وراء الافتراضية، وقد حاول في هذه الدراسة الإجابة عن الإشكالية البحثية الآتية: كيف يمكن الارتقاء بالعلوم الإنسانية من مجرد الحضور إلى الفاعلية في ظل الثورة المعرفية وهذا الانفجار التقني والتواصلي؟ وبدأ الإجابة عن هذا التساؤل العميق بتبيان أثر المجتمع التواصلي في إثراء العلوم الإنسانية من خلال استقراء فضاء الإنترنت عامة، وفضاء شبكات التواصل الاجتماعي خاصة، ثم تأثير تلك الفضاءات في بناء مجتمع المعرفة، كونه الحاضن الرئيس للعلوم والإنسانيات، محاولةً أن تفرق بين مجتمع المعرفة ومجتمع المعلومات، وتأثير كل منهما على حركية العلوم الإنسانية ونموها، وأثر كل ذلك في إحياء العلوم التي تعنى بالإنسان والمجتمع وإثرائها، على مستوى المنهج والمضمون والدلالة، ومن ثم تقديم رؤية مستقبلية للعلوم الإنسانية من خلال البحث في آلية انتقال العلوم الإنسانية من راهن المحاكاة والتلقي إلى مستقبل الإبداع والفاعلية، من خلال إعادة هيكلة هذه العلوم وتحديث برامجها وتطوير أدواتها ومواءمة منظومتها الإدارية الرتيبة مع الواقع المتغير المتسارع، للاضطلاع بدورها المأمول في مواكبة مستجدات القضايا الفكرية والرهانات الثقافية والتفاعلات اللغوية التي تواجه إنسان ما وراء الافتراضية. ثم لخص الغرض من دراسته وهي السعي إلى محاولة استشراف مستقبل العلوم الإنسانية في عصر ما بعد شبكات التواصل الاجتماعي- ما وراء الافتراضية -، وأثر ذلك في تشكل رؤية مستقبلية تأسيسية لمجتمع المعرفة في العالم العربي، وتفعيل دور العلوم الإنسانية في مناحي الحياة المختلفة، ومواكبة حركة إحياء العلوم الإنسانية في الدراسات الجامعية، واستشراف مستقبل العلوم الإنسانية في العالم العربي. ثم ختمت الجلسة الأولى بورقة عنوانها: العلوم الإنسانية وسوسيولوجيا العلم المعاصر، للدكتور قاسم المحبشي، وقد حاول في هذه الورقة مقاربة وضع العلوم الإنسانية والاجتماعية وأزمتها المعرفية (المنهجية والنظرية) وسبل مواجهتها للأزمة والتحديات الراهنة، وذلك من منظور سوسيولوجيا العلم المعاصر بما يتيحه من مداخل منهجية نقدية جديدة في بحث ودراسة ظاهرة العلم والمعرفة العلمية عامة والعلوم الإنسانية تحديداً. ثم طرح جملة من التساؤلات: ما العلم؟ وكيف يمكن تفسير وفهم بنيته وديناميته وشروط نموه وتطوره وتمكينه؟ وما طبيعة العلاقة بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية ؟ وما مكانة العلوم الإنسانية والاجتماعية ووظيفتها وقيمتها في خارطة الإبستيمولوجيا المعاصرة ؟ وما طبيعة تلك المشكلات والموضوعات التي تتصدى لها العلوم الإنسانية والاجتماعية اليوم ؟ وما أهمية العلوم الإنسانية في بحث مشكلات الإنسان والمجتمع المعاصر ؟ وما علاقة العلم والمعرفة العلمية بالثقافة والتنمية المستدامة ؟ وذلك انطلاقاً من فرضية أن مسألة نمو العلم والمعرفة العلمية عامة والعلوم الإنسانية خاصة هي مسألة تاريخية واجتماعية وحضارية وثقافية عامة فضلاً عن كونها إبستيمولوجية ومهنية أكاديمية، وأن نمو وتقدم العلوم الإنسانية يكتسب صيغاً مختلفة في السياقات الثقافية والاجتماعية المتغايرة، وأن التعرف على حقيقة وضع العلوم الإنسانية في المجتمعات العربية الإسلامية واستشراف مستقبلها لا يمكن له أن يكون ممكناً إلا في سياق التاريخ المقارن لصيرورة العلم في المجتمعات المعاصرة، إذ لا وجود لمعايير محلية أو خاصة لقياس وتقييم جودة العلم ومؤسساته. وبيّن أن أهمية الموضوع تكون بما ينطوي عليه من راهنية إبستمولوجية ( منهجية ونظرية) وحيوية سوسيولوجية وإنسانية، بوصفه محاولة لتسليط الضوء على وضع العلوم الإنسانية والاجتماعية اليوم والإحاطة بأبعادها وأولياتها الداخلية والخارجية من زاوية نظر سوسيولوجية نقدية، بهدف تعيينها في خارطة الإبستمولوجيا المعاصرة، والتوفر على فهم أوضح لطبيعة التحديات التي تجابهها والإحاطة الممكنة بمشكلاتها الحيوية الراهنة واستشراف مستقبلها، وذلك انطلاقاً من الفرضية التي ترى أن مسألة نمو العلوم الإنسانية والاجتماعية وتقدمها هي مسألة ليست إبستمولوجية أو مهنية خالصة فحسب، بل مسألة تاريخية حضارية وثقافية عامة، مرهونة بسياق مجتمعها المتعين وصحته وقدراته وفرصه وممكناته الواقعية والافتراضية التي من شأنها أن توفر وتؤمن البيئة الحاضنة والراعية والدافعة لنموها وازدهارها أو العكس. (الدراسات البينية في تخصصات العلوم الإنسانية، وأثرها في إثراء البحث العلمي ) وبدأت الجلسة الثانية، بإدارة أ. د فهد الكليبي، بورقة قدمتها الأستاذة سارة المطيري، بعنوان: تكامل العلوم مدخل لتطويرها: علم النفس نموذجًا، قدمت فيها منهج تحقيق النص التراثي التربوي نموذجًا لتطبيق الدراسات البينية في تخصص الأصول الإسلامية للتربية في سبيل تطوير منهجية البحث، وإثراء المجال بتوليد موضوعات بحثية متجددة ناتجة عن تكامل المعرفة بين تخصص أصول التربية الإسلامية وتخصصات أخرى فرضت طبيعة البحث التداخل معها. وتهدف هذه الدراسة إلى إبراز دواعي حاجة المُختص في الأصول الإسلامية للتربية للدراسات البينية، سواء المتعلقة بالمجال البحثي أو من خلال الفوائد التي تعود على تخصص أصول التربية الإسلامية والباحث فيه بتطبيق الدراسات البينية، كما تهدف إلى تحديد بعض الصعوبات التي يمكن أن تواجه الباحث في دراسات تحقيق النص التراثي التربوي، والحلول المقترحة لها. ومن أهم النتائج التي توصلت لها الباحثة: بروز أهمية الدراسات البينية في إثراء تخصص الأصول الإسلامية للتربية بمعارف وموضوعات بحثية مُتجددة نتيجة تكامل المعارف بينه وبين تخصصات أخرى، وأنّ للدراسات البينية دورا في تطوير المنهجية البحثية لتخصص الأصول الإسلامية للتربية باستعمال منهج تحقيق النصوص كمنهج غير معتاد فيها، كما أن للدراسات البينية أثر كبير في تطوير وتعميق قدرات الباحث وتوسيع مدى ثقافته البحثية في أكثر من تخصص. وفي الحديث عن مدى الحاجة الملحة إلى ضرورة تفاعل العلوم الإنسانية تأتي الورقة الثانية الموسومة بتكامل العلوم مدخل لتطويرها (علم النفس نموذجًا)، للدكتور عبدالمنعم شحاته، والتي أثبت فيها أن إنتاج المعرفة ينتظم في تخصصات، وأنّ هناك ضرورة في الوقت نفسه لتجاوز حدود التخصص سواء على مستوى البحث أو على مستوى تطبيق المعرفة التي توصل إليها، ويتوقف النجاح فيهما على نمط التواصل بين متخصصين من علوم متعددة. ثم أفصح عن مستويات تكامل العلوم وهي:تخصصي، ومتعدد التخصصات، وبين التخصصات - عبر التخصصات، وذكر فوائد تكامل العلوم، جاء كل منها عبر تفاعل عدة تخصصات تتباين مجالات اهتمامها ومناهجها في البحث وتوجهاتها، وتمتد من العلوم الطبيعية إلى الاجتماعية والإنسانية، ثم نبه الباحث إلى التحديات التي تواجه هذا التكامل، ومنها: نظرة المجتمع السلبية للعلوم الإنسانية -وضعف إعداد باحثيها- وتوجههم نحو مزيد من التخصص بفضل لوائح التعيين والترقية بالجامعات -وغياب إدراك القيمة التطبيقية لهذه العلوم في مجتمعاتنا. ثم كشف الدكتور عنون نور الدين في ورقته الموسومة بدور علم الجغرافيا في إعداد وتوجيه إستراتيجية السياسة الحضرية، دراسة نموذج مدينة باتنة- الجزائر،إنه مواكبة للتطور العلمي والتقدم التكنولوجي أصبح علم الجغرافيا مثل غيره من العلوم التطبيقية الأخرى؛ يعتمد على الطرق الكمية، وبرمجيات الإعلام الآلي في التحليل والقياس من أجل تقديم حلول للانشغالات المعاصرة للإنسانية، وعلى وجه الخصوص تلك الانشغالات المرتبطة بجودة الحياة في المدن. ونبه الباحث على أن المتتبع لمسار السياسة الحضرية في الجزائر يدرك المساعي الحثيثة للدولة الجزائرية لتحقيق تنمية اجتماعية وازدهار اقتصادي، فقد تطورت تسميات هذه السياسة من استصلاح وتخطيط عمراني إلى تهيئة حضرية، ثم إلى تسير حضري ليصبح في الوقت الراهن الحديث عن سياسة حضرية قائمة على أدوات التخطيط المكاني، وأدوات الشراكة والإعلام، وأدوات التخطيط القطاعي، بالإضافة للأدوات المالية، وفق مقاربة تشاركية تساهم فيها مختلف الأطراف والفعاليات المعنية بالسهر على أداء المدينة لوظائفها وضمان تنميتها. وأكد الباحث على أن أهمية موضوع البحث تكمن في أنه يوضح دور علم الجغرافيا كمقاربة علمية تمكن من الجمع بين مختلف التخصصات، وكأسلوب منهجي في عملية التحليل والتقييم. وتوصل الباحث إلى منهجية عمل قابلة للتطبيق يمكن للجغرافي المساهمة بها في إعداد إستراتيجية تنظيم وتسيير المجال الحضري لمدينة باتنة؛ حيث توصل البحث إلى ضبط جملة من التوصيات والاقتراحات المتعلقة بتقليص الفوارق بين الأحياء، وترقية التماسك الاجتماعي، والقضاء على السكن الهش، وضمان الخدمة العمومية وتوفيرها، وحماية البيئة والوقاية من الأخطار والكوارث، وهي جميعاً ميادين التدخلات الواجب التنسيق بينها وتوجيهها، ومن ثم تحقيق أهداف سياسة المدينة. وختمت الجلسة بورقة قدمها الدكتور محمد حمزة تحدث فيها عن: اتجاه الطلبة والمعلمين في المدارس الاستكشافية الأردنية نحو منهاج الرياضيات المحوسب للصف العاشر الأساسي، ويهدف الباحث من هذه الدراسة الحالية إلى التعرف على اتجاهات الطلبة ومعلمي المدارس الاستكشافية الأردنية في العام الدراسي 2011/2012م نحو منهاج الرياضيات المحوسب للصف العاشر الأساسي، وتكونت عينة الدراسة من 215 طالباً وطالبة من طلبة الصف العاشر، في أربع مدارس: مدرستان للذكور ومدرستان للإناث، منهم 82 طالباً و 133 طالبة، أما عينة المعلمين فتكونت من 29 معلماً ومعلمة للرياضيات (13 ذكوراً و16 إناثاً)، في سبع مدارس من مديريات التعليم لمحافظة عمان، ثلاث منها للذكور، وأربع للإناث. وتوصل الباحث إلى أنّ اتجاهات الطلبة والمعلمين نحو استخدام الحاسوب في تدريس منهاج الرياضيات المحوسب إيجابية، وأنّ اتجاهات الطلبة الذكور أفضل من اتجاهات الإناث، لكنها لم تكشف عن وجود فروق دالة إحصائيًّا في اتجاهات المعلمين تُعزى للجنس، وأوصى بختام حديثه بضرورة تشجيع معلمي ومعلمات الرياضيات على استخدام المنهاج المحوسب في تدريس الرياضيات. (تقرأ تطور البرامج التعليمية والأكاديمية للدراسات الإنسانية) استهلت الجلسه الثالثة، التي شهدت خمس ورقات، بورقة للدكتور أنور مقراني، تناول فيها مشكلات التأويل السوسيولوجي في المجتمع العربي في ظل المناهج الغربية المعاصرة، حيث إنّ إشكالية هذه الورقة البحثية تدور حول التحولات الإبستمولوجية والمعرفية التي يشهدها النشاط التنظيري والمنهجي في حقل العلوم الاجتماعية، الذي يعرف حركة تجديدية على الصعيد الإبستمولوجي، مدفوعة بالتغيرات المجتمعية والثقافية والاقتصادية العالمية، ويظهر التأويل هنا كأحد المخارج التي يمثّلها الفكر السوسيولوجي المعاصر ملاذاً لتجاوز أزمة النمذجة وعقم العمل البحثي، ثم ذكر بعض من المشكلات المترتبة على بعض من أثر المعرفة العلمية التي صاغها العقل الغربي والتي أحدثت هذه المشاكل منها: مشكلة تشظي المجهودات العلمية، مشكلة الأحادية البنيوية، ومشكلة الازدواجية البنيوية وغيرها من المشاكل، ومن ثم ذكر الناتج عن هذه المشاكل ؛ وهو أن يصبح الباحث منجرًّا إلى البحث عن الثنائيات التمييزية تقليد/حداثة، تحضر/ بربرية، المواطن/ الإنسان، وإلى مسميات أخرى لا تساهم إلا في تعزيز الانغلاق والدفاع عن ما تنسبه مدارس الاستشراق عن حال المجتمع العربي، وفي نهاية البحث وضّح الدكتور أن هذه الأزمة أو المشكلة لا تتهم فيها العلوم الإنسانية الغربية وإنما إلى نوعية تكوين النخب العربية التي انغمست في سيرورة الانبهار في هذا المنتج الغربي، وأعادت توريث هذا الإبهار للأجيال اللاحقة. كما قدمت الدكتورة جميلة السعيدي المشاريع الاقتصادية، ودورها في تنمية المجتمع نموذج المخطط الأزرق السياحي، تناولت من خلالها انخراط المغرب منذ حصوله على الاستقلال في بناء الدولة الحديثة ذات الاقتصاد المتماسك القادر على مواجهة تحديات المنافسة ومواكبة وتيرة التطور الذي يشهده العالم، وذلك من خلال وضع مجموعة من المخططات الاقتصادية على المدى القريب والمتوسط والبعيد كل منها ساهم بقدر في تغيير ملامح التركيبة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وعلى المستوى الفلاحي تم تسطير المخطط الأخضر منذ سنة 2008م ؛ وذلك من أجل جعل القطاع الفلاحي رافعة أساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المغرب، ووضحت الدكتورة بالنسبة لميناء طنجة المتوسطي أن قيمته تُستَشف في التصنيف العالمي لهذا الميناء على أنه أكبر ميناء في حوض البحر الأبيض المتوسط، وسيعطي هذا الميناء دفعة قوية في أن يصبح أكبر أرضية مينائية مهمة بطاقة استيعابية كبيرة، وباستقباله أكبر السفن الحاملة لهذه الحاويات في العالم، ثم اختارت الباحثة المخطط الأزرق كتعبير عن إرادة رسمية للدولة لاستغلال مختلف المؤهلات الطبيعية والبشرية واللوجستيكية للبلد في تأهيل المسلسل التنموي الداخلي وبلورته في قالب مستدام من خلال المحافظة على القدرة الخلاقة في تجديد هذه المؤهلات، ثم ختمت كلامها بمحطة السعيدية والتي ركزت عليها بالدراسة والتحليل. ثم ورقة للدكتور عياد بن شيخ زويرة بعنوان الاحترافية الفردية للفن ودورها في فتح فرص العمل، وذكر أنه إذا تركنا العلوم الإنسانية على ما هي عليه مواد للتدريس والتلقين، والحفظ وحشو الدماغ، ولم ننطلق في التفكير بعيدًا عن التقليد فيما يحقق الدرجة العالية من التطور ويزيد من فرص العمل، حكمنا على طاقاتنا المبدعة والمفكرة بالجمود والتحجر، وعوّضنا الحاجة عندها بالاستيراد، والاستهلاك والرفاهية، وأكّد أن معظم ما بات يستورد من المناهج: الأدبية، والنفسية، والاجتماعية، والنقدية، والتربوية، والمنظومات الثقافية الجاهزة للاعتقاد بأن ذلك يدفع التخلف، ويحقق التقدم، ومن الواقع فإنّ الإحصاءات عن عدد البطالة من خريجي الجامعات ومن معهد الدراسات العالمي أظهرت التصنيفات رتب الجامعات والمراكز. واُختتمت الجلسة بورقة للدكتور الطاهر مسعود سعود بعنوان: جامعات العلوم الإنسانية المتخصصة: التجربة والكسب الحالة الجزائرية أنموذجًا، مهد هذا البحث بذكر خلاصة للتقرير الذي أعده المجلس الدولي للعلوم الاجتماعية، ونشر بالتعاون مع اليونسكو في جوان2010 حول وضع العلوم الاجتماعية في العالم إلى أن وضع العلوم الاجتماعية العربية ليس بخير، كما أشار إلى الفجوة الكبيرة التي لا تزال تطبع حقل اكتساب المعرفة وإنتاجها حول قضايا الإنسان والمجتمع؛ إذ لا يزال الغرب مهيمنًا في هذا الصدد، بينما يبقى العالم الثالث ومعه العالم العربي المستهلك الأول للمنتج الفكري والمعرفي الغربي تمامًا مثلما يستهلك بضائعه وسلعه المستوردة، وتحدث عن المؤسسة الجامعية العربية،وكيف أنها لم تبقَ متقوقعة في حدود أسوارها، بل دخلت في شراكات وتحالفات مع مؤسسات المجتمع لتتحول مما كان يطلق عليه بالجامعة متعددة الوظائف إلى الجامعة متعددة الأنظمة، ولقد أكد الدكتور على ضرورة إعادة النظر في أوضاع جامعاتنا، وهي للإشارة جامعات كبيرة الحجم والعدد للاضطلاع بالإجابة عن التحديات التي تواجه مجتمعاتنا، ثم أشاد الباحث في إصلاح التعليم العالي في الجزائر وتجربة استحداث جامعات متخصصة في العلوم الإنسانية بأنهما كانتا تجربة متقدّمة في مجال إعادة الاعتبار لهذه العلوم. (آليات تفعيل تخصصات العلوم الإنسانية في خدمة المجتمع) بدأت الجلسة الرابعة بإدارة أ. د رشود محمد الخريف بورقة عنوانها: العلوم الإنسانية أهميتها وآليات تفعيلها في خدمة المجتمع وتطبيقها على تخصص التاريخ، للدكتورة عائشة عبدالحي، تحدثت فيها عن أهمية العلوم الإنسانية، والأدوار العظمى التي تؤديها في خدمة المجتمع حيث قالت: إنّ العلوم الإنسانية تؤدي دورًا مهمًا في رفع المستوى الحضاري للمجتمع، والعناية بالقيم والتراث الفكري والثقافي للإنسان من خلال حفظه ونقده، والاهتمام به وإبرازه. وعلى الرغم من هذه الأهمية إلا أن العلوم الإنسانية تواجه اليوم العديد من التحديات منها: ندرة فرص العمل أمام دارسي العلوم الإنسانية. واشتركت الدكتورة مريم بودوخة مع الأستاذة وهيبة جنون في ورقة تحدثت عن آليات تعريف المجتمع بأهمية ودور تخصصي الديمغرافيا والأرطفونيا، وذلك من خلال إظهارهما العلاقة الوثيقة بين الديمغرافيا والرياضيات والإحصاء، من حيث حساب المعدلات الديمغرافية كالخصوبة الزوجية وغيرها هذا من جهة، ومن جهة أخرى تبرز العلاقة الوثيقة بين الأرطفونيا وطب الأعصاب والبيولوجيا في معرفة وظائف الأعضاء السمعية، وخلل الأجهزة المسؤولة، وأيضًا من خلال إظهار الحاجة الماسة للإحصائيات الديمغرافية في مجالات التنمية والاقتصاد. وختمت الباحثتان الورقة بأهمية دحض فكرة أن العلوم الإنسانية علوم نظرية بحتة، بحيث لا تستطيع أن تقدم للمجتمع حلولاً فعلية واقعية. (تناقش الاتجاهات البحثية في العلوم الإنسانية وتجاربها) بدأت الجلسة الخامسة بإدارة أ. د سليمان العقيل بورقة قدمتها الدكتورة جمعة بن زروال، بعنوان: توظيف الجغرافيا التقنية في الدراسات الإنسانية، ناقشت فيها فيه دور الجغرافيا التقنية في خدمة العلوم الإنسانية وأهمية استغلالها؛ لأنها تعد مكملة للبحث التاريخي المعاصر. ثم طرح د. عبدالرحمن أحمد ندا أطروحته التي بعنوان: تصور مقترح لإنشاء مراكز للتميز البحثي في العلوم الإنسانية بالجامعات السعودية، وعرّف فيها لمفهوم مراكز التميز البحثي وأهدافها، والتعرف على مفهوم وأهمية العلوم الإنسانية. وفي دور كليات العلوم الإنسانية في خدمة مؤسسات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية جاءت ورقة الأستاذة منال السالم، وهي تهدف إلى معرفة ما هو دور كليات العلوم الإنسانية في خدمة مؤسسات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية، كما تطرح هذه الورقة عددًا من المقترحات بهذا الشأن. وختمت الجلسة بورقة قدمتها الدكتورة وهيبة بوربعين، تحدثت فيها عن: مراكز البحث العلمي الإنساني، مقاربة وظيفية لتجربة المخابر بجامعة تلمسان بالجزائر، وقدمت فيها عرضًا وصفيًا للبنية الوظيفية لمخابر البحث العلمي في جامعة تلمسان إضافة إلى مختلف النشاطات التي تمت فيه. الجلسة الختاميّة تتحدث عن الإنسانيات في عالم استهلاكيّ، وركزت الجلسة الختامية من جلسات المؤتمر الدولي الأول للعلوم الإنسانية أكاديميًّا ومهنيًّا: رؤى استشرافيّة، بإدارة أ. د صالح معيض الغامدي على الإنسانيات في عالم استهلاكي، وقدم الورقة الدكتور سعد البازعي، ذكر فيها وضع العلوم الإنسانية في البيئة الأكاديمية السعودية، وأنها معرضة لثلاث مؤثرات ثقافية، أولها: الثقافة التقليدية، وثانيها ثقافة الحداثة الغربية، وثالثها مرحلة ما بعد الحداثة. وأكد على أن الإنسانيات اليوم تتعرض لوضع مربك نتيجة لهذه المؤثرات التي تجعل خريجي التخصصات الجامعية موظفين لكن دون أي قيمة تذكر لما تخصصوا فيه، وهو أمر ينعكس على أدائهم مما يعني أن العلوم الإنسانية في وضع شديد الضعف؛ لأنها تحاول التكيف مع متطلبات سوق العمل، ولكنها بذلك تفقد شخصيتها العلمية المميزة ودورها الريادي.