الرباط، المغرب (CNN)-- أعادت محكمة التحكيم الرياضية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المنتخب المغربي الى حظيرة الكرة الافريقية بقرارها الذي أصدرته، الخميس في لوزان بإلغاء العقوبات التي كانت فرضتها الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم على الكرة المغربية. وانتشت الأجهزة الوصية على الكرة في المملكة والطاقم الفني للمنتخب الذي يقوده بادو الزاكي وكذلك الرأي العام الرياضي الذي انفجرت وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقاته المرحبة بقرار المحكمة التي رأى الجمهور المغربي أنها كانت "أرحم" بالمغرب من الاتحاد القاري الذي يقوده عيسى حياتو. وكانت الكاف قد اتخذت قرارا بحرمان المنتخب المغربي من المشاركة في الدورتين القادمتين من كأس افريقيا للأمم 2017 و2019، بعد أن طلب الاتحاد المغربي للعبة تأجيل موعد نهائيات النسخة الثلاثين لكأس إفريقيا للأمم، الى موعد لاحق تفاديا لانتشار وباء إيبولا، الذي كان حينئذ في ذروة خطورته. واضطرت الكاف الى نقل مكان النهائيات التي نظمت ما بين 17 يناير/ كانون الثاني والثامن فبراير/ شباط الى غينيا الاستوائية. وكانت محكمة الفيفا أرحم ماليا أيضاً بالمغرب حيث نص قرارها الذي نشرته على موقعها بالإنترنيت على تخفيض الغرامة التي فرضتها الكاف على الاتحاد المغربي لكرة القدم من عشرة ملايين دولار الى 50 ألف دولار، اي خمس المبلغ الأول. في المقابل اعتبرت المحكمة الرياضية انه يمكن إحالة قضية التعويضات التي تطالب بها الكاف الاتحاد المغربي بسبب الخسائر التي تكبدتها إثر قرار المغرب، الى محكمة تجارية مختصة، هي محكمة باريس للتحكيم التجاري للبث في قيمة التعويضات المحتملة. وينتظر أن يخلص قرار محكمة الفيفا طواقم المنتخب المغربي الأول، الذي يقوده المدرب بادو الزاكي، من حالة الاحباط التي عانوا منها بسبب قرار استبعادهم من التنافس على الكأس القارية في وقت كان الجمهور المغربي يراهن على الادارة الفنية الجديدة في المنتخب والاتحاد من أجل استعادة الموقع الرائد للكرة المغربية افريقيا. وعلى صفحته في فيسبوك، أعرب رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع عن سعادته بالقرار داعيا الى الاستعداد بجدية للاستحقاقات القادمة التي تشمل تصفيات كاس افريقيا وكأس العالم على السواء. ومن جهته، اعتبر الخبير الرياضي المغربي منصف اليازغي في قراءة لخلفيات القرار، أن الأمر يرتبط بالطريقة الجديدة التي دافع بها المغرب عن ملفه أمام المحكمة الرياضية والمفاوضين الذين انبروا للمهمة، بتأطير من الاتحاد المحلي للعبة على عكس الاختلالات التي طبعت هذا الأداء في عهد وزارة الرياضة السابقة. وقال اليازغي في تصريح لموقع CNN بالعربية إن محكمة الفيفا استندت على الأرجح في قرارها على كون المغرب لم يرفض تنظيم المنافسة بل طالب فقط بتأجيلها في ظرف معين، كما أنها أبطلت عقوبات الكاف كونها خالفت لوائح الانضباط داخل الاتحاد الأفريقي نفسه. ورياضيا، توقع الخبير المغربي أن يتيح هذا القرار للنخبة المغربية الاستعداد في ظروف جيدة للاستحقاقات القارية والدولية تحت ادارة المدرب بادو الزاكي، خصوصا أن المباراة الودية الاخيرة التي خاضها المغرب وديا امام الأوروغواي تركت انطباعا جيدا حول تطور أداء أسود الأطلس. وخلص الى أن قرار المحكمة الدولية ينقذ جيلا كاملا من اللاعبين الدوليين كان سيرحمهم الاتحاد الأفريقي من الدفاع عن ألوان بلادهم في افريقيا.