مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة كـ»تويتر وفيسبوك ويوتيوب» وغيرها من المواقع والبرامج، باتت تلعب دورًا هامًا في التأثير على المجتمعات الإنسانية، ولذا رأينا موقع فيسبوك يُعْلِنُ قبل أيام مجموعة من الخطوات والإجراءات والمعايير للحدّ من الإرهاب وخطاب الكراهية، وكذا المواد الإباحية! ومجتمعنا السعودي مجتمع تقني بامتياز، فحسب بعض الدراسات والإحصائيات التي اطلعت عليها مؤخرًا فإنّ عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية قد تجاوز»13 مليونًا»!! كما أنّ موقع «سوشيال بريكارز» العالمي قد أكد بأنّ عدد مستخدمي موقع فيسبوك الشهير في المملكة قد تجاوز 4،5 مليون مستخدم، وهناك 12% من السعوديين ساكنون في «تويتر»، بينما أعلى نسبة مشاهدة في العالم ليوتيوب محجوزة للسعوديين بـ «90 مليون مشاهدة»! وبالتالي فإنّ تأثيرات تلك المواقع والبرامج كبيرة في مجتمعنا، حيث أصبحت ميدانًا لنشر الشائعات والعَصَبيّات، والصراعات الفكرية سواءً كانت الأطراف داخلية أو خارجية تعمل على التغلغل داخل المجتمع والوصول لعقول شبابه خاصة! فهناك أصوات خارجية من دعاة الإرهاب والفكر المتطرف يحاولون استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب شبابنا، الأمر الذي جعل مركز الدراسات والبحوث بكلية الملك فهد الأمنية ينظم قبل أيام ندوة علمية عنوانها: «شبكات التواصل الاجتماعي وأبعادها الاجتماعية والأمنية»!! وفي المقابل هناك طائفة استفزازية استغلت مساحات الحرية في تلك المواقع للتطاول على الإسلام ورموزه وأصوله الثابتة، وهناك مَن جعل تلك المواقع ميدانًا لغَرْس العصبيات القبَلية والمناطقية والطائفية في المجتمع!! وهنا وبعيدًا عن التوصيات الورقية هذه مناشدة بتفعيل التشريعات والقوانين التي من شأنها أن تنظم التعامل مع مواقع وبرامج التواصل الحديثة.. وكذا التعامل الأمني مع الحسابات التي تروّج للأفكار والجماعات الضالة أو تلك التي تتطاول على ديننا وثوابته سواء كانت تلك الحسابات لأفراد أو مؤسسات وذلك بالمتابعة والعقوبات والتشهير؛ على أن يكون هناك هاتف ساخن للتبليغ عن أية تجاوزات!! أيضًا خطورة الوضع تنادي بتصميم برامج توعوية جاذبة للتعاطي الأمثل والإيجابي مع تلك المواقع والبرامج الحديثة، على أن تتولى تنفيذها ونشرها المؤسسات التربوية والإعلامية والمنابر الدعوية بلغة تواكب لغة العصر والجيل، مع العمل على استثمار مواقع التواصل في نشر الثقافة الإسلامية المعتدلة والوسطية والتصدي للشبهات التي تثار حول الإسلام. أخيرًا يقول أحدهم: إذا أردت اجتماع أسرتي في بيتنا الصغير قُمتُ بفَصْل «الواي فاي»؛ فحينها كل يخرج من غرفته أو عُزلته بحثًا عن أسباب انقطاع الإنترنت؛ وبالتالي فهل تلك المواقع للتواصل أم للتّقَاطع؟!. aaljamili@yahoo.com