يطلب منه أن يقود السيارة على مهل، ويطلب منه تغيير طلاء البيت لأنه لا يروق له، ويتذمر من ثرثرته على الهاتف، ويبدي اعتراضه من إسرافه في شراء الثياب! إنه ليس شقيق أو زميل أحمد، ولكنه ابنه الصغير" تامر" ابن السادسة من العمر، والذي هو بالنسبة له لازال طفلاً وديعاً، ولكنه يصدر له الأوامر الآن، بل ويقول له بصراحة: هل هكذا ترتب سريرك؟ الأخصائية التربوية ريناد علي ظاهر، تقول إن الطفل من الطبيعي أن يمر بهذه التصرفات الديكتاتورية في هذه السن، ففي هذه السن يحدث نمو مفاجئ في الدماغ ما بين سن السادسة والثامنة، بالاضافة لتأثره بما يشاهده من أفلام لأبطال يفرضون سيطرتهم، كما أن هذا النمو المفاجىء يجعله يفكر بطريقة معقدة وغريبة، فيطالب بالاستقلالية وهو لا يشعر أنه ديكتاتوراً، كما يراه من حوله، بل على العكس فهو يريد أن يقول لمن حوله أنه قد كبر وأنه بامكانه مساعدتهم. تقدم ريناد هذه النصائح لأب "الديكتاتور الصغير": 1. دعه يفهم أنه يعاني من مشكلة: فأخبره بطريقة غير مباشرة أن محاولته لفرض آرائه تزعج من حوله، مثلا عندما يفرض طريقة لعب معينة على رفاقه ويرفضونها، فألمح له أنه سيخسر أصدقاءه الذين لا يحبون أن يكون لهم صديق مثله، وحين يطلب منك مثلا عدم الجلوس طويلاً أمام كمبيوترك قل له بصراحة: ألا ترى معي أن هذا أمراً يخصني وحدي؟ 2. علمه الألعاب الجماعية في ساعات المساء: فذلك سيجعله يعرف معنى مصطلح "العدل"، ويعرف معنى التعاون، وأن ينتظر أن يصله الدور، كما عليك أن تخصص وقتاُ ليتحدث كل طفل من أطفالك عما فعله خلال النهار، ويحسنون الاستماع لبعضهم وبذلك يتعلم الصبر الذي هو أول أساليب العلاج. 3. لا تتنازل عن آرائك معه حول ما يخص أمورك، ولكن قل له أيضاً حتى لا يشعر بالتبعية: سأفكر برأيك وأطرحه على والدتك، بابتسامة وحضن حنون. 4. لا تكون أباً مصدراً للأوامر لأن الطفل يقلدك، ولا تشير باصبعك لينفذ أطفالك ما تطلب، وبدلاً من أن تقول له "رتب سريرك" قل له: سنذهب في نزهة رائعة لو انتهيت من ترتيب سريرك بطريقة جميلة. 5. اذا استخدم طفلك الأسلوب الوقح في الحديث، فعليك أن تمنعه من الكلام بأي طريقة مثل رفع صوت المذياع، أو التوقف عن السير في الطريق أو إيقاف السيارة، حتى يعود لأسلوبه الهادئ، كن صبوراً واعلم أن النجاح يحتاج للصبر، خاصة فيما يخص تغيير عادة سيئة.