لابد وأن نفرق أولًا بين الشعب الإيراني المغلوب على أمره وبين السلطات الإيرانية. لقد عربدت إيران في المنطقة فهي التي أشعلت الفتنة الطائفية في لبنان، وخلقت قوة أسمتها حزب الله تناهض السلطة الشرعية وتعطل المصالح العليا في البلاد. إيران هي التي ساعدت الولايات المتحدة تحت مظلة إعادة الاستقرار في العراق وفق تصريح السيد أحمدي نجاد، وتطور الوضع وأشعلت فتنة كبرى ضد السنة في العراق حتى أصبحت العراق ولاية إيرانية. إيران هي التي لعبت دورًا في إشعال الفتنة في أفغانستان، إيران هي التي أبقت نظام الأسد وقاتلت بالنيابة عنه وأعانت الظالم على ظلمه، وكانت سببًا في تشريد مئات الألوف من سكان سوريا الأبرياء وجعلتهم يعيشون في الملاجئ والمخيمات. إيران هي التي أشعلت الفتنة الطائفية في البحرين، وفي قمة «قم» أصدرت توصيات عاجلة بضرورة استنساخ التجربة العراقية وتعميمها على بقية دول الخليج واليمن، والانقلاب الحوثي على الشرعية وهم قلة في العدد صار في تحالف قوة الرئيس المخلوع في اليمن فحصل ما حصل بدعم ومؤازرة عسكرية واقتصادية من إيران للاستمرار في بسط نفوذها على بقية المنطقة وربما لا تدري أنها تحقق حلم بعض الجهات الراغبة إلى تقسيم الدول العربية إلى دويلات. يقول بعض المحللون: إن الرهان على إيران رهان خاسر وستشهد الأيام المقبلة بذلك لكل من سار في ركب إيران مستغلين بعض الشعارات البراقة. بعض الإيرانيين يتوقعون دورًا سيئًا للغاية قادم إلى إيران لا محالة حتى أنهم يرون أن سقوط إيران وانهيارها أسرع من العراق أو سوريا. أما عن انقلاب الحوثي على السلطة اليمنية المدعوم بالكامل من إيران فهذا يهدد الأمن الداخلي في اليمن وأمن المنطقة ووجهت المملكة إنذارات آخرها من قبل وزير الخارجية السعودي بأن دول الخليج لا يمكن أن تستمر مكتوفة الأيدي أمام من يهددها. لم تكن إيران والحوثيون تحسب حساب غضب الحليم، وفي تسارع غير مسبوق وضمن نطاق تعديل المسار الخليجي وجدنا أنفسنا أمام خليج جديد يتحرك ويستجيب للنداء الاستغاثي من الرئيس الشرعي لليمن فكانت عاصفة الحزم بتضامن عشرة دول أسماها البعض بأنها عاصفة النخوة والمروءة والكرامة وسيشهد التاريخ بإنقاذ اليمن من براثن عصابات مارقة تريد أن تعبث بأمن اليمن والمنطقة، وفي الوقت الذي تشرع الرياض أبوابها لكل أطياف اليمن للحوار نأمل أن تستكمل العاصفة مهمتها لتحقيق التوازن المطلوب. في المقابل إن على إيران أن تنقذ شعبها المغلوب على أمره وتحافظ على وحدة بلادها من الانقسام والانهيار والكف عن العبث بمقدرات البلدان الأخرى. Qadis@hotmail.com