لندن - واشنطن: «الشرق الأوسط» في أول ظهور له، ضمن سلسلة لقاءات مع وسائل الإعلام الأميركية أمس، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة على السعي من أجل ما سماه «اتفاقا أفضل لكبح البرنامج النووي الإيراني». وقال نتنياهو إنه سيضغط على المشرعين الأميركيين للحيلولة دون منح طهران «مسارا حرا (لصنع) قنبلة». وكشف أنه تحدث مع مشرعين ديمقراطيين وجمهوريين في الكونغرس يمثلون نحو ثلثي أعضاء مجلس النواب، ومثلهم في مجلس الشيوخ، عن القضية النووية الإيرانية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد انتقد بحدة إطار الاتفاق النووي الذي وقع يوم الخميس الماضي بين القوى العالمية وإيران، وقال إنه يهدد بقاء إسرائيل. ولدى ظهوره على قنوات تلفزيونية أميركية لم يتطرق نتنياهو إلى ما شدد عليه يوم الجمعة الماضي، بأن أي اتفاق نهائي لا بد أن يتضمن التزاما من جانب إيران بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وقال في تصريحات لقناة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية، نقلتها «رويترز»: «هذه ليست قضية حزبية. هذه ليست قضية إسرائيل وحدها». ومضى يقول «إنها قضية عالمية، لأن الجميع سيكونون عرضة للتهديد من جانب أكبر دولة إرهابية في عصرنا، في حالة الإبقاء على البنية الأساسية لإنتاج، ليس فقط قنبلة نووية واحدة، بل الكثير الكثير من القنابل النووية». ونقلت «رويترز» عن دايان فاينستاين، وهي من أبرز الأصوات الديمقراطية في ما يتعلق بالسياسات الخارجية، أنها لا تعتقد أن الاتفاق يهدد إسرائيل، ووجهت كلاما خشنا لنتنياهو، حين قالت «لا أعتقد أنه من المفيد لإسرائيل أن تخرج وتعارض هذه الفرصة الوحيدة لتغيير آلية كبيرة للتدهور.. آلية تدهور في هذا الجزء من العالم». وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد أغضب البيت الأبيض وبعض المشرعين الديمقراطيين، عندما قبل دعوة من الجمهوريين لإلقاء كلمة أمام الكونغرس في 3 مارس (آذار) الماضي، قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية التي أبقته في السلطة. ونفى نتنياهو أنه ينسق مع رئيس مجلس النواب جون بينر، الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي، ومع باقي الجمهوريين لعرقلة الاتفاق مع إيران. وتقول إسرائيل، وهي الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، إنها تعتقد أن إيران ملتزمة بتدمير إسرائيل. وندد نتنياهو بإطار الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، وقال إن الإيرانيين «يحصلون على طريق حر نحو (صنع) القنبلة». وأضاف لقناة «سي إن إن»: «ما زال هناك وقت للحصول على اتفاق أفضل وممارسة ضغط على إيران لتقييد برنامجها النووي». وأضاف «لا أحاول قتل أي اتفاق.. أنا أحاول قتل إبرام اتفاق سيئ». ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الاتفاق الذي تم التوصل إليه في لوزان بسويسرا بأنه «تفاهم تاريخي»، وأبلغ نتنياهو في اتصال هاتفي، بعد قليل من الإعلان عن الاتفاق، بأن هذا الإطار يمثل تقدما نحو حل دائم يقطع الطريق على إيران للحصول على سلاح نووي. وتصر إيران منذ أمد بعيد على أن برنامجها النووي سلمي تماما. ويعمل الجمهوريون - الذين يسيطرون على الكونغرس بمجلسيه - وبعض الديمقراطيين، على إعداد تشريع يقضي بإجراء تصويت في الكونغرس على أي اتفاق يبرم مع إيران. وقال السيناتور بوب كوركر، وهو جمهوري يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إنه ينتظر لمعرفة المزيد من التفاصيل بشأن اتفاق الإطار. غير أن الرئيس الأميركي لم يتردد في الإعلان عن أنه سيستخدم حق النقض لإبطال تشريع يطالب بإجراء تصويت في الكونغرس، لقبول أو رفض أي اتفاق نهائي مع إيران، بحلول موعد نهائي في آخر يونيو (حزيران)، حسبما اتفقت عليه إيران والقوى الست الكبرى. وأضاف كوركر أنه من غير الواضح ما إذا كان معارضو الاتفاق سيتمكنون من حشد الأصوات اللازمة لتجاوز حق النقض أم لا.