(مكة) - متابعة توصلت ايران والقوى العالمية الي اتفاق إطار من شأنه ان يكبح برنامج طهران النووي لعشر سنوات على الاقل وهي خطوة نحو اتفاقية نهائية قد تنهي 12 عاما من سياسة حافة الهاوية والتهديدات والمواجهة. ويمهد الاتفاق المبدئي -الذي جاء بعد محادثات ماراثونية على مدى ثمانية ايام في سويسرا- الطريق امام مفاوضات حول تسوية تهدف الي تهدئة مخاوف الغرب من ان ايران تسعى الي صنع قنبلة ذرية في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عن الجمهورية الاسلامية. وهو مرهون بالتوصل الي اتفاقية بحلول الثلاثين من يونيو حزيران. وستبقى جميع العقوبات على ايران سارية حتى توقيع الاتفاق النهائي. وانطلقت احتفالات في العاصمة الايرانية ، واظهرت لقطات فيديو وصور بثت في مواقع التواصل الاجتماعي سيارات في شوارع طهران وهي تطلق أبواقها بينما يصفق راكبوها فرحا، وفي إحدى اللقطات التي بثت على موقع فيسبوك أمكن سماع مجموعة من النسوة وهن يصفقن ويهتفن شكرا.. روحاني في إشادة بالرئيس الايراني حسن روحاني. ووصف الرئيس الامريكي باراك اوباما الاتفاق بانه تفاهم تاريخي مع ايران وشبهه باتفاقات الحد من الاسلحة النووية التي عقدها رؤساء امريكيون سابقون مع الاتحاد السوفيتي والتي جعلت عالمنا اكثر آمانا اثناء الحرب الباردة. لكنه حذر ايضا من ان النجاح ليس مضمونا. لكن اسرائيل قالت إنها تعارض بشدة هذا الاتفاق ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعا مع كبار وزرائه اليوم الجمعة لمناقشة الاتفاق الذي قال إنه سيهدد وجود بلاده. ومازالت هناك حاجة الي الاتفاق على تفاصيل كثيرة. وقال دبلوماسيون قريبون من المفاوضات ان الاتفاق هش. ولا يمكن استبعاد ان التفاهمات التي تم التوصل اليها قد تنهار من الان وحتى الثلاثين من يونيو حزيران. ويعتقد خبراء ان التوصل الي اتفاق نهائي سيكون اصعب كثيرا مما حدث مع الاتفاق الاطاري. وبمقتضى اتفاق الاطار ستوقف ايران تشغيل أكثر من ثلثي اجهزتها للطرد المركزي الجاهزة للتشغيل والتي بمقدورها انتاج يورانيوم يمكن استخدامه لصنع قنبلة وتفكيك مفاعل قد ينتج البلوتونيوم وقبول اجراءات شاملة للتحقق من تنفيذ الاتفاق. وتجاوزت المفاوضات بين ايران والقوى الست الكبرى -الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين- مهلة الحادي والثلاثين من مارس اذار مع عدم وجود ما يضمن انها لن تنتهي بالفشل. ويتضمن الاتفاق الاطاري قيودا على تخصيب ايران لليورانيوم لمدة عشر سنوات. ووفقا لتقرير امريكي مدعم بالحقائق وافقت ايران على ان تخفض بشكل كبير عدد ما لديها من اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم الجاهزة للتشغيل إلي 6104 من 19 ألفا وستشغل 5060 جهازا فقط لعشر سنوات بمقتضى الاتفاق المستقبلي مع القوى الست. واضاف التقرير ان ايران ستستخدم فقط اجهرة للطرد المركزي من الجيل الاول اثناء تلك الفترة. وسيجري ايضا تقييد واحدة من اكثر المسائل حساسية اثناء المفاوضات وهي الابحاث واعمال التطوير النووي الايرانية. وقال التقرير الامريكي وافقت ايران على عدم اجراء ابحاث واعمال تطوير مرتبطة بتخصيب اليورانيوم في منشاة فوردو لمدة 15 عاما. واشار ايضا الي ان ايران ستزيل اجهز الطرد المركزي من الجيل الثاني المركبة حاليا في منشاة نطنز وعددها 1000 جهاز وستضعها قيد التخزين تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لعشر سنوات. ويمكن استخدام اليورانيوم العالي التخصيب لصنع سلاح وهو ما تهدف القوى الكبرى الي منعه في حين ان اليورانيوم المنخفض التخصيب يستخدم في محطات الطاقة. وتصر ايران على انها تريد فقط برنامجا للطاقة النووية السلمية وتنفي انها تهدف الي صنع قنبلة ذرية. وبمقتضى اتفاق الخميس ستحصل ايران على تخفيف تدريجي للعقوبات النووية من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي إذا تقيدت ببنود اتفاق نهائي. وسيجري رفع بعض العقوبات التي فرضها مجلس الامن التابع للامم المتحدة تدريجيا رغم ان عقوبات اخرى ستبقى سارية وخصوصا تلك المرتبطة بالانتشار النووي. وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مازال امامنا بعض الوقت حتى نصل الي المرحلة التي نريد ان نكون فيها. وقال التقرير الامريكي ان الفشل في التقيد ببنود الاتفاق سيتسبب في اعادة سريعة لسريان العقوبات الامريكية والاوروبية. وبدا التقرير أقل تحديدا فيما يتعلق بعقوبات الامم المتحدة -وهي احدى النقاط الشائكة الرئيسية في المفاوضات- مع اكتفائه بالقول انها قد يعاد فرضها في حالة عدم التزام ايران. وعبر ظريف عن غضبه من قرار الولايات المتحدة نشر تقرير عن الاتفاق وقال على صفحته على موقع تويتر الحلول جيدة للجميع كما هي. ليس هناك ما يدعو لتعجل استخدام التقارير المدعمة بالحقائق في هذه المرحلة المبكرة للغاية. وأبلغ وزير الخارجية الامريكي جون كيري الصحفيين ان هناك حاجة الي الاتفاق على تفاصيل كثيرة بما في ذلك الرفع المحتمل لحظر السلاح الذي تفرضه الامم المتحدة وتطوير مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل ومواقع منشأة فوردو تحت الارض.