×
محافظة المدينة المنورة

إغلاق معمل حلويات مخالف في قباء وضبط عمالته

صورة الخبر

رحم الله الصديق العزيز والإعلامي، والزميل والإنسان والخلوق، والمتزن، والهادئ، وصاحب حسن المَخبَر والمظهر، الأنيق الأستاذ فرحان بن فهد العقيل، أحد أبرز كُتابنا الأحسائيين، الذي صدمني نبأ رحيله فجر الثلاثاء الماضي في حادث سير على طريق خريص. ـ رحمه الله، فقد كان آخر حديث لي معه قبل أسبوع بالضبط من الآن حول عدد من الموضوعات الأدبية والاجتماعية والحراك السياحي في الأحساء الذي بات ينشط مؤخرا، ووعد أن يزورني هذا الأسبوع الذي نكتب فيه الآن كلمات تأبينه، ليشرب معي (الشاي) الذي كان يحبه في منزلي، ولنتحدث أكثر عما طرحناه في الهاتف، لكن قضاء الله تعالى كان اسرع.. ـ فرحان.. كانت لديه نظرة بعيدة للكثير من الأحداث والأمور يطرحها بشكل هادئ جدا ـ كما هي طباعه وطبيعته ـ كما كان يمتاز بحس وطني بارز في الكثير من الأمور، ولا تجد نفسك تختلف معه كثيرا فيما يبدي من آراء، وكان يطرحها بأسلوب مرن، ووجه طلقٍ باسم، وأسلوب أنيق كشخصه وهندامه وهيئته، وكل ذلك ممزوج بأخلاق عالية، وكرم طيب، وسجايا حميدة. ويقينا أننا خسرنا في الأحساء والمملكة وفي جريدة اليوم ـ على الوجه الأخص ـ قلما يمدنا بالكثير من رؤاه الجميلة، ونظرته التي ليس فيها ما يشوب، وشخصا عرفناه متصلا ومتواصلا مع مجالسنا ومناسباتنا المختلفة، وهمومنا وأفراحنا، وحاضرا بشخصه وقلمه في أغلب مناشط الأحساء. إن (فرحان) له من اسمه نصيب لدى الآخرين، فهو فرحان في ذاته بما نجده ظاهرا في العيان، وهو يجعل من يتعامل معه فرحان، وتلك ـ والله ـ نعمة يمُنها الله على من يشاء من عباده. لقد قطع الفقيد الغالي شوطا إعلاميا طويلا ـ على قِصَر عمره ـ، وشوطا في الكتابة منذ أن كان فتى يافعا، وخص جريدة المنطقة (اليوم) بقلمه وتحقيقاته وموضوعاته المختلفة، ولم يكتب بشكل منتظم في غيرها من المطبوعات الأخرى، وإن كانت له ـ كغيره ـ بعض المشاركات المتباعدة هنا وهناك في عدد من المجلات والمطبوعات المحلية والخليجية الأخرى، كان يكتبها بناء على طلب من أهلها. وقبل ذلك كله قرأنا (فرحان) قلما أحسائيا مُخْلِصا، ومُتابِعا، ومُناشِدا، ومُتسائِلا، ومُندهِشا، ومُستغربا، ومُتألِّما،وقَلِقا، وملاحِظا، وحالِما، ومُتمنّيا.. لكل ما من شأنه رفع الأحساء وخدماتها ومعطياتها بما يليق باسمها وتاريخها وعراقتها وخيراتها. ـ أما حسه الوطني فهو من أبرز سِماته التي عُرف بها، ويتجلى ذلك فيما نقرأ له باستمرار في مقاله شبه اليومي في جريدة اليوم، وما نلمسه من رؤى وطنية مواكبة لكل الأحداث القائمة عبر تحليلات هادئة عن سياسة ولاة أمورنا، وحرص قادة هذه البلاد ـ حرسها الله وقادتها من كل سوء ـ على استتباب الأمن والاستقرار، والسلام ورفاهية المواطن والمقيم. ـ كان فرحان يكتب كل تلك الرؤى الهادئة القيّمة منذ أن كان في المرحلة المتوسطة ـ كما أشرت، واستمر في ذلك عبر عهود ملوكنا الراحلين رحمهم الله لبلادنا الغالية وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أطال الله عمره، وقل الشيء نفسه عن رؤيته الخليجية ومسيرة قادة مجلس التعاون الخليجي حفظهم الله. ولم يُعْهَد له ـ غفر الله له ـ موقف سلبي عن أمر ما تجاه شخص ما، او شخص مناوئ، أو زميل منافس. ـ فكيف يمكن لهذه الحروف اللاهثة أن ترسم مقال رثاء تأبيني لصديق أثير، وزميل جميل ذي فكر نير، وتعامل راق، وذي تواصل مع الكل، حملت السطور السابقة شطرا من سماته، ويرحل عنا شابا نشطا.. رحم الله أخانا العزيز فرحان العقيل وأسكنه فسيح جنته. شاعر وكاتب سعودي، عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي، والمدير الإداري