جاء الخبر. فاجعا صادما. عظم الله اجرك في أخيك فرحان. فتحاملت على نفسي وتماسكت لكنني لم استطع أن امنع نفسي من البكاء. نعم لقد بكيت ففرحان هذا الشاب المعجون بحب هذه الارض الطيبة والتي حمل عشقها بين وجدانه فراح يعبر عنها ويكتب عن همومها منذ كان فتى. وخلال السنوات الاخيرة بات يبذل جهدا مضاعفا كأنه يسابق الزمن. يريد أن يكتب الكثير، الكثير فبات من القلة من الاعلاميين الشباب الذين يسعون للبذل والمكابدة والعطاء من أجل الوطن.. كان صحفيا متميزا في تحقيقاته وتقاريره الميدانية. أو في كتابته للمقالة. لم يكن يتردد عن الاتصال بهذا او ذاك باحثا عن معلومة. او مستفسرا عن موضوع لتتكامل لديه خلفية واسعة عنه حتى تكون كتابته موضوعية.. يا الله ماذا اكتب عن فرحان وأنا اداعبه مازحا بأن له من اسمه نصيبا فهو رغم تعب الحياة وهمومها الا أنه دائما يستقبلك هاشا باشا الابتسامة تعلو ملامحه الفرحانة.. فيا لها من فجيعة على أهله ومحبيه الكثر وزملاء عمله. وحتى على الحروف التي يكتبها التي فقدت برحيله أنامل صادقة كانت تكتب بصدق ووضوح وحتى صراحة.. ماذا يا ترى أستطيع أن أكتب عن أخ حبيب.. منذ تعرفت عليه قبل عقود وهو يسكن لا الذاكرة فقط وإنما القلب. وسوف يستمر فرحان دائما في الوجدان.. رغم رحيله المبكر.. كم كانت له طموحات وتطلعات. كنت على علم بها. كنت في طريقي الى حفل قمة التواصل الاجتماعي في دبي. وجاء اتصاله يطلب مني المشاركة في زيارة سمو الامير بدر من ضمن اللجنة الخاصة بالملتقى الاعلام الالكتروني. واعتذرت منه كوني خارج المملكة. فراح يؤكد لي انني سوف اكون موجودا من خلاله. فتضاحكنا. لقد قام قبل عقود بإجراء حوار معي داخل مرسمي لهذه الصحيفة، وعلى هامش الحوار تحدثنا كثيرا عن هموم الاعلام والصحافة والأدب والثقافة والحق أنه يشعرك بأنه مستمع جيد.. وعندما يتحدث فهو المتحدث المفوه. لقد كسبته في السنوات الاخيرة (هيئة الري والصرف) ليكون مديرا للعلاقات العامة فيها فكان والحق يقال الرجل المناسب في المكان المناسب. فراح يعد البرامج والفعاليات لخدمة الاعلام بالهيئة. فباتت اخبارها ونشاطاتها أكثر انتشارا وفاعلية.. ماذا اقول عن حبيبنا فرحان. والكل بات حزينا زعلان. لرحيله. وفقده. وهو في قمة الشباب والعنفوان. لكن هكذا هي الحياة وهكذا هو الانسان. لا بد أن يسلك نفس الطريق الذي لا بد مما ليس منه بد. وان يتوسد يوما اللحد.؟! وماذا بعد ها قد تركت يا ابا فهد كل طموحاتك وتطلعاتك وأفكارك وخططك وما أكثرها. وتركت قبل هذا وبعد هذا زوجتك المحبة المكلومة والمفجوعة وأفراد أسرتك الذين تقاسمت معهم الافراح. والتطلعات والأحلام. سوف تكون مصيبتهم بفقدك أكبر. لانهم يا حبيبنا فرحان يحبونك أكثر رغم اننا والله يشهد نحبك.. لكن عزاءنا فيك أن ما قدمته لوطنك من عطاءات مختلفة في الاعلام والصحافة سوف يكون باقيا وشاهدا للأبد. وعزاؤنا الا أحد سوف يبقى في هذه الحياة الا الله. و«إنا لله وإنا إليه راجعون». كاتب وفنان تشكيلي