مع توسع نطاق الضربات الجوية المركزة لعاصفة الحزم, يتقلص نفوذ جماعة الحوثي وسط القبائل اليمنية خاصة في مناطق البيضاء وعمران وذمار وصنعاء وهي مناطق دخلتها الأشهر الماضية بمساندة وتأييد من زعامات قبلية كانت موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وخاضت قبائل مثل عذر وبين صريم والعصيمات في محافظة عمران شمال اليمن معقل قبيلة حاشد التي يتزعمها الشيخ صادق الأحمر الذي نسف الحوثي منزل عائلته في معقل القبيلة بمنطقة الخمري في الثاني من فبراير عام 2014, خلال الأشهر الماضية مع مسلحي الحوثي القادمين من محافظة صعدة شمال اليمن. جولات من المواجهات, هي الآن تقف على بعد خطوة واحدة من الانقضاض على الحوثي ومواقعه العسكرية في أراضي تلك القبائل وفق ما أشار نجل زعيم قبلي في تلك المناطق. وقال في حديث لـ (اليوم) : أبناء القرى التي تنتمي إلى قبائل العصيمات كانت مناهضة لأشهر طولية لتواجد الحوثي في أراضيها وحصلت مواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين واعتقل العشرات من أبناء القبائل المعارضة للحوثي. الآن بعد أن خسر الحوثي جزءا كبيرا من قوته التي شتتها شمالاً وجنوباً، بات تواجده منحصرا في أعداد قليلة من اتباعه من أبناء تلك المناطق والقبائل تنتظر الفرصة للانقضاض عليهم وطردهم من تلك المناطق. وأكدوا أن أبناء تلك المناطق ذاقوا الأمرين من تواجد الحوثي الذي يحاول ضمهم إلى صفوفه بالإغراء بالمال أو الوظائف خاصة فئة الشباب الذين باتوا الآن يعرفون زيف تلك الوعود. قبيلة حاشد حاشد هو التحالف القبلي الثاني في اليمن بعد قبيلة بكيل, وتعرف قبيلة حاشد بتوسع نفوذها في السلك العسكري والسلطة التنفيذية للدولة اليمنية منذ عقود طويلة, مركزها الرئيس مدينة خمر, تضم سبع قبائل بني صريم, خارف, العصيمات, عذر, ذو غيثان, ذو قاسم, العراجلة, تتوزع في عدد من المحافظات, كان يقودها - رئيس مجلس النواب اليمني السابق - الراحل عبدالله بن حسين الأحمر, قبل أن يتولى نجله صادق زعامة القبيلة، تصدعت قوة حاشد بعد دخول جماعة الحوثي المسلحة مدينة خمر المركز القبلي للقبيلة إثر مواجهات عنيفة قادها آل الأحمر بمساندة رجال القبيلة مع مسلحي الحوثي. خسر آل الأحمر المعركة بعد بعض أسابيع من المواجهات بعد أن تخلت عنهم بعض القبائل وإعلانها الحياد، أبرز تلك القبائل بني صريم, وتحالف بعض القبائل الصغيرة مع الحوثي ضد آل الاحمر. نسجت تلك التحالفات شراء بعض زعماء القبائل من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح, ووجود بعض الشخصيات القبلية في قمة هرم حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده صالح, ما سهل دخول الحوثي مناطق قبيلة حاشد القوية. ويقول الكاتب اليمني خالد الشريف: كثير من مقاتلي الحوثي تم تدريبهم على يد خبراء من إيران وحزب الله في صعدة، مشيرا إلى أن علي عبدالله صالح - الرئيس السابق - دعم الكثير من المشايخ والشخصيات القبلية المؤثرة للوقوف في صف الحوثي ضد آل الأحمر الذي يعتبرهم سببا في تنحيه عن السلطة. الحوثي يفقد الدعم المحلل السياسي اليمني عمار علي أحمد يرى في حديث لـ (اليوم) أن التحالفات القبلية مع صالح والحوثي تكاد تكون شبكة واحدة لا يمكن فصلها، لأنها تقوم على نزعة واحدة وهي نزعة التسلط بالحكم لمناطق شمال الشمال وهذا ما يبقي هذا التحالف قائما، بالإضافة إلى التأثير المذهبي الذي يربط هذه القبائل الزيدية. وتابع بالقول : يجب أن نعلم بأن المصلحة أو المنفعة يمكن اعتبارها الدافع الأول لنسج تحالفات وولاءات القبيلة في اليمن، لذا فهي تميل دائما للتحالف مع الطرف الأقوى، ويمكن أن تتخلى عنه إذا ما شعرت انه بدأ في الضعف، وربما هذا العامل أكبر تأثيرا من العامل الخارجي. ولفت إلى أن الضربات الجوية ربما تسارع في تصدع تلك التحالفات القبلية الموالية للحوثي وصالح, وقال: إذا طال أمدها وأضعفت من قوة الحوثي وصالح العسكرية وبدأت آثارها الاقتصادية تظهر على الشعب ما يجعل الوقوف ضدها ضررا كبيرا. واستطرد بقوله : انهيار هذا التحالف القبلي مرتبط بعدة عوامل أهمها معركة الجنوب وعدن بالتحديد وهي من ستحدد إذا كانت هذه المعركة رابحة أو خاسرة للاستمرار في التبعية لصالح والحوثي. القبائل تتخلى عن الحوثي ولا يستند عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين إلى شيء بقدر ما عمد إلى تمدد حركته للحصول على التحالفات القبلية التي يعقدها في المناطق التي يرغب في أن تكون له سيطرة فيها. ففي السنوات الماضية سعت الحركة - التي يتزعمها - إلى توطيد علاقتها القبلية من خلال مصاهرة، بعض القيادات الميدانية مع فتيات من قبائل كثيرة لتوطيد العلاقة الاجتماعية بين الحركة الحوثية وتلك القبائل خاصة قبائل الجوف والبيضاء وعمران وهي محافظات تعرف بتشبثها بالتقاليد القبلية التي تعتبر الصهر أحد أبناء القبيلة. وكذلك من أجل حفظ الأراضي التي تتمدد فيها الجماعة تعمد إلى الدفع بأنصارها الشباب إلى الزواج من فتيات ينتمين لأسر قبلية في تلك المناطق, كخطوة جديدة للانخراط بشكل أسرع مع تلك القبائل وضمان ولائها، غير أن هذه القبائل تخلى الكثير منها عنه بعد أن ضعفت قوته. تحالف المال المال أيضا كان دفعا قويا لانخراط الكثير من زعماء القبائل الصغيرة في صفوف جماعة الحوثي في وقت سابق، وقال : (قيادي في الحزب الاشتراكي اليمني فضل عدم الكشف عن هويته) إن الحوثي دفع أموال إلى مشايخ وشخصيات اجتماعية من أجل انضمامها للجماعة حتى وإن كانت ميول تلك الشخصيات غير متوافقة تماما مع ميول الحوثي, لكن قيادات الحركة ترى أن تلك الشخصيات مؤثرة ويمكن أن تستقطب المئات من الشباب للحوثي. وأشار في حديثه لمراسل اليوم إلى تسارع وتيرة الانضمام للحوثي من شخصيات قبلية بعد أن وجدت في الجماعة بروز جديد للسلطة بعد أن خف نجم حزب المؤتمر الشعبي العام, لذا أعلن بعض المشايخ القبليين انضمامهم له من أجل العودة إلى مواقعهم الريادية في المجتمع القبلي بعد أن تأثر ذلك المركز القبلي بالإطاحة بنظام صالح وحزب المؤتمر عن السلطة، لذلك فإن ضعف الحوثي الحالي جعلهم يتراجعون عن مناصرته. قبيلة بكيل أكبر القبائل اليمنية يتزعمها ناجي عبدالعزيز الشايف, شهدت منذ سنوات طويلة صراعات داخلية وانشقاقات حادة خاصة تلك التي قادها القيادي الإصلاحي والشيخ القبلي وعضو البرلمان أمين العكيمي ومحاولة نزع مشيخة القبيلة من يد ال الشايف، حيث تمتد أراضي تلك القبيلة لتشمل عدة محافظات يمنية شمالية, مركز القبيلة محافظة الجوف الصحراوية. زعيم قبيلة بكيل، يعد أحد زعماء القبائل الموالين لصالح ونجله ودعم نظام صالح حتى تهاوى إبان الثورة الشبابية في عام 2011م, نجل ناجي الشايف محمد هو برلماني عن حزب المؤتمر يمتلك الحصة الأكبر في قناة آزال الفضائية الموالية صالح, يعتبر من الشخصيات القبلية ذات التأثير بين أوساط القبائل الأخرى, لذا سخر كل إمكانيات القبلية الأكبر في نسج تحالفات قبلية مؤتمرية حوثية سهلت اجتياح الحوثي في وقت سابق إلى مناطق واسعة من محافظات الجوف وصنعاء وذمار. اتفاقيات مواجهة مجريات الأحداث كشفت مدى تماسك القبائل في مواجهة العدو الحوثي, في محافظة شبوة الجنوبية أبرمت القبائل اتفاقيات لوقف الثأر فيما بينها التصدي للحوثي والوقوف صفا واحدا في مواجهة المد الحوثي وطرده من كل مناطق المحافظة. وقالت المصادر لمراسل (اليوم) في صنعاء عبر الهاتف : إن القبائل في شبوة أبرمت خلال الأسبوع الماضي اتفاق قبلي يضمن قتال الحوثي وعدم السماح له الدخول إلى المحافظة ومنع مرور أي فرد من مليشيات الحوثي في الأراضي تلك القبائل, لتخوض إثر ذلك قتال عنيف خسرت فيه القوات الانقلابية الحوثية العشرات من مقاتليها في مناطق بين سليم بشبوة. ودخلت القبائل اليمنية خط المواجهة المباشرة مع جماعة الحوثي منذ أشهر طولية, بدأت في محافظات عمران والبيضاء ومأرب والجوف وشبوة, وكانت قبائل العوالق بشبوة شكلت بداية العام الحالي قوة قبلية بين أبنائها تقدر بثلاثة ألف مقاتل من أجل حماية محافظة شبوة ومصالحها من أي اعتداء من قبل أي مليشيا أو جماعة مسلحة في إشارة إلى جماعة الحوثي. الصفوف تتحد وقبل قبائل شبوة كانت قبائل مأرب المحافظة الغنية بالنفط والغاز وحدت صفوفها وحشدت رجالها للتصدي لأي تحركات حوثية نحو أراضي المحافظة, وجمعت قبائل عبيدة والجدعان ومراد. وجمعت قبائل مأرب رجالها في منطقتي وادي نخلا وهو موقع يبعد نحو تسعة كم من جهة الغرب عن مدينة مأرب عاصمة المحافظة، وكذلك منطقة السحيل, إضافة إلى أبناء القبائل الأخرى في المحافظة ومحافظات الجوف والبيضاء وذمار. ويتوعد التحالف القبلي في مأرب بقتال مسلحي الجماعة القادمين من محافظات صنعاء وعمران وصعدة وذمار حتى آخر رجل. قيفة تتصدى منذ اجتياح جماعة الحوثي لصنعاء في 21 سبتمبر الماضي, وتمدد الجماعة في المحافظات الوسطى ودخولها مناطق البيضاء, تعهدت قبائل قيفة التي تقطن منطقة رداع التابعة لمحافظة البيضاء – وسط اليمن – بقتال الحوثيين حتى الموت, وخاضت خلال الأسابيع التي تلت تمدد الحوثي في أرضي قبيلة قيفة معارك شرسة تركزت في وادي ثاه وجبال اسبيل ودار النجد وهي مناطق حدودية بين محافظة ذمار - التي أعلنت اغلب قبائلها ولاءها لجماعة الحوثي - ومنطقة رداع التي يعرف زعماؤها القبليون بقربهم من قيادات تنظيم القاعدة. وحشدت قبائل قيفة مقاتليها في اغلب منطقة رداع لمواجهة التمدد الحوثي, والتحالف القبلي من زعماء القبائل الموالين لرئيس السابق علي عبد الله صالح. وتعرف منطقة رداع بتضاريسها الوعرة والصعبة وجبالها الشاهقة ووديانها الممتدة إلى مناطق بعيدة, التي تميل الكفة لصالح قبائل قيفة والقبائل الأخرى الموالية لها ضد مقاتلي جماعة الحوثي. تفكيك الحوثي وللقبائل الموالية لحزب الإصلاح الإسلامي في اليمن نفوذ واسع وسط القبائل اليمنية خاصة في المحافظات الشمالية حيث يتواجد بعض زعماء القبائل في مناصب قيادية في الحزب, وهو ما سهل انخراط الآلاف من أبناء القبائل في الحزب بشكل مبكر ما وفر قوة مسلحة لا تزال في قبضة الحزب لم يستخدمها بشكلها الكافي بعد. ووفق للناشط السياسي اليمني مروان الحاج الذي زاد بالقول: المئات من أعضاء حزب الإصلاح قاتلوا في جبهات القتال التي فتحها الحوثي خاصة في عمران - شمال اليمن - مع قوات الجيش التي كان يقودها العميد حميد القشيبي - وقتل على يد الحوثي في 8/7/2014م - وهو الذي كان حليفا قويا مع اللواء علي محسن الأحمر المقرب من قيادات في حزب الاصلاح. وتابع الحاج لـ (اليوم): علي محسن لا يزال رقماً صعباً لدى القبائل وورقة القبائل لم يستخدما الإصلاح بعد, وخطوات تفكيك التحالفات القبلية الموالية للحوثي بدأت مع سقوط المئات من أبناء القبائل في حروب تخوضها الجماعة وترى القبائل انها عبثية ومن المستحيل استمرارها. وأشار إلى أن القوة القبلية لدى الحوثي في طريقها للانقلاب عليه والتحالف مع معارضيه, وقال: يرى الكثير من القبائل أن تحلفها مع الحوثي لم يجلب لها غير مزيد من خسارتها لأبنائها وحروب ليس لها مبرر, ومع تزايد الضربات الجوية تزيد حدة الشعور لدى أبناء القبائل بالغضب من الحوثي. اجتماعات القبائل اليمنية اتحدت للوقوف ضد الحوثيين قبائل مسلحة لقتال الحوثيين وإلحاق الخسائر بهم