نشرت صحيفة «سبق» الإلكترونية خبرًا يفيد بأن معالي وزير التعليم قام بالتفاعل مع ما كتبه الهاكر السعودي الذي يُدعى مرجوج هزازي والذي قام باختراق موقع إلكتروني لأحد الجامعات السعودية والاستيلاء على بيانات الطلاب والطالبات والتهديد بإمكانية تعديل درجاتهم أو حذفها مطالبًا بالتواصل مع الوزير شخصيًا. وعلى الرغم من قيام الوزير بالتواصل معه، وطلب الهاكر أن ينتقل الحوار من العام إلى الخاص، إلا أن الوزير أصر أن يكون الحوار على العام، مشيرًا إلى أن الحوار بدأ على العام والأفضل أن يستمر على العام دون تفاصيل أو أسماء، وقد أعرب الهاكر في حواره عن غضبه من أن هناك شبابًا سعوديين مُبدعين مثله يتم تجاهلهم على الرغم من أنه يمكنهم حماية مثل تلك البيانات وبأسعار أقل، كما أوضح أن النظام الذي صُرف عليه أكثر من 50 ألف ريال قد تم اختراقه في أقل من ساعة، وبعد تواصل الوزير مع الهاكر وطلب معرفة المزيد من التفاصيل عن الموضوع، قدم الهاكر شكره للوزير على تواضعه واعتذاره إن بدر منه أي خطأ، وفي المقابل أكد الوزير له قائلاً: (أبناء الوطن ولدوا على الفطرة السليمة وتربوا في بيئة إسلامية وطنية، أنتم حاضرنا الجميل، ومستقبلنا المشرق، لكم كل العذر). بغض النظر عن الجريمة التي قام بها الهاكر من اختراق للموقع والدوافع التي ساهمت في وجود هذا الحوار، والذي بدأ بالتهديد قبل قيام الوزير بالتواصل معه، فإن الواقع المعاصر يكشف لنا يومًا بعد يوم بأن هناك العديد من المواهب الوطنية التي يجب احتضانها وتسخيرها لما يصب في مصلحة الوطن، وأن هناك كنوز وطنية بشرية لم يتم كشفها بعد، فهي إما بعيدة عن الأضواء أو أنه يتم تجاهلها وتفضيل آخرين بدلاً منها حتى ولو كانوا من خارج الوطن. الهاكرز هم نموذج لتلك الطاقات المميزة، والتي يجب وضع آلية محفزة لهم لتصحيح مسارهم الخاطيء، وإيقافهم عن القيام بجرائم إلكترونية وتقويم سلوكهم وتطوير مواهبهم وتوجيههم إلى الطريق الصحيح، وتبنيهم من خلال إيجاد فرص عمل مناسبة لهم، وتكريمهم على إنجازاتهم، ففي بعض الدول يتم وضع جوائز للهاكرز لاكتشاف الثغرات في الأنظمة الخاصة بالمنشآت. شكرًا لمعالي الوزيرعلى هذا الحوار، وكم أتمنى أن تقوم الجهات المعنية باحتضان أمثال هؤلاء وتسخيرهم لنفع الوطن والمجتمع. Ibrahim.badawood@gmail.com