×
محافظة حائل

6789 مصنعا منتجا بالمملكة بتمويل تجاوز 992 مليار ريال و1123 مصنعًا تحت الإنشاء

صورة الخبر

لا أحد يتمنى الحرب أو يرغب فيها، ولا يوجد عاقل يدعو إليها، غير أن الحرب تصبح ضرورة عندما تكون الحل الوحيد لدرء ما هو أسوأ منها.. والأسوأ من الحرب هي الفتنة أو الفتن. أسوأ من الحرب زرع الشر، واحتلال الأرض، واحتلال العقل، وتغيير بنية الفكر وهوية الوطن بفكر دخيل ينطلق من هوى حاقد وبغض دفين، يتغلغل في الأنفس ويتوغل في القلوب فتنشأ نتيجة لذلك أجيال رضعت وشبّت على هذا الحقد، فتصبح وبالاً، وشراً مستطيراً على الوطن والفكر ذاته، وعلى الأمة جمعاء.. وهذا ما كانت إيران تخطط له، هذا ما تطمح إليه، فإيران ليست صاحبة مبدأ ديني أو أخلاقي، بل هي صاحبة رسالة، رسالة كراهية، وانتقام وحقد دفين ظل يغلي داخلها منذ تحطيم إيوان كسرى وموقعة جلولان، والجسر، والقادسية، منذ سيدنا عمر وخالد بن الوليد، والقعقاع بن عمر وسعد بن أبي وقاص وغيرهم من فرسان الإسلام وجنوده. إذا تمت جذوة الانتقام ونار الكراهية في النفوس الفارسية، وقد كان أبو مسلم الخراساني وهو من أحفاد كسرى حاول العمل على إسقاط الدولة الإسلامية، ورغماً عن كونه أحد قادة أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي فقد كان يخطط لقتله والإطاحة به، بسبب ما تحت يده من الأجناد الفارسية الأصل حتى أن موكبه في الحج كان يزاحم موكب الخليفة وهو الذي ينسبُ إليه البيت المشهور مهدداً الخليفة: محا السيف أسطار البلاغة وانتحى عليك ليوث الغاب من كل جانب وعندما استدعاه المنصور جاء بجيش جرار حاصر به قصر الخليفة ولكن دهاء أبي جعفر تغلب على فكر الخرساني فقتله ورمى برأسه إلى الجند فولوا هاربين، وبذا أبقى على الخلافة.. وكذلك فعل الرشيد مع البرامكة الذين حاولوا إسقاط الخلافة الإسلامية ولكنه تنبه لهم وقضى عليهم، وللفرس حكايات تاريخية حول بغضائهم للعرب والمسلمين يطول الحديث فيها، وإنما ألمحت إلى ذلك للتأكيد على الأحقاد الفارسية القديمة، وهم في هذا الزمن يحاولون بعث إمبراطورية كسروية من جديد، يكون العرب هم ضحاياها والمبتلين بها، والخميني عندما تحدث عن تصدير الثورة إنما كان يهدف إلى هذه الإمبراطورية الخبيثة. والله لو ترك الحوثيون فترة أطول لأسس الفرس قواعدهم في اليمن، ولضربوا أطنابهم ولرأينا منهم في المملكة والخليج والمسلمين عامة شراً مستطيراً ولكن الله سلّم، فأنقذ الله هذا الوطن بالفارس الشجاع سلمان بن عبدالعزيز، الذي جاءت ضربته لرأس الشر دافعة، فأذهلته، وأذهلت معه كل أصحاب النوايا الخبيثة الشريرة، كما أذهلت أيضاً أولئك الذين ظنوا بنا الظن معتقدين أننا لا نتخذ قراراتنا إلا بإذن أو مشاورة خارجية.. وهؤلاء بكل بساطة يجهلون تاريخ بلادنا وقادتها، فالملك عبدالعزيز - رحمه الله - دخل الرياض وليس معه إلا ستون رجلاً وبندقيتين فقط والباقي رماح وسيوف، ولم يعتمد على مخلوق، بل كان معتمداً على خالقه، والرجال المخلصين الذين نبتوا من رفات هذه الأرض، التي تنجب الفرسان، والمغاوير دوماً.. ومن ثم فإنها سيدة أرضها، وقرارها. نعم المملكة تؤمن بالتآزر الدولي وتدعو إليه ولها صداقاتها، ولها علاقاتها المتينة والتاريخية مع دول غربية وشرقية، بل لها تحالفاتها الدولية الأمنية فيما يتعلق بالخطر الإنساني على المعمورة ولكن المملكة هي سيدة نفسها، وهي ولية أمرها فيما يتعلق بحماية أمنها ومواطنيها، ولذا جاء قرار الملك سلمان حازماً صارماً يمثل إرادة الشعب والأمة التي بايعته على صون كرامتها والذود عنها مهما كان الثمن، ومهما طال الزمن والوقت. نعم الحرب قد تطول وقد تقصر، ولكنها لا تخضع للمنطق الزمني المحدد فلا يمكن أن تضبط بدايتها ونهايتها بعقارب الساعة، فهي ليست لعبة كرة قدم تبدأ بصافرة، وتنتهي بصافرة!! ومن ثم فإن علينا أن نحتمل عقابيلها، وعلينا أن نصبر لها، ونصابرها حتى تنكشف غمامتها عن سلام وأمن.. ويكفينا نصراً أننا كسرنا شوكة المد الفارسي، كسرنا أنوف أصحاب قلوب أشد سواداً من عمائمهم، وأبشروا بالنصر النهائي والمبين بحول الله وعونه.