×
محافظة المنطقة الشرقية

تستر عليها فماتت... تخلص منها فتم القبض عليه

صورة الخبر

لدى المملكة العربية السعودية من الإمكانات المادية والبنى التحتية والخبرة، وكذلك التجربة السابقة في عمليات الإخلاء والإيواء، ما يجعلها تقف في مصاف دول العالم الأول في مجال التعامل مع الحالات الطارئة والكوارث الطبيعية أو عمليات النزوح المفاجئ، نتاج دخول مملكتنا لاسمح الله في أي صراع ذوداً عن حدودها وسيادتها وأمنها الاستراتيجي. يؤيد هذا الطرح ويعزز صوابيته وموثوقيته حدثان قد تداعيا إلى ذهنيتي الآنية، أحدهما في أوائل تسعينات القرن الميلادي المنصرم، وتحديداً في الثاني من أغسطس 1990م، عندما اجتاحت قوات نظام صدام حدود الكويت وسعت لاحتلالها، والعبث بمقدراتها وتشريد مواطنيها الآمنين العزل. حينذاك قد اتجه عشرات الآلاف من الأسر التي طالها أذى زبانية صدام، ولقيت من الترويع والتشريد مالم يلقه بشر على حدودنا، إدراكاً منهم أن السعودية وطن آخر لهم، وأن المواطنين يشاركونهم ذات الحب وذات الأخاء. حينها تمكنت مملكتنا الحبيبة وفي فترة قياسية لاتذكر على رغم صعوبة إمكانات ذلك الزمان -، من توطينهم في بيئات سكنية راقية بمختلف مناطق مملكتنا الحبيبة، بل وسعت فوق ذلك لصرف مبالغ مالية لهم لتمكينهم من شراء أي مستلزمات أو أشياء ترغبها أنفسهم. كما تم إلحاق أبنائهم وبناتهم بمختلف المدارس السعودية، الأمر الذي جعلهم لايشعرون بأي انعكاسات نفسية سلبية، نتاج ترويعهم وإخراجهم من وطنهم من صدام وطغمته الظالمة. عمليات الإيواء والتسكين التي نفذتها المملكة العربية السعودية حينذاك لأبناء جارتها الكويت، كانت وبشهادة عديد من المنظمات الإنسانية العالمية تعد حدثاً فريداً، اتسم بالدقة في الإعداد وبالمهنية العالية والسرعة القياسية في التنفيذ، مما عكس وبشكل جلي حجم المقدّرات والقدرات، التي تتمتع بها المملكة في تعاطيها مع كل طارئ أو حدث غير متوقع. تتابعت الأيام لنفاجأ في عام 2009م بقيام الجماعات الحوثية المتطرفة في معتقدها والموجهة في أجندتها من قبل طهران ومتآمريها، بالاعتداء على الحد الجنوبي لمملكتنا الحبيبة. كان الحدث مفاجئا، كما أن عمليات الاعتداء قد طالت عديدا من القرى، التي كانت بساكنيها تربو فوق عشرات الآلاف. كانت عمليات الإخلاء ضرورة ملحة ولاتحتمل أي تأجيل حفاظاً على أرواح الناس، الذين كانت تتهددهم وتطال قراهم صواريخ وقذائف الجماعات الحوثية المقيتة. حينذاك تضافرت جهود عديد من الجهات الحكومية المنوط بها معالجة حالة النزوح الإجباري والمفاجئ لآلاف المواطنين، الذين كانوا عرضة لأسلحة الأعداء الحوثيين، الذين كانوا مجبرين أن يغادروا منازلهم ويتركوا ممتلكاتهم في غضون فترة لاتتجاوز الـ 24 ساعة. حقيقة كان حجم التحدي كبيراً، وكانت عمليات الإخلاء في زمن قياسي، مع تأمين أرواح هؤلاء المواطنين أثناء انتقالهم إلى المناطق الداخلية، ومن ثم العمل على إيجاد السكن لهم ولأبنائهم من الصعوبة بمكان. لكن مملكتنا الحبيبة كانت كعادتها قادرة بعون الله من خلال تسخيرها مقدراتها، وبما لها من خبرة تراكمية في التعامل مع الطارئ من الأمور والأحداث في القيام بذلك. فنجحت حينذاك، نجاحاً جميعنا شهدناه بأم أعيننا وجميعنا شعر بالفخر جراء تحققه. فتم تسكين جميع المواطنين في شقق راقية، وتم صرف مبالغ مالية مجزية لكل فرد من أفراد كل أسرة، وتم إلحاقهم بالمدارس الحكومية والأهلية، ضماناً لعدم حدوث أي قصور في تحصيلهم العلمي، حتى انزاحت الغمة وتمكنا من دحر المعتدي الحوثي، وتطهير آخر رقعة من قرانا الحدودية منهم. وليس سراً أن أقول، إن حرص المملكة العربية السعودية على أمن شعبها وعلى سلامة مواطنيها، وتمتع قيادتها بنظرة استشرافية مستقبلية للمتغير الجيوسياسي، قد دعاها مؤخراً لإنشاء مخيم إيواء بمنطقة جازان، يتسع لأكثر من 25 ألف فرد مجهز ومؤثث تأثيثاً كاملاً بنظام الـ 5 نجوم، ويحوي جميع البنى التحتية للمدن النموذجية، كي يكون قاعدة احتواء ضد أي طارئ يهدد أبناء القرى الحدودية بجنوبنا الحبيب. حقيقة أنه يحق لنا أن نفخر وفي ذات الوقت أن نشعر بالأمن ضد أي متغير قد يطال واقعنا، وذلك لحرص قيادتنا الرشيدة ودولتنا -حماها الله- على توفير جميع الأسباب التي تكفل أمننا واستقرارنا وراحتنا بعون الله.