اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي، في لبنان، أنه لا يوجد أي مبرر دستوري لمقاطعة جلسات انتخاب رئيس للجمهورية «وكأن الجميع باتوا ينتظرون من الخارج كلمة السر وأن لبنان يختبر نوعا من الموت السياسي الذي يتحكم بمصير اللبنانيين كشعب ودولة». ورأى الراعي الذي كان يلقي رسالة عيد الفصح أن «الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية أحدث شللا في رأس الدولة بتعليق صلاحيات الرئيس وشللا في الحكومة لتعثر ممارساتها وشللا في المجلس النيابي لعجزه عن ممارسة واجباته التشريعية»، مجددا «النداء إلى ضمائر الكتل السياسية وندعوهم إلى الحضور إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية». وأضاف «ما زال السياسيون المعنيون يحكمون سيطرتهم على الحجر الذي دحرجوه على باب القصر الرئاسي منعا لانتخاب رئيس وهذا مرفوض رفضا مطلقا، لكن القيامة هي مصدر الرجاء وضمانته وبفضلها لنا رجاء وطيد يأتي من الشعب اللبناني المؤمن بالمساواة والتعاون في بناء الوطن فهو لا يريد الانزلاق نحو الحرب المذهبية وشعبنا حريص على عدم هدم ما بناه الأجداد». وأمل الراعي أن «تتم يوما الوحدة الكاملة بين المجتمع السياسي والمجتمع المدني»، مضيفا «من هذا الكرسي نعلن عن قربنا وتضامننا مع أبناء كنيستنا وسائر المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط لا سيما أولئك الذين يعانون من ظلم الحرب لا سيما في سوريا والعراق. نلتمس من المسيح أن يلتمس ضمائر المسؤولين عن هذه الحروب وأن يكف يدهم عن دعم المسلحين سياسيا وماديا». وناشد البطريرك الماروني الأسرة الدولية لإيقاف الحروب وتوفير عودة النازحين إلى بيوتهم وممتلكاتهم بكرامة، مضيفا «إليكم أيها الشباب في لبنان ودول المشرق أوجه نداء الرجاء فلا تخافوا من الصمود في أرضكم، كونوا أقوى من قوة الشر ومن المحن»، ومطالبا بـ«تطوير المؤسسات التربوية وتعزيز المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية». واختتم الراعي رسالته بالقول «لنصلي كي يدحرج المسيح حجر كل قساوة عن قلوبنا وقلوب جميع الناس ويفتح العقول على الحقيقة والقلوب على الحب»، مشددا على أن «قيامة يسوع ضمانة لقيامتنا بكل وجوهها، قيامتنا الأخلاقية والاجتماعية والوطنية»، معتبرا أنه «آن الأوان لنا كلنا لأن نعبر بكلامه ونعمته إلى حياة جديدة من أجل عالم جديد وإلى حياة جديدة، إن الإنسان يحيى بالرجاء على الرغم من كل شيء».