استنكر رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري إقحام تلفزيون لبنان في حلبة الملاكمة الإعلامية والسياسية، واستدراجه الى فخ المشاركة، في الهجوم والتجاوز على المملكة العربية السعودية وقيادتها، التي خصصتها الإخبارية الرسمية السورية قبل يومين، من خلال المقابلة سيئة الذكر مع الأمين العام لحزب الله. وقال عبر بيان تحصلت "الرياض" على نسخة منه إنه لشيء مؤسف ومؤلم، أن يتم استغلال لبنان الى هذا الحد، وأن تكون بعض منابرنا شريكة لمنابر السفّاح بشار الاسد في الاساءة لدولة، لم يرَ منها اللبنانيون سوى الخير، ولم يسمعوا من مسؤوليها سوى الكلمة الطيبة، ولم يعرفوا عنها منذ قيام دولة الاستقلال سوى إسهامها في إنهاء الحرب الأهلية ورفضها كل أشكال الاقتتال بين اللبنانيين، ووقوفها الى جانبهم في مواجهة الآثار المدمرة للحروب الإسرائيلية وآخرها حرب العام . وأضاف بأن التاريخ قد كتب وسيكتب بحروفٍ من ذهب ما قدمته المملكة العربية السعودية الى لبنان، ولن يكون في مقدور الابواق المسمومة ان تغيّر من هذه الحقيقة او أن تتمكن من تشويهها فما فعلته السعودية وما تفعله اليوم، هو فعل منطلق من إيمان بدورها في حماية الهوية العربية، وفي الدفاع عن حقوق الشعوب العربية بالأمن والاستقرار والتقدم، خلاف من يسعى من الدول، كإيران وغيرها، لتدمير هذا الاستقرار وتحويل العواصم العربية الى ساحات مفتوحة امام الفوضى الطائفية والمسلحة. وأفاد بأنه منذ أن قررت ايران تصدير ثورتها الى لبنان وهي تقدم الى اللبنانيين، وجبات متتالية من الانقسام ومواد للنزاع الأهلي، اصطدمت اول ما اصطدمت بالطائفة الشيعية نفسها، فيما عُرف في الثمانينات بحرب الأخوة بين حركة أمل وحزب الله، قبل ان تصطدم بباقي المكونات اللبنانية، وتجعل من حزب الله ميليشيا مسلحة وقوة عسكرية منظمة تعمل بقيادة الحرس الثوري الإيراني، وتمارس مهماتها بمعزلٍ عن الدولة اللبنانية وقوانينها ومؤسساتها الشرعية. وأوضح بأنه بات مفهوما للقاصي والداني أن ايران لا تقيم وزناً للدول العربية ومؤسساتها الرسمية، بالقدر الذي تعمل فيه على اختراق المجتمعات والتلاعب على العصبيات المذهبية، وترفع من شأن الأحزاب والقوى والجهات التي تنضوي تحت إمرة الحرس الثوري، او تحت إمرة المشروع الاستراتيجي للجمهورية الاسلامية الايرانية، وهو ما تجلى قبل عاماً في لبنان مع خروج حزب الله من الرحم الإيراني، وما يتكرر في اليمن حالياً مع صعود التنظيم الحوثي المسلح المعروف بأنصار الله، والذي عاش ونما في كنف الحرس الثوري أيضاً منذ العام . وأبان: إذا كنا نحن في لبنان نتعامل مع هذا الخطأ، انطلاقاً من الموجبات التي تفرضها المصلحة الوطنية وسد المنافذ أمام الفتن المتنقلة وقطع الطريق امام المزيد من تغلغل الحالة الايرانية في حياتنا المشتركة، فإن المسؤولية توجب علينا عدم السكوت على استمرار الخطأ والدعوة تلو الدعوة الى تحييد لبنان عن الحروب المحيطة ورفض كل أشكال المشاركة فيها، بالقدر الذي توجب علينا أيضاً حماية مصالح لبنان وأبنائه والتصدي لأصوات الفجار، كباراً وصغارًا، ممن يتحاملون ويتطاولون على السعودية وقادتها.